عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سورة الجاثية مكية ، وقد تناولت العقيدة الإسلامية في إطارها الواسع " كباقي السور المكية
،السورة من الحواميم
والجاثية أحد أسماء يوم القيامة وهو الإسم الذي اشتهرت به السورة
وردت كلمة “الجاثية” في القرآن الكريم مرة واحدة.
سُميت "سورة الجاثية " للأهوال التي يلقاها الناس يوم الحساب ، حيث تجثوا الخلائق من الفزع على الركب في انتظار الحساب ، ويغشى الناس من الأهوال ما لا يخطر على البال ( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٍ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلىَ كِتَابِهَا اليَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وحقا إنه ليوم رهيب يشيب له الولدان .
ومع ذلك أخذت هذه السورة أسماء آخرى منها ,¯”سورة شريعة” لوقوع لفظ (شريعة) فيها إشارة إلى قوله تعالى (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها) الآية18, ولم ترد في أي موضع آخر من القرآن,
وكذلك سميت سورة” الدهر” لوقوع لفظ الدهر عند قوله تعالى: (وما يهلكنا إلا الدهر) سورة الجاثية الآية24.
تركّز السورة على خطورة التكبر في الأرض لأنها ستضيّع الرسالة كما ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
فالتكبر محظور وخطر قال تعالى :
(يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) آية 8 و 9.
كما ركّزت كباقي السور الحواميم على أهمية الصفح والإمهال
كما نستشف ذلك في قوله تعالى : (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ) آية 14
بالإضافة إلى تركيزها على الوحدة وحذّرت من خطورة الفرقة كما في سور الحواميم
قال سبحانه في السورة : (وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) آية 17
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سورة الاحقاف سورة مكية .إلا الآيات 10،15،35 فمدنية.
وقد وردت كلمة “الأحقاف” في القرآن الكريم مرة واحدة.
كما مر علينا في السور المكية فإن محور السورة يدور حول العقيدة في أصوله الكبرى " الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء " والرسالة والرسول لإثبات صحة رسالة محمد وصدق القرآن .
سورة الأحقاف هي آخر سورة من الحواميم و وموضوعها هو موضوع سور الحواميم: الحديث عن التوحيد ومناقشة المشركين والإيمان بالبعث والحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان برسالته، وفيها التوفيق بالاستجابة في الدعوة (من قصة الجن)
ثم ضربت لذلك أمثالًا فجاءت بقصة هود وهم أهل الأحقاف والأحقاف جمع حُقف والحُقْف هو الجبل من الرمل، ولعل منطقتهم هي منطقة الربع الخالي هذه التي هي بحر من الرمال فهم كانوا يسكنون في هذه المنطقة التي تسمى منطقة الاحقاف، فالله عز وجل جعل لنا فيها آية وهي أنّ من كذّب واستكبر كانت عقوبته عظيمة وقد يعجلها الله له في الدنيا بأن يُنزل عليهم عقوبة قاصمة في الحياة الدنيا وقد يؤخر الله ذلك كله فتكون عقوبته مجتمعة في يوم القيامة.
وقيل كذلك أنها سميت بالأحقاف لأنه ذكر فيها مساكن عاد، وكانت هذه البلاد المسماة ب” الأحقاف” منازل عاد مشرفة على البحر بين عمان وعدن, وفي منتهى الأحقافحضرموت.
وسكنها القوم الذين أهلكهم الله بطغيانهم وجبروتهم، وكانت مساكنهم بالأحقاف من أرض اليمن... قال تعالى:
{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} آية 26 والأحقاف تلال عظيمة من الرمال في بلاد اليمن، وهو جمع حقف، وهو ما استطال من الرمل العظيم وأعوج.
تناولت الشرك بالمكان وليس القوم أو القبيلة أو الأشخاص. فمن المعلوم أن ربط الحوادث بالمواقع يبقى مذكورا أكثر,لأن ربط التذكير بحادث ما ليكون في وعي السامع ولشد انتباهه, لأن الحواس تذكره أكثر, فأصبحت تناقش الشرك بصورة حسية لأن الأحقاف مكان في اليمن كان المشركون العرب يعرفونه لمرورهم باليمن في رحلة الشتاء والصيف فيمكنهم استحضار الصورة.
الحوادث لها صلة بالدعوة إلى التوحيد, ومقصود اسم السورة يشير إلى الحادثة التي وقعت لنبى من الأنبياء مع قومه, ولتكون بذلك عبرة و عظة لأمة محمد عليه الصلاة والسلام
وقد بينت السورة موقف الأولاد من آبائهم
وختمت السورة بالنصيحة الغالية للنبي “صلى الله عليه وسلم” ولكل من يقوم بالدعوة إلى الله تعالى, بالصبر(فَاصْبِرْ) يا محمد (كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) أي إخوانك أهل العزائم العظيمة والقوة البالغة وهم إبراهيم ونوح وموسى وعيسى (وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَار بَلَاغٌ) أي هذا بلاغ (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سورة مدنية إلا الآية 13 نزلت في الطريق أثناء الهجرة . وقيل إنها نزلت بعد يوم بدر وقيل نزلت في غزوة أحد.
لقد ارتبطت بداية السورة بما انتهت به سورة الأحقاف ،بخذلان الكفار بالعذاب وإهلاك من أعرض عن الدعوة النبوية {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}، وموضوع سورة محمد مناسب لآخر السورة المتقدمة،
إذا هي من السور المدنية، و عٌنِيت بالأحكام التشريعية، شأن سائر السور المدنية، وقد تناولت السورة أحكام القتال، والأسرى، والغنائم، وأحوال المنافقين، ولكنَّ المحور الذي تدور عليه السورة هو موضوع "الجهاد في سبيل الله" و لذلك تسمى أيضا سورة القتال
سميّت السورة بـ (محمد) إذ ِببِعتته يحل الذل والخذلان على الكفار على يده وأيدي أتباعه وكل من سار على نهجه، فهو نبي الملحمة .ذلك تذكيراً باتباع محمد ونهجه إذ هو مقياس لقبول الأعمال.
تسمى أيضابسورة القتال، وفي تسميتها بالقتال دعوة للمؤمنين إلى الالتزام بالقتال والمغزى أن أمد الصفح في الدعوة قد انتهى. سينتقل بعدها إلى القتال في سبيل الله وهو وسيلة أخرى من وسائل الدعوة.
وإن وجه تسمية سورة محمد بسورة القتال لما ذكر فيها من لفظ للقتال ومشروعيته وبعض أحكامه. لأنه (القتال) امتحان لصدق أتباع الرسول وهو أمر يشٌقُ على الأنفس فطاعة الرسول تتمثل في إقبالهم على الجهاد في سبيل الله.,
يقول الله تعالى:{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}{محمد: 20}.
وهذا إلى أن يخضع أهل الأرض كلهم، ليحل حينئذ الذل والخذلان على الكفر وأهله. فالقتال من أكبر وسائل إذلال الكفار على يد المؤمنين وعاجل هلاكهم في الدنيا.
وقد سميت أيضا سورة" الذين كفروا"، لأنها افتتحت بهذا اللفظ،
و لأهمية الأعمال في حياة المسلم،وما يترتب عليها من صلاح ،فقد ورد في سورة "محمد" ذكر إحباط الاعمال وقبولها 12 مرّة في 38 آية وتربط السورة دائماً مسألة قبول أو إحباط الأعمال بإطاعة الرسول واتّباع أوامره وسنّته. والحبوط لغة هو انتفاخ بطن الدّابة حيت تأكل نوعاً ساماً من الكلأ ثم تلقى حتفها، وهذا اللفظ أنسب شيء لوصف الأعمال التي يظنّ أصحابها أنها رابحة ولكنها تنتهي إلى البوار.
تكرر ذكر إحباط أعمال أهل الكفر بألفاظ عدة ،حيث وردت في السورة ألفاظ مترادفة تشترك في دلالتها على صورة من صور الخذلان وهو إحباط أعمال الكفار وضياعها. من هذه الألفاظ إضلال أعمالهم (أضل أعمالهم ) قال تعالى :
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (آية 1)
ومنها تسمية عملهم بالباطل الذي لا بقاء له (اتبعوا الباطل)، (ولا تبطلوا أعمالكم).
ومنها التصريح بالإحباط )فأحبط أعمالهم)، )وسيحبط أعمالهم)،
ثم تتوسط السورة آية محورية (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) آية 20 و21 تخبر المسلمين أنه أولى لهم طاعة الرسول إذا أرادوا قبول أعمالهم لأن كل طريق إلا طريق محمد فهو ضلال كما قال وقد قال الإمام ابن حنبل: نظرت في القرآن فوجدت (أطيعوا الرسول) 33 مرة ثم سمعت قوله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره).
وختمت السورة بذكر عقاب المؤمنين الذين لا يتّبعون الرسول r. (هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) آية 38
ارتباط أولها بآخرها
استُهِلَّت السورة بإحدى صور خذلان الكفار وهي إبطال أعمالهم بسبب كفرهم ]الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم، وبصلاح أحوال المؤمنين وفوزهم وكفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم، وهذا أمر آخر يزيد من خذلان الكفر وأهله.
وانتهت كذلك ببطلان العمل بسبب الكفر (وسيحبط أعمالهم)، (ولا تبطلوا أعمالكم)، وبيان علو المؤمنين وعزتهم {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون}، (ولن يتركم أعمالكم).
وكذا انتهت بصورة أخرى من صور الخذلان لمن لم يتعاون مع المؤمنين لإذلال الكفار.
فمن لم يبذل ولم يسع لتحقيق هذا الهدف فإن الله سيستبدل غيرهم {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.