أخي مستشار المنتدى ، جزاك الله خير ولك مثل ما دعوت لي إن شاء الله ، سؤالك :
أختي الفاضلة بالنسبة لاختلاف المفاهيم التربوية فأرى زوجتي تضرب أحيانا وبقسوة فأحس أنها تنتقم ولا تؤدب فأعطف على الولد أو البنت . وأحيانا حينما يضايقها الولد فيقول أحبك وهي متنرفزة منه من الأساس تقول وأنا ما أحبك ،،، فهذا يثيرني ولا أحاول أن أكلمها عنه أمامهم وإذا خلوت بها وقلت لها أخطأتي بفعلك هذا يبدأ نقاش حاد بيني وبينها . لكن للصدق والحقيقة فأنا ألمس فيما بعد نوعا من التغير لكنه يسير ببطء . أما عن القنوات الفضائية فلا يوجد ولله الحمد .
كما قلت لك أخي عليك بوضع خطة لتغيير أسلوبها ، وهي تقديم كتباً تربوية نافعة مثل إصدارات متخصصين في التربية مثل أشرطة العائلة السعيدة لمحمد الثويني ، أشرطة صلاح الراشد ، طارق السويدان ، إبراهيم الدويش ، هناك كتب مفيدة كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر كتاب أولادنا لمأمون مبيض ، وكتابي : كيف تجعل طفلك شخصية محبوبة وناجحة الطبعة الأولى ، وهو كتيب صغير ، بإمكانك ان تطلبه من دار القاسم .
سؤال آخر :
وهو انتشار الحب المثلي في بعض المجتمعات المسلمة فالبنت تحب صديقتها والولد يحب صديقه ،،، وهذا الحب يكون يصل لدرجة العشق ، فبرأيك ما هي أسبابه وما هو دور الوالدين أمامه ؟
أما بالنسبة لأسباب ظاهرة الشذوذ ، فقد ذكر العلماء عدة أسباب لها : منها أكل المال الحرام ، فمعروف أن المال الحرام يؤدي إلى انتكاس الفطرة البشرية ( أليس الربا منتشراً ؟ ) وغيره أيضاً من صور المال الحرام كالإختلاس والرشوة .... ألخ ، ومنها شدة اهتمام الناس بمظهرهم ، خذ مثلاً الشاب الذي يبالغ في تزينه حتى يصبح كالبنات في نعومته ألن يصبح عرضة لإفتتان الشباب به ، أقرّب لك الفكرة ، الآن الطفل أو الطفلة الصغيرة إذا بالغنا في تزيينه ألا تلاحظ أن الناس يقبلون عليه ويشعرون بإعجاب وبحب له أكثر من الطفل العادي أو المهمل ؟ لماذا لأن النفس البشرية بطبيعتها ميالة إلى حب الجمال والإعجاب به كما تميل إلى لوحة رسمها فنان قدير ألا تلاحظ إقبال الناس على النظر إلي هذه اللوحة ؟
وبالنسبة للرأي الذي يقول أن هناك جينات تؤدي إلى الشذوذ ، فلا أعتقد بصحة هذه الفرضية لأن الله لو كان خلق جينات تؤدي إلى الشذوذ لما أنزل عقوبة مضاعفة للذين يمارسون الشذوذ ، ولكن عدم تقوى الله والإنجرار وراء شهوات النفس ، ووراء خطوات الشيطان خطوة خطوة هو السبب ، قال تعالى ( نسوا الله فنسيهم ) ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )
أما دور الوالدين فليس أمامنا كما قلت إلا توجيه المراهق وغرس العقيدة الصحيحة ، لإحياء ضميره وزرع تقوى الله بالتي هي أحسن وتوضيح الحلال من الحرام له سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ، عن طريق تحفيظه القرآن الكريم على قدر الإستطاعة ، وتعليمه سيرة وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وتزويده بالكتب النافعة وكذلك الأشرطة كما قلنا فأشرطة العائلة السعيدة لمحمد الثويني مخصصة كذلك للمراهقين ولكل العائلة ، أو الإستعانة بمن يثق فيه المراهق عندما نعجز بدون أن نكشف أسراره ولكن لنصحه نصح عام ، وكلما لاحظنا أنه تحسن نمدحه ونكافأه ونقربه ، ومن المفيد مدحه أمام الآخرين ، والدعاء له بيننا وبين أنفسنا وعلناً أمامه وأمام الآخرين ....... عليناأن لا نمل من هذه الطريقة ( الدعاء له ) ، والتكرار هنا مفيد ، لأن الإنسان أحياناً يكون مقبل وأحياناً يكون مدبر ، فعسى أن تلقاه دعوتنا وهو مقبل إلى الله ، ويجب أن لا ننسى تذكيره بالمآسي التي تحصل من وراء هذه السلوكيات .
ولعلاج هذه الظاهرة نجد الإسلام حث على الزهد في الدنيا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( البذاذة من الإيمان ) أي بساطة الهيئة ، ونهى عن لبش الشهرة ، كما حث المرأة على التزين لزوجها فقط ، ولم يحثها على التزين للنساء ، ولكنه قال ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) درءاً لمخاطر الشذوذ ، كما نهى الإسلام عن التشدق في القول ( الدلع أثناء الحديث ) لأن إسلوب الحديث من شأنه أن يؤدي إلى ميل قلوب الناس إلى المتحدث بطريقة خاطئة )
وعلى الإنسان الذي يبتلى بشخص يفتنه أن يغض بصره ولا يحاول أن يقيم معه علاقة إلا للضرورة القصوى ، وأن لا يختلي به قدر الإمكان ، وأنصح بخطة بسيطة ، وهي ، نهديه شريط أو كتيب أو حكم هذا الشذوذ ، فيخجل من نفسه ، ويتوقف عن ما هو فيه ، وربما اهتدى .
وللذي يريد الإستزادة من هذا الموضوع ... فليقرأ كتاب ( الجواب الكافي ) لإبن قيم الجوزية حيث أن موضوع هذا الكتاب كله جاء للإجابة عن سؤال رجل سأله نفس سؤالك .
بارك الله لك بأبنائك ، وجزاك خير