عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سورة الرحمن مكية كلها في قول الحسن وعٌروة بن الزبير وعِكرمة وعَطاء وجابر . وقال اِبْن عباس : إِلا آية منها هي قوله تعالى : " يَسْأَلهُ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض " [ الرَّحْمَن : 29 ] الْآيَة . وهي تعالج أصول العقيدة كغيرها من السور المكية، ولكن بأسلوب متميز فريد، ولعل هذا ما جعل بعضهم يسميها عروس القرآن لتميزها
والرحمن اسم من أسماء الله على وزن فعلان الدال على المبالغة والامتلاء فله الرحمة الواسعة الشاملة
سميت السورة باسم من أسماء الله الحسنى " الرحمن " ، وهي السورة الوحيدة المفتتحة باسم من أسماء الله، وافتتاحها الباهر باسمه الرحمن يميزها عن باقي السور القرآنية ،ولم يذكر لفظ الجلالة في السورة
هذه السورة العظيمة "سورة الرحمن" اسم على مسمّى، فاسمها الرحمن وهي سورة الرحمة. افتُتحت بالرحمة وذكر الله فيها ألواناً كثيرة من رحمته لعباده. وبدأ بأهمها وأعظمها وأجلّها وهو القرآن، فالقرآن رحمة الله على عباده لا صلاح لهم في معاشهم ومعادهم إلا به ولذلك قال (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ).
إنها إعلان هام في ساحة الوجود الكبير ، وإعلام بآلاء الله الباهرة الظاهرة ، في جميل صنعه ،إبداع خلقه ، وفي فيض نعمائه ، وفي تدبيره للوجود وما فيه ، وتوجيه الخلائق كلها إلى وجهه الكريم .. وهي إشهاد عام للوجود كله ، متحدياً الإنس والجان على التكذيب بقولُه ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ و يتكرر ذلك عقب بيان كل نعمة ،
وذكر أصنافاً و ألواناً كثيرة من رحمته بعباده ونِعَمه عليهم، بدأ بأهمها وأعظمها وأجلّها وهو تعليم القرآن وخلقه للبشرية، وتسخير الشمس والقمر والزروع والثمار التي منحهم الله إياها والبحار والتخويف من النار
السورة سورة امتنان الله تعالى على عباده بالنعم وقد يتساءل البعض كيف يكون في ذكر عذاب جهنم نعمة؟ وكيف نفسر بعدها (فبأي آلآء ربكم تكذبان)؟
والأصل أن ذكر الله تعالى لعقوبة المكذبين الجاحدين هو بحد ذاته نعمة لأنه يوضح لنا الجزاء ونحن في الدنيا فلا يفاجأ أحد في الآخرة بهذه العقوبة،
والمؤمن الفطن هو من يقرأ كلام الله تعالى ويتعظ بتحذيره من العقاب والعذاب ويتلقاها على أنها نعمة من الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء فيسعى لما فيه نجاته في الدنيا والآخرة ويبتعد عن كل ما يوصله لهذه العقوبة والعياذ بالله! والله تعالى أعلم.
و أول من جهر بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم ابن مَسْعُود حيث قرأ الرحمن بصوت عالي على مسمع قريش