الاسبوعين الماضيين كانا حافلين بكل ماهو مغربي
لما رجعت لمدينتي قبل أسبوعين، كنت قد اتفقت مع صديق مغربي تعرفت عليه قبل 16 سنة، واستمرت صداقتنا ولكن قطعتنا الظروف، فتواصلت معه ودعاني لبيته، وإذا به قد اشتعل الشيب في شعره، ولديه ثلاثة من الأطفال، الذين يتقنون لهجتنا أكثر من اللهجة المغربية، والتي اكتسبوها من زملاء المدرسة
كنت واعدت أختي التي تدرس في الجامعة أنه بعد انتهائها من الاختبارات ونجاحها سأعزمها على عشاء في الفندق، وفعلت ذلك قبل عشرة أيام، وكان العشاء إيطالي، ومن المصادفة أني وجدت الكسكس كجزء من المقبلات، وبالرغم من أنه بارد فرحت به ووضعته في صحني، ولما وضعته في الطاولة كانت أختي مقابلتني، وقلت لها اتحداك تعرفي وش هذا، ناظرته قال رز
قلت لا قلت إيش، قلت توقعي، وترفع رأسها لي وقالت أكيد أنه شيء مغربي
لأن العائلة كلها تعرف محبتي لهذا البلد، قلت أيوه أسمه كسكس، قالت آآه هذا هو الكسكس اللي نسمع عنه ولا شفناه.
مايلفت الانتباه هو أن الكسكس كان بارد وجزء من المقبلات، والحقيقة أني لاحظت ذلك حتى لما كنت بأمريكا وطلبتك أكل وجاء معها مقبلات فيها كسكس! وكنت حينها نسيت الكسكس ولم أتوقع للحظة في مطعم أمريكي صرف أن يكون من ضمن مقبلاته كسكس، المهم أني لما شفته لم أعرف ماهو كونه بارد وغير متوقع أن يكون في مطعم أمريكي، ولكن لم يكن غريباً علي، ناديت الجرسون وقال لي أنه كسكس، الفكرة وكأن الكسكس أصبح يغزو المجتمعات الغربية كوننا وجدنا ذلك في مطعم ايطالي وفي امريكا كمقبلات! <<< هذا الشيء الوحيد اللي فلحنا بغزوهم فيه
قبل ستة أيام، كنت في جدة، وحينها عرفت أن لي صديقاً مغربياً هناك كنت قد تعرفت عليه مع صديقي المغربي الذي ذكرته في البداية، وكان يعملان معنا، وكان بيننا عيشٌ وملح وخبز مغربي وأتاي، فلما جئت لجدة، فرح بي واتصل وجائني في مكاني وأخذني لبيته، وكنتُ قد أخذت عليه المواثيق ألا يعمل شيئاً في بيته سوى آتاي، بالذات وأن زوجته قد ولدت قبل عشرة أيام، وقابلته ورأيت أثر السنين على وجه، بالرغم من أن عمره لم يتجاوز كما أعتقد ال 37 في أكثر الأحتمالات، المهم استمتعنا بالآتاي والشوكلاته وباللعبة مع طفلتيه وجاء بمولودته الجديدة التي احببتها قبل أن أراها لأنها كانت مريضة بعد أن ولدت، ولما كان بعد ذلك بيومين، اتصل علي وقال بأنه يريد رؤيتي ثانية إذا كان الوقت يسمح لي ، فبعد انتهاء عملي الساعة 9 ليلاً، أخذني من الفندق وذهبنا على البحر وكان قد جاء بالآتاي، وقال أنه يخجل مني إذ جاء بحلوى مغربية،وكانت زوجته قد عملتها قبل ولادتها فيخشى أن يكون انتهى طعمها، قلت لها آت بها يارجل ولا تخجل، ولكنه اعطاني أياها حين ودعني الساعة 1:30 فجراً.
وكنتُ قد أكلت منها، وجعلت أهلي يأكلونها، حتى بقيت واحدة، فجعلتها لأمي التي كانت صائمة بالأمس وستأكلها حين تفطر.
الحلوى كانت (غريبة) وهي حلوى على ما أعتقد بدأت تقتحم السعوديين قبل سنتين، وفي هذه السنة اصبحت منتشرة كثيراً بين الناس، ولما استقصيت عنها كثيراً، عرفت أن أسمها (غريبة البهلا) وهي فاسية الأصل وحلوى تقليدية مغربية.
وهذه الصور تترجم ماقلته:
العاب
الصحن الذي كان فيه الكسكس
العاب
وهذه المقبلات من نفس المطعم وكان في البنجر، وسبق وأن تحدثنا عنه في هذا الموضوع
العاب
ماتبقى من الغريبة
العاب
وهذه آخر حبة للي تحبه، وحفظنها لأمي حتى تفطر
كنت قد صورت الآتاي في بيت صديقي، ولكنها انمسحت هذه الصورة.