تعالج السورة الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه شأن سائر السور المدنية
وسميت" سورة الفتح " لأن الله تعالى بشّر المؤمنين بالفتح المبين وبدأت السورة باسلوب توكيد " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " آية1.
وقد جاء في سبب النزول عن عطاء عن ابن عباس قال:
أن اليهود شمتوا بالنبي والمسلمين لما نزل قوله :
( وَمَا أدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولاَ بِكُمْ )
وقالوا : كيف نتبع رجلا لا يدري ما يُفْعَلُ به ؟
فاشتد ذلك على النبي فأنزل الله تعالى
(إنَّا فَتحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيغفرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبكَ وَمَا تَأخَّرَ ) .
وقد سميت بسورة الفتح. لأنها سورة الفتوحات الربانية، يتجلى ذلك في العناية الربانية بالمؤمنين وبيان فضلهم وجزائهم وتهدئة نفوسهم وتسكين قلوبهم وثورتهم حين منعهم أهل مكة دخول البيت الحرام.
نزلت هذه السورة الكريمة على الرسول كما اسلفنا بعد عودته من صلح الحديبية ولمّا نزلت فرح بها فرحاً شديداً وقال: "أنزلت عليّ الليلة سورة هي أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها".
ولقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرسول عليه الصلاة والسلام : أفتح هو؟
قال : يا عمر إنّه لفتح
هو فتح كبير الاوهو فتح مكة
ويجب أن ننوه بأن فترة الهدنة التي حصلت أثناء صلح الحذيبية من أهمّ الفترات في انتشار الرسالة وإسلام العديد من الناس
قال تعالى هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) آية 28
و لم تكن السورة تبشر بفتح مكة فقط بل اشتملت عدة فتوحات ربانيةعلى المؤمنين ، نستعرضها فيما يلي:
وهذه الآية أوضحت صفات الرسول عليه الصلاة والسلام والذين معه
بحيث جمعت لهم العبادة والعمل فهم الأمة الوحيدة التي جمعت هاتين الصفتين معاً ،بخلاف أن اليهود كانوا ماديين فقط والنصارى كانوا روحانيين وربانيين فقط.ولم يكونوا يدعون للعمل
۞۞۞۞
ويمكن أن نستخلص من السورة أن النصر من عند الله ولكن بعد أخذ الاسباب
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سورة الحجرات من المثاني ،مدنية إلا الآية 13 وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
وقال آخرون كلها مدنية ومعلوم بأن السور المدنية معنية ببيان الأحكام وتقوية الأخلاق
وفي سورة الحجرات بيان للأدب مع الله عز وجل , والأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفيها آداب عامة لتعامل المسلمين بعضهم مع البعض الآخر . وقد إشتملت هذه السورة على أروع المثل الإسلامية والإنسانية .
ورغم قلة عدد آياتها إلا أنها , تضع للمسلم أروع المثل الإنسانية العليا , في الأخلاق , في الآداب , والأعمال , والمعاملات . وهي جديرة بالدراسة , بالفهم والنظر إلى ما فيها من كنوز هذا القرآن
سورة الحجرات دستور في الأخلاق الاجتماعية وهي 18 آية فيها 6 نداءات فهي أكثر سورة احتوت على نداءات بمعدل كل آيتين والثالثة نداء وتكررت لا الناهية 10 مرات
——————–
سورة الحجرات المسماة بسورة الآداب، والتي رغم قصرها النسبي نودي المؤمنون فيها بست نداءات، نودوا فيها بأسمى وأطيب الأوصاف وأحبها إلى مسامعهم وأقواها لمساً لمشاعرهم، واستجاشة لقلوبهم، نداءات تستحق أن تصاخ لها الآذان، وأن تتقبلها القلوب، وأن تتحرك بمقتضاها الجوارح، حسبة لله سبحانه، وسيراً على منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم
النداءات في السورة ستة نداءات خمسة منها للذين آمنوا ونداء عام للناس جميعًا
فإن سورة الحجرات سورة عظيمة جليلة لما تضمنته من آداب وأحكام ومبادئ في الأخلاق وغيرها، وهي كلها وحدة واحدة، موضوعها حقائق اعتقادية وتوجيهات أخلاقية للمسلمين ومعاني كبيرة ، وتشمل من مناهج التكوين والتنظيم ، وقواعد التربية والتهذيب ، ومبادئ التشريع والتوجيه ، ما يتجاوز حجمها وعدد آياتها مئات المرات ! متضمنة القواعد والأصول والمبادئ والمناهج التي يقوم عليها هذا العالم والتي تكفل قيامه أولا ، وصيانته أخيرا ..... عالم له أدب مع الله ، وأدب مع رسوله ، وأدب مع نفسه ، وأدب مع غيره . أدب في هواجس ضميره ، وفي حركات جوارحه . وفي الوقت ذاته له شرائعه المنظمة لأوضاعه ، وله نظمه التي تكفل صيانته .
وقد تضمّنت السورة العديد من الآداب ونتناول منها بعض آداب هذه الصورة ما تيسر منها . آمل أن تجد القبول .
1- أدب التعامل مع الإيمان ومع الله تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) آية 17
وقد تأخر ذكر أدب التعامل مع الناس في السورة وهذا ليرشدنا أنه قبل أن نتعامل مع الناس بأدب علينا أن نحقق ونكتسب كل الآداب السابقة في التعامل مع رسولنا وفيما بيننا حتى نتميّز بأخلاقنا وآدابنا وحتى نترك عند الناس من غير المسلمين الإنطباع الحسن لأن الخلق الحسن قد يفتح من البلاد وقلوب العباد ما لا تفتحه الحروب والمعارك. وكم من الناس دخلوا في الإسلام بأخلاق المسلمين الفاتحين لا بالسيف.
وفي ختام السورة تأتي المناسبة لبيان حقيقة الإيمان وقيمته ، في الرد على الأعراب الذين قالوا : (آمنا ) وهم لا يدركون حقيقة الإيمان . والذين منوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أنهم أسلموا وهم لا يقدرون منة الله على عباده بالإيمان