عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري
كنا مجموعة من الأصدقاء و كان من بينهم شاب ضعيف و ظلم من الناس كثيراً
لكن كان دائماً هداه الله يأذي أصدقائي الآخرين
و كنت لا أسمح لهم أبداً بالتعرض له أو الإساءة له
و كانوا يتركونه و لا يتعرضون له و خصوصاً إذا كنت متواجد
و في أحد الأيام جاء أحد الأصدقاء يسأل عني في المنزل
و أخبرني اخي الكبير أن فلان يسأل عنك
فقلت أخبره أني نائم
فلم يكن لي يومها رغبه في الخروج
و في اليوم التالي أخبرني أحد أبناء الحي أن فلان وفلان و فلان ( أصدقائي )
إعتدوا ( جنسياً ) على صديقي
طبعاً صعقني هذا الخبر و ذهبت و كأني أنا الجريح
و رأيت أحدهم و هجمت عليه
و تعبير ( ضربته ) بسيط في و صف ما فعلته
كاد أن يموت بين يدي لدرجة أن أخو هذا الشاب
جاء من خلفي و طعنني بسكين في كتفي من الخلف و تركها مغروزه وهرب
و أنا لم أتوقف عن ضرب أخوه و لم أشعر بها
و لم أترك الشاب الذي ضربته حتى أغمي عليه من شدة الضرب
و بعدها أبعدني شباب الحي عنه و نبهني أحدهم للسكين
و كل ما فعلته أن أخرجتها من كتفي و عبيت مكان الجرح تراب
حتى لون مكان الجرح الآن يختلف عن بقية جسمي
و من بعد هذه الحادثه
أصبحت إذا رأيت إنسان في موقف ضعف أو أحد يخطيء في حقه و لم يرد أو يحاول إستغلاله
أتحول لإنسان آخر في منتهى العنف و الشدة و الغضب
لأحمي هذا الشخص ممن يريد النيل منه
حتى أني و بعد مرور أكثر من 16 سنة من هذه الحاثة لا أتكلم مع أصدقائي هؤلاء و لا حتى أصافحهم رغم أن بعضهم إلتزم و هداه الله
و أذكر قبل سنوات حضرت زواج أحد الأصدقاء و هو صديق مشترك بيني و بينهم
فجاء أحدهم ليصافحني فصديت عنه و لحق بي و أمسكني و قال يا أخي ربك غفور رحيم فقلت و ما علاقتي بما بينك و بين ربك
حتى لم أشعر بشفقة تجاهه و أنا أرى عيناه و قد فاضت بالدمع
بل زدت في القسوة عليه و قلت و ما نفع دموعك و قد كسرت فلان و دمرت حياته
مواقف كثيرة حدثت سواء في حياتي الواقعيه
أو حتى في المنتدى بعض الأحيان تظهر هذه الشخصية العنيفه
و بعضها مضحك فأذكر في المرحلة الثانوية كنت أرى طالب معي في الفصل إذا جاء وقت الفسحة لا يخرج من الفصل
و يوم من الأيام عرفت أن السبب أحد الطلبه في المدرسة يضايقة و يتمادى في مضايقته
فوقفت في وجه هذا الطالب و بالتأكيد تعرف العبارة المشهورة ( نتقابل في الصرفه ) أي بعد نهاية المدرسة
و لكن لم أكن أعرف أن هذا الطالب له أربعة إخوه في صفوف عليا
و إذا بي في الصرفه أمام خمسة أشخاص و أنا وحدي
طبعاً لم أدع هذه الفكرة تتغلغل في مخي حتى لا أتردد و إندفعت بإتجاههم
فأمسك واحد و أضربه و البقيه يضربوني
و أفلته و أمسك آخر و أضربه و البقيه يضربوني
وعلى هذا الوضع حتى أنهم عجزوا من توقفي رغم أني أُصبت بإصابات بالغة
و بدء الإخوة يبعدونا عن بعض أنا و غريمي الأساسي
و بعدها عرضوا علي أن يوصلوني لمنزلي لأن منزلي بعيد عن المدرسة
المفارقة العجيبة أنه إذا تم التعدي علي أو الإساءة لي لا أهتم و بالعكس أكون حليم و صبور و أتجاهل
لكن إذا تعلق الأمر بإنسان آخر أتحول لإنسان لا أحبه و لا أريده
قد أكون أعرف السبب لكن حاولت كثيراً أن أسيطر على هذا التصرف و لم أفلح
فهل لديك حل أخي الفاضل