عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
تسمى سورة فصلت وتسمى أيضا سورة المصابيح لقول الله عز وجل :
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا)
وتسمى أيضا سورة الأقوات لقول الله عز وجل:
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا)
وتسمى كثيرا عند العلماء سورة حم السجدة، لأنه لا يوجد في الحواميم سجدة إلا بها، والمشهور من أسمائها هو هذا الاسم الموجود في المصحف وهو سورة فصلت سُميت بهذا الاسم لأن الله تعالى فصّل فيها الآيات حيث قال الله عز وجل (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) أي هذا الكتاب تنزيل من الرحمن الرحيم، وكلمة (تنزيل) دالة على نزول القرآن منجّمَا ومقطّعًا يعني تدريجيا ، وأيضًا كل ما صارت هناك حادثة أو قضية جاء القرآن لمعالجتها ولم ينزل مثل ما أنزلت الكتب السابقة جملة واحدة،
هذه السورة مكية من المثاني بدأت بحروف مقطعة ، وهي من الحواميم حيث بدأت ب" حم " ،يوجد في السورة سجدة في الآية رقم 38 ،و تتناول جوانب العقيدة الإسلامية ووحدانية الله و تتحدث عن القرآن وعظمته والإيمان به وأثره وأدلته وحجيته وأنه هو رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالم،وكذلك تطرقت للبعث والجزاء كما في سائر السور المكية التي تهتم بأركان الإيمان .
كما تذْكر لنا البراهين القاطعة على وجود الله وعظمته ،وقدرته على الخلق والإبداع في هذا الكون
ونلاحظ أن السورة كلها تدل على هذا الكتاب العظيم وتدعو إليه وتشير فيما تشير إليه إلى قضية الاستقامة والثبات على هذا الكتاب قال الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) إلى نهايتها، انظر مثلًا ذكر الكتاب (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) يعني فاصبر يا محمد (إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) تستمر الآيات على هذا المنوال لتثبت أن هذا القران إنما جاء هداية للبشرية وحجّة على الخلق أجمعين.
كما ركّزت على الوحدة وحذرت من خطورة الفرقة والكبر والإنخداع بالمظاهر المادية وجعلت مبدأ الشورى بين المسليمن وحثتهم على تطبيق منهج الله تعالى كما أراده في كونه حتى يقودوا العالم و ينعموا في الدنيا والآخرة .
إذا مسؤولية الرسالة مسؤولية كبيرة تحملها أمة محمد نهائية ولكن هناك واجبات ومحاذير