عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سميّت السورة بـ (الزمر) لأن الله تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من أهل الجنة وزمرة الأشقياء من أهل النار وفي هذا دلالة على أهمية الصحبة في الدنيا فلنحسن صحبتنا في الدنيا عسى الله أن يحشرنا معهم زمراً إلى الجنة اللهم آمين.
هذه السورة مكية، وهي تناقش قضية التوحيد كموضوع أساسي كأي سورة مكية و اثبات صفة العلو والفوقية للباري جل وعلا ,ثم تنتقل بنا إلى النظر في الآيات الكونية والنفس الإنسانية ، وتعرج بنا إلى مشاهد يوم القيامة والجنة والنار بين ترغيب وترهيب في صور تقشعر منها الجلود.
وتتمحور حول الإخلاص لله تعالى في كل الأمور وتبدأ بدعوة الرسول الكريم r باخلاص الدين له وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين. وشددت على أهمية الإخلاص لله تعالى وترك الرياء.
مثل سورة الرعد وفاطر والكافرون وتبارك والصمد. هذه السور الست كلها سور أكثرت من ذكر الإخلاص وذكر توحيد الله وأدلة
والإخلاص يكون في عدة أمور: أولها إخلاص النيّة في العبادة لله في كل أمور الدنيا ونحرص على أن يكون كل ما نعمله فيها خالصاً لله رب العالمين لننال رضاه
الإخلاص لعبادة الله وحده ,كما ذكرت الآيات البراهين على وحدانية الله في ابداعه في الخلق.
قال تعالى : {لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} .
وأن الدين لله وحده. وكما جاء سابقاً في القرآن. و(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ) الآيات من 11 إلى 14 كلها تدعو لإخلاص الدين لله .
ثم تنتقل الآيات لبيان من الأولى بالإخلاص له: قال تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) آية 29
فالحمد لله أنه إله واحد لا شريك له إياه نعبد مخلصين له الدين.
التحذير من الإشراك بالله قال سبحانه في سورة الزمر: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ) 64 إلى 66.
عظمة الله في الخلق تدفعنا للإخلاص له قال تعالى :
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) آية 67.
وهذه أساس عدم الإخلاص لأنه لو علم العبد قدر الله تعالى لما أشرك معه أحدا من مخلوقاته.
إخلاص التوبة: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) آية 53 و54، استخدام كلمة (أنيبوا) للدلالة على سرعة العودة لله. وذكر الصحابة رضوان الله عليهم أن هذه الآية هي من أرجى آيات القرآن الكريم لما فيها من سعة رحمة الله ومغفرته لذنوب عباده ودعوتهم لحسن الظنّ به وبعفوه عنهم مهما تعاظمت ذنوبهم فهي لا شيء أمام سعة رحمة الله تعالى فله الحمد وله الشكر.
كيف نحقق الإخلاص في نفوسنا:
1_ استحضار أهمية الإخلاص كما ذكرها الله في كتابه .
2_مصاحبة المخلصين الصادقين فإن لصحبتهم تأثيراً عجيباً، بعض الناس عندما تجلس معه تستشعر الإخلاص والصدق في عمله من تصرفاته وكلامه فينفعك الله بذلك أكثر ما ينفعك من القراءة في عشرين كتاب.
3_ اكثري من الدعاء اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل.
4_ استحضار النية قبل البدء بالعمل وأثناءه وبعده.
5_ الاجتهاد في إخفاء الطاعات وعدم التحدث بها..
كما وصف الله تعالى المخلصين في هذه السورة يوم القيامة ومقارنتهم بالكفار. الكلّ يساق زمراً الكفار يساقون الى النّار:
لأن الله تعالى يأبى أن يدخل المؤمن وحيداً إلى الجنة وإنما يدخل قي صحبته الصالحة في الدنيا وكأن هذا الجمع والدخول الجماعي هو ثمرة الإخلاص في الدنيا فالصحبة الصالحة أساسية في الدنيا لأنها تعين على إخلاص العبادة لله وفي الآخرة تدخل أفرادها زمراً لجنة الخلد. فكلّ زمرة تحابوا في الله في الدنيا يدخلون الجنّة سوياً إن شاء الله.
ومن اللمسات البيانية في هذه السورة الفرق بين وصف دخول الكفار إلى النار ودخول المؤمنين إلى الجنة والفرق بينهما حرف واحد غيّر معنى الآيتين وهو حرف (الواو). في وصف دخول الكفار قال تعالى (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها)
وفي دخول المؤمنين الجنة قال: (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) والفارق أن جهنم أبوابها مقفلة لا تفتح إلا لداخل أو خارج فالأصل أن تكون الأبواب مغلقة ولا تفتح إلا لإدخال العصاة إليها وفي هذا الوصف تهويل ومفاجأة للكفار الذي يساقون إليها
أما في حال المؤمنين فالجنة أبوابها مفتوحة على الدوام وأهلها يسعدون ويسرّون بالجزاء والنعيم الذي ينتظرهم
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جدول الأسبوع الرابع للشهر الثاني عشر
نسأل الله برحمته وكرمه أن يجعل القرآن نورا في صدورنا منهاجا في حياتنا وشفيعنا يوم القيامة ورفيقنا إلى الجنة
آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــيـــــــــــــــــــــــــن