عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سورة النحل تذكرنا بنعم الله علينا ،وقد سميت سورة النعم ، لكثرة ما عدد الله فيها من النعم على عباده ، فلنتأملها ونتدبرها ، ولنقف وقفات مع بعض نعم الله تعالى في هذه السورة :
الوقفة الأولى :
فيها من دلائل وحدانية الله تعالى وألوهيته الشيء الكثير ، نزلت في أخريات مقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعدما احتدم الصراع بين المؤمنين والمشركين ، ولم يكتمل للمسلمين نصراً يشد أزرهم ، ولم ينزل بالمشركين حدثاً يقصم ظهرهم ، وكأن المشركون يقولون أين ما تعدوننا به من العقاب الأليم ، والنكال العظيم ، فكان الجواب حاسماً في أول السورة إذ قال الحق سبحانه:
{ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ النحل 1 ] .
الوقفة الثانية :
ذكر الله تعالى في هذه السورة العظيمة سورة النحل أصنافاً من النعم ، حيث ذكر أصولها ومكملاتها ، ففي أول السورة نعمة الوحي وإرسال الرسل داعية إلى التوحيد ، وأعظم به من نعمة :
{ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ } [ النحل 2 ] ، فسمى الوحي روحاً ، كما أن جبريل يسمى روحاً ،
الوقفة الثالثة :
ثم ذكر الله تعالى نعمته بخلق السموات والأرض ، وخلقه الإنسان من نطفة ، ونعمته بخلق الأنعام ، ونعمة إنزال الماء ، ونعمة إرساء الجبال ، وشق الأنهار ، وتمديد الطرق ، وتزيين السماء بالنجوم ، واهتداء الخلق بها ، في نظم عجيب ، وآيات باهرة ختمها الله تعالى بقوله :
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النحل 18 ] .
الوقفة الرابعة :
ثم ذكر الله تعالى أدلة التوحيد وأمر به ، وبين أنه دعوة الرسل من نوح عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، وذكر حال السعداء والأشقياء ، ثم عاد فقال :
{ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } [ النحل53 ] ،
فلا تصرفوا العبادة إلا لله سبحانه فهو المنعم على الحقيقة .
وعجباً لبعض المسلمين ممن يستعينون بنعم الله على معصيته سبحانه ، السيارة نعمة ، فكيف تستعملها في المعصية بتشغيل الأغاني المحرمة ، أو زيادة السرعة المميتة المنهي عنها ، حتى قال بعض العلماء : من زادت سرعته عن مائة وعشرين فهو قاتل لنفسه .
ومن الناس من يستعمل نعمة الجسد فيما حرم الله عليه ، وكم في الجسد من نعم لا تعد ولا تحصى ، العين يستعملونها في النظر إلى الحرام ، وكذلك السمع ، واللسان ، واليد ، والرجل ، والفرج ،
فالإنسان نوعان في استخدام هذه الجوارح منهم مستقل وقاف عند حدود الله تعالى ، يغض طرفه ، ويحفظ سمعه وجوارحه من اقتراف السيئات والموبقات والمهلكات ، ومنهم مستكثر غير مكترث بأوامره عز وجل ونواهيه ، فيطلق لنفسه العنان والغوص في مستنقعات الفساد والفسق والمعصية ، فهما فريقان لا يستويان .
ومع ذلك فهو سبحانه لا يؤاخذ بأول الذنب ، بل يمهل ويملي للظالم لعله يتوب ، ويرجع إلى ربه وإلا فإن أخذ الله أليم شديد ، وعقابه أكيد ، فقال الله تعالى :
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النحل18 ] .
وإن تحاولوا حَصْرَ نِعَم الله عليكم لا تَفُوا بحَصْرها; لكثرتها وتنوعها ، إن الله لَغفور لكم رحيم بكم ؛ إذ يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر النعم , ولا يقطعها عنكم لتفريطكم , ولا يعاجلكم بالعقوبة .
الوقفة الخامسة :
وتمضي السورة في تعداد أصناف أخرى من النعم ، وألوان من المنن ، فذكر من الأشربة اللبن :
{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ } [ النحل 66 ] ،
الوقفة السادسة :
وفي سياق الكلام عن نعم الله عز وجل في سورة النحل ، ذكر الله العسل في معجزة النحل :
{ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [ النحل 69 ]
.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل ، كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها في المتفق عليه .
الوقفة السابعة :
ثم ذكر الله تعالى نعمته بأن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ورزقكم الأولاد والأحفاد .
ومن فقد الولد سعى جاهداً لإيجاده ، ودفع في سبيل ذلك الغالي والنفيس ، في حين أن الله قد قسم الأرزاق بين العباد ، فمن الناس من تكون ذريته إناث ، ومنهم من تكون خلفته ذكور ، ومنهم من يحوز الأمرين ذكوراً وإناثاً ، ومنهم من لا يولد له أبداً ، حكمة من الله وقَدَرَاً ،
ومع هذه النعمة الإلهية الربانية ، إلا أن بعض الناس لم يشكر نعمة الله ، بل اعترض عليها والعياذ بالله ، وهذه كارثة ومصيبة قد تذهب بدين العبد وهو لا يشعر ، فتجد بعض الناس إذا رزق بالبنات اعترض وامتعض ، وغضب وهدد الزوجة بالطلاق ، وقطع الساق ، وهي لا تملك ذلك ، فالله هو الذي يهب البنين والبنات ، وهذا أمر لا يجوز ، لأنه من فعل الجاهلية ، كما قال الله تعالى في هذه السورة :
{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } [ النحل 58-59 ] .
كانوا في الجاهلية العمياء ، والظلمات الدهماء ، إذا أنجبت المرأة أنثى حلت بهم المصيبة خوفاً من عارها ، حتى وصل بهم الأمر إلا أن يدفنوها حية والعياذ بالله
فجاء الإسلام بحسن تشريعاته ، ويسر أوامره ، فأعطى المرأة مكانة عظيمة عالية ، لم تكن قد حصلت عليها فيما مضى من قرون وأقوام ، فأصبحت لها مكانتها في الإسلام ، وعرفت البشرية قدر الأم والأخت والبنت والخالة والعمة والجدة وسائر النساء الأجنبيات ، وتوالت الآيات بأداء حقوق المرأة ، والتحذير من بخسها ، بل نزلت سورة كاملة سميت سورة النساء ، لعظم حق المرأة ومكانتها .
فعلى المسلم أن يحذر من التلبس بعادات الجاهلية الجهلاء ، والأثرة العمياء ، وعليه أن يعتز بدينه ، ويعرف قدر الأنثى ، فكم من بنت كانت خيراً وبراً وصلاحاً لأبيها ، أكثر من إخوانها الذكور ، وهذا أمر مشاهد وملموس .
الوقفة الثامنة :
ويمضي تعداد النعم فذكر الله عز وجل نعمة العلم والتعليم وتهيئة أسباب ذلك :
{ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ النحل78 ] .
العلم الشرعي هو أشرف العلوم على الإطلاق ، وعلم القرآن الكريم أفضل العلوم ، وقد امتدح الله العلم وأهله ، ورفع شأنهم ، وأعلى مكانتهم ، لا يجوز لأحد من الناس أن يسب عالماً أو يقع في عرضه ، كما نشاهده اليوم ونقرؤه عبر وسائل الإعلام ، وللأسف الإسلامية ، يريد منها التقليل من شأن العلماء ، وانتقاص مكانتهم بين الناس ، حتى لا تسمع أقوالهم ، ولا يؤخذ بفتواهم ، فيصبح الناس حيص بيص ، يأخذون العلم والفتوى من كل شارد ووارد .
الوقفة التاسعة :
إن نعم الله تعالى فوق الحصر ، وبين كل نفس ونفس تتنزل نعم وتترادف أفضال ، ويذكر الله تعالى نعمة المساكن والبيوت :
{ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } [ النحل 80-81 ] .
ولو نظرنا اليوم إلى كثير من دول العالم حولنا ، لوجدنا أننا في نعمة لا يعلم بعظمها إلا الله ، ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
أناس يعيشون في خيام ، وفي جريد النخل ، وبين الأخشاب والحديد ، لا يقيهم ذلك حر الصيف ، ولا برد الشتاء ، ولا هطول الأمطار ، ونحن ننعم بنعمة السكن ،فلله الحمد من قبل ومن بعد ، وله الشكر والعرفان ، على مزيد نعمه ، وعظيم كرمه ، وجزيل مننه .
الوقفة العاشرة :
مقابل الشكر ، مزيد العطاء ، ألا فاشكروا نعمة الله ، فإن الشكر مع المزيد أبداً ، قال جل وعلا :
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [ إبراهيم 7 ] ،
وقال تعالى آمراً عباده بشكره على نعمه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ البقرة172 ] .
ومن لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها ، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها ، من الناس من يأكل ويشرب ويلبس ويتنعم بنعم الله ، ولا يكلف نفسه شكره وحمدها ، وقد ذمهم الله بذلك فقال سبحانه :
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ } [ النمل73 ].
وقال تعالى : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [ سبأ13 ] .
وقال تعالى : { ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [ الأعراف17 ] .
ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا ، وأن نعمل صالحاً ترضاه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الوقفة الحادية عشرة :
في ختام هذه السورة العظيمة سورة النحل _ سورة النعم _ وبعد التذكير بالنعم ، ذكر الله تعالى مثلين :
المثل الأول : من شكر نعمة الله وهو إبراهيم الخليل عليه السلام حيث قال سبحانه :
{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ النحل 121 – 122 ] .
أما المثل الثاني : فهو لمن كفر نعمة الله :
{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ* وَلَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [ النحل 112 – 113 ] .
الوقفة الثانية عشرة :
فالله تعالى يمهل ولا يهمل ، وسنن الله لا تحابي أحداً ، فليس بين الله وبين أحد من خلقه نسباً ولا قرابة ولا وساطة ، إلا من خاف الله واتقاه ، وخشيه ورجاه ، وأتمر بالأوامر ، وانتهى عن النواهي ، وهذه من أعظم نعم الله على خلقه ، أنه لا يأخذهم مع أول ذنب ، وبدء الإثم ، بل يؤخرهم ويملي لهم لعلهم يحدثون توبة أو أوبة ورجعة إليه سبحانه ، وندماً على ما اقترفوا من السيئات والذنوب والمعاصي ،
فقال سبحانه : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ النحل61 ] .
.
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا _ من المعاصي _ ما ترك على ظهرها _ الأرض _ من دابة _ نسمة تدب عليها _ ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى _ يوم القيامة _ فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراً ، فيجازيهم على أعمالهم يإثابة المؤمنين ، وعقاب الكافرين .
فالله تعالى يتفضل على خلقه بإنعامه وإفضاله ، ويمهلهم ويملي لهم ، حتى إذا لجوا في طغيانهم ، واستكبروا وعميت أبصارهم ، وقالوا من أشد منا قوة ، أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ، يأتيهم أمره من السماء ، أو من الأرض ، أو من فوقهم ، أو من تحت أرجلهم ومن بينهم ، أو من تحتهم
وتتنوع وسائل الكوارث والمصائب ، تأتي الكوارث في طوفان ، أو زلزال ، أو بركان ، أو حروب ، أو وباء ، أو انهيارات اقتصادية ، وزعزات سياسية ، وقد قال الله تعالى في هذه السورة ، سورة النحل :
{ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [ النحل 45 – 47 ] .