من قتل الحسين رضي الله عنه ؟
وهنا يُطرح السؤال المهم : من قتَلةُ الحسين :
أهم أهل السنة ؟ أم معاوية ؟
أم يزيد بن معاوية ؟ أم من ؟
إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة
تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم من قتلوا الحسين ،
فقد قال السيد محسن الأمين :
" بايع الحسينَ عشرون ألفاً من أهل العراق ،
غدروا به
وخرجوا عليه وبَيْعته في أعناقهم
وقتلوه " . [1]
وكان الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه :
" ألم تكتبوا إليّ أنْ قد أيْنعتِ الثمار ،
وإنما تقدُمُ على جُنْدٍ مجنّدة ؟
تبّاً لكم أيها الجماعة وتعساً حين استصرختمونا ولِهين ،
فشَحَذْتُم علينا سيفاً كان بأيدينا ،
وحَشَشْتُم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ،
فأصبحتم ألَباً على أوليائكم ،
ويداً على أعدائكم ،
استسرعتم إلى بيعتنا كطيَرَةِ الذباب ،
وتهافتُّم إلينا كتهافت الفَراش ثم نقضتموها سفَهاً ،
بُعداً وسُحقاً لطواغيت هذه الأمة "[2]
ثم ناداهم الحُرُّ بن يزيد أحد أصحاب الحسين
وهو واقف في كربلاء فقال لهم :
" أدَعَوْتُم هذا العبد الصالح ،
حتى إذا جاءكم أسْلَمْتُموه ،
ثم عدوْتم عليه لتقتلوه
فصار كالأسير في أيديكم ؟
لا سقاكم الله يوم الظمأ ".[3]
وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً :
" اللهم إن متّعْتَهم إلى حينٍ ففرِّقهم فِرَقاً
( أي شيعاً وأحزاباً )
واجعلهم طرائق قِدداً ، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبداً ،
فإنهم دعَوْنا لينصرونا ،
ثم عدَوْا علينا فقتلونا " [4]
ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه
أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة
رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال:
" هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟
أي من قتلنا غيرهم .[5]
ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ،
نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :
" يا أهل الكوفة ذهلتْ نفسي عنكم لثلاث :
مقتلكم لأبي ، وسلْبِكم ثقلي ، وطعنكم في بطني
وإني قد بايعتُ معاوية فاسمعوا وأطيعوا ،
فطعنه رجلٌ من بني أسد في فخذه فشقّه حتى بلغ العظم .[6]
فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء
أن الذين زعموا تشييع الحسين ونُصرته
هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ،
وتظاهروا بالبكاء ،
ولا يزالون يمشون في جنازة من قتلوه
إلى يومنا هذا ،
ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت
فلماذا لا يكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ،
فإن الفظاعة التي قُتل بها لا تقل عن الطريقة
التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه
حيث بُقر بطن حمزة واستؤصِلت كبده ،
فلماذا لا يقيمون لموته مأتماً سنوياً
يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم،
ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟
أليس من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟
بل لماذا لا يكون مثل هذا البكاء
على موت النبي صلى الله عليه وسلم !
فإن المصيبة بموته تفوق كل مصيبة ؟
=============
[1] - أعيان الشيعة 1 : 34 .
[2] - الاحتجاج للطبرسي 145 .
[3] - الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242
[4] - الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949 ،
كشف الغمة 2 : 18 و 38 .
[5] - تاريخ اليعقوبي 1 : 235
[6] - كشف الغمة 540 ، الإرشاد للمفيد 190 ،
الفصول المهمة 162 ، مروج الذهب للمسعودي 2 : 431 .
أ / عبدالله الجنيد
__________________
إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
التعديل الأخير تم بواسطة انتظار الفرج ; 04-10-2010 الساعة 04:39 AM