تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 ) - الصفحة 112 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-2015, 12:05 PM
  #1111
kooki3
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 4,761
kooki3 غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )

تمت التلاوه بحمد الله
__________________
وهل من مصير اخر ؟
رد مع اقتباس
قديم 15-09-2015, 11:46 PM
  #1112
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )






سورة النحل تذكرنا بنعم الله علينا ،وقد سميت سورة النعم ، لكثرة ما عدد الله فيها من النعم على عباده ، فلنتأملها ونتدبرها ، ولنقف وقفات مع بعض نعم الله تعالى في هذه السورة :

الوقفة الأولى :
فيها من دلائل وحدانية الله تعالى وألوهيته الشيء الكثير ، نزلت في أخريات مقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعدما احتدم الصراع بين المؤمنين والمشركين ، ولم يكتمل للمسلمين نصراً يشد أزرهم ، ولم ينزل بالمشركين حدثاً يقصم ظهرهم ، وكأن المشركون يقولون أين ما تعدوننا به من العقاب الأليم ، والنكال العظيم ، فكان الجواب حاسماً في أول السورة إذ قال الحق سبحانه:
{ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ النحل 1 ] .

الوقفة الثانية :
ذكر الله تعالى في هذه السورة العظيمة سورة النحل أصنافاً من النعم ، حيث ذكر أصولها ومكملاتها ، ففي أول السورة نعمة الوحي وإرسال الرسل داعية إلى التوحيد ، وأعظم به من نعمة :
{ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ } [ النحل 2 ] ، فسمى الوحي روحاً ، كما أن جبريل يسمى روحاً ،



الوقفة الثالثة :
ثم ذكر الله تعالى نعمته بخلق السموات والأرض ، وخلقه الإنسان من نطفة ، ونعمته بخلق الأنعام ، ونعمة إنزال الماء ، ونعمة إرساء الجبال ، وشق الأنهار ، وتمديد الطرق ، وتزيين السماء بالنجوم ، واهتداء الخلق بها ، في نظم عجيب ، وآيات باهرة ختمها الله تعالى بقوله :
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النحل 18 ] .




إنه لا موعظة أعظم من القرآن ، ولا بيان أبلغ من آيات الله ، ويصور القرآن الكريم تلك النعم السالفة الذكر في هذه الآيات العظيمة ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ * خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ* وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ* وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ* وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ* وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ* هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ* يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ* وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ* وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النحل1- 18 ] .



الوقفة الرابعة :
ثم ذكر الله تعالى أدلة التوحيد وأمر به ، وبين أنه دعوة الرسل من نوح عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، وذكر حال السعداء والأشقياء ، ثم عاد فقال :
{ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } [ النحل53 ] ،
فلا تصرفوا العبادة إلا لله سبحانه فهو المنعم على الحقيقة .

وعجباً لبعض المسلمين ممن يستعينون بنعم الله على معصيته سبحانه ، السيارة نعمة ، فكيف تستعملها في المعصية بتشغيل الأغاني المحرمة ، أو زيادة السرعة المميتة المنهي عنها ، حتى قال بعض العلماء : من زادت سرعته عن مائة وعشرين فهو قاتل لنفسه .
ومن الناس من يستعمل نعمة الجسد فيما حرم الله عليه ، وكم في الجسد من نعم لا تعد ولا تحصى ، العين يستعملونها في النظر إلى الحرام ، وكذلك السمع ، واللسان ، واليد ، والرجل ، والفرج ،

فالإنسان نوعان في استخدام هذه الجوارح منهم مستقل وقاف عند حدود الله تعالى ، يغض طرفه ، ويحفظ سمعه وجوارحه من اقتراف السيئات والموبقات والمهلكات ، ومنهم مستكثر غير مكترث بأوامره عز وجل ونواهيه ، فيطلق لنفسه العنان والغوص في مستنقعات الفساد والفسق والمعصية ، فهما فريقان لا يستويان .




ومع ذلك فهو سبحانه لا يؤاخذ بأول الذنب ، بل يمهل ويملي للظالم لعله يتوب ، ويرجع إلى ربه وإلا فإن أخذ الله أليم شديد ، وعقابه أكيد ، فقال الله تعالى :
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النحل18 ] .
وإن تحاولوا حَصْرَ نِعَم الله عليكم لا تَفُوا بحَصْرها; لكثرتها وتنوعها ، إن الله لَغفور لكم رحيم بكم ؛ إذ يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر النعم , ولا يقطعها عنكم لتفريطكم , ولا يعاجلكم بالعقوبة .

الوقفة الخامسة :
وتمضي السورة في تعداد أصناف أخرى من النعم ، وألوان من المنن ، فذكر من الأشربة اللبن :
{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ } [ النحل 66 ] ،


الوقفة السادسة :
وفي سياق الكلام عن نعم الله عز وجل في سورة النحل ، ذكر الله العسل في معجزة النحل :
{ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [ النحل 69 ]
.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل ، كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها في المتفق عليه .‌




الوقفة السابعة :
ثم ذكر الله تعالى نعمته بأن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ورزقكم الأولاد والأحفاد .
ومن فقد الولد سعى جاهداً لإيجاده ، ودفع في سبيل ذلك الغالي والنفيس ، في حين أن الله قد قسم الأرزاق بين العباد ، فمن الناس من تكون ذريته إناث ، ومنهم من تكون خلفته ذكور ، ومنهم من يحوز الأمرين ذكوراً وإناثاً ، ومنهم من لا يولد له أبداً ، حكمة من الله وقَدَرَاً ،

ومع هذه النعمة الإلهية الربانية ، إلا أن بعض الناس لم يشكر نعمة الله ، بل اعترض عليها والعياذ بالله ، وهذه كارثة ومصيبة قد تذهب بدين العبد وهو لا يشعر ، فتجد بعض الناس إذا رزق بالبنات اعترض وامتعض ، وغضب وهدد الزوجة بالطلاق ، وقطع الساق ، وهي لا تملك ذلك ، فالله هو الذي يهب البنين والبنات ، وهذا أمر لا يجوز ، لأنه من فعل الجاهلية ، كما قال الله تعالى في هذه السورة :
{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } [ النحل 58-59 ] .
كانوا في الجاهلية العمياء ، والظلمات الدهماء ، إذا أنجبت المرأة أنثى حلت بهم المصيبة خوفاً من عارها ، حتى وصل بهم الأمر إلا أن يدفنوها حية والعياذ بالله

فجاء الإسلام بحسن تشريعاته ، ويسر أوامره ، فأعطى المرأة مكانة عظيمة عالية ، لم تكن قد حصلت عليها فيما مضى من قرون وأقوام ، فأصبحت لها مكانتها في الإسلام ، وعرفت البشرية قدر الأم والأخت والبنت والخالة والعمة والجدة وسائر النساء الأجنبيات ، وتوالت الآيات بأداء حقوق المرأة ، والتحذير من بخسها ، بل نزلت سورة كاملة سميت سورة النساء ، لعظم حق المرأة ومكانتها .
فعلى المسلم أن يحذر من التلبس بعادات الجاهلية الجهلاء ، والأثرة العمياء ، وعليه أن يعتز بدينه ، ويعرف قدر الأنثى ، فكم من بنت كانت خيراً وبراً وصلاحاً لأبيها ، أكثر من إخوانها الذكور ، وهذا أمر مشاهد وملموس .



الوقفة الثامنة :
ويمضي تعداد النعم فذكر الله عز وجل نعمة العلم والتعليم وتهيئة أسباب ذلك :
{ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ النحل78 ] .
العلم الشرعي هو أشرف العلوم على الإطلاق ، وعلم القرآن الكريم أفضل العلوم ، وقد امتدح الله العلم وأهله ، ورفع شأنهم ، وأعلى مكانتهم ، لا يجوز لأحد من الناس أن يسب عالماً أو يقع في عرضه ، كما نشاهده اليوم ونقرؤه عبر وسائل الإعلام ، وللأسف الإسلامية ، يريد منها التقليل من شأن العلماء ، وانتقاص مكانتهم بين الناس ، حتى لا تسمع أقوالهم ، ولا يؤخذ بفتواهم ، فيصبح الناس حيص بيص ، يأخذون العلم والفتوى من كل شارد ووارد .

الوقفة التاسعة :
إن نعم الله تعالى فوق الحصر ، وبين كل نفس ونفس تتنزل نعم وتترادف أفضال ، ويذكر الله تعالى نعمة المساكن والبيوت :
{ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } [ النحل 80-81 ] .
ولو نظرنا اليوم إلى كثير من دول العالم حولنا ، لوجدنا أننا في نعمة لا يعلم بعظمها إلا الله ، ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
أناس يعيشون في خيام ، وفي جريد النخل ، وبين الأخشاب والحديد ، لا يقيهم ذلك حر الصيف ، ولا برد الشتاء ، ولا هطول الأمطار ، ونحن ننعم بنعمة السكن ،فلله الحمد من قبل ومن بعد ، وله الشكر والعرفان ، على مزيد نعمه ، وعظيم كرمه ، وجزيل مننه .

الوقفة العاشرة :
مقابل الشكر ، مزيد العطاء ، ألا فاشكروا نعمة الله ، فإن الشكر مع المزيد أبداً ، قال جل وعلا :
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [ إبراهيم 7 ] ،
وقال تعالى آمراً عباده بشكره على نعمه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ البقرة172 ] .




ومن لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها ، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها ، من الناس من يأكل ويشرب ويلبس ويتنعم بنعم الله ، ولا يكلف نفسه شكره وحمدها ، وقد ذمهم الله بذلك فقال سبحانه :
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ } [ النمل73 ].
وقال تعالى : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [ سبأ13 ] .
وقال تعالى : { ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [ الأعراف17 ] .

ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا ، وأن نعمل صالحاً ترضاه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

الوقفة الحادية عشرة :
في ختام هذه السورة العظيمة سورة النحل _ سورة النعم _ وبعد التذكير بالنعم ، ذكر الله تعالى مثلين :
المثل الأول : من شكر نعمة الله وهو إبراهيم الخليل عليه السلام حيث قال سبحانه :
{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ النحل 121 – 122 ] .
أما المثل الثاني : فهو لمن كفر نعمة الله :
{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ* وَلَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [ النحل 112 – 113 ] .



الوقفة الثانية عشرة :
فالله تعالى يمهل ولا يهمل ، وسنن الله لا تحابي أحداً ، فليس بين الله وبين أحد من خلقه نسباً ولا قرابة ولا وساطة ، إلا من خاف الله واتقاه ، وخشيه ورجاه ، وأتمر بالأوامر ، وانتهى عن النواهي ، وهذه من أعظم نعم الله على خلقه ، أنه لا يأخذهم مع أول ذنب ، وبدء الإثم ، بل يؤخرهم ويملي لهم لعلهم يحدثون توبة أو أوبة ورجعة إليه سبحانه ، وندماً على ما اقترفوا من السيئات والذنوب والمعاصي ،
فقال سبحانه : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ النحل61 ] .
.
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا _ من المعاصي _ ما ترك على ظهرها _ الأرض _ من دابة _ نسمة تدب عليها _ ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى _ يوم القيامة _ فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراً ، فيجازيهم على أعمالهم يإثابة المؤمنين ، وعقاب الكافرين .
فالله تعالى يتفضل على خلقه بإنعامه وإفضاله ، ويمهلهم ويملي لهم ، حتى إذا لجوا في طغيانهم ، واستكبروا وعميت أبصارهم ، وقالوا من أشد منا قوة ، أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ، يأتيهم أمره من السماء ، أو من الأرض ، أو من فوقهم ، أو من تحت أرجلهم ومن بينهم ، أو من تحتهم

وتتنوع وسائل الكوارث والمصائب ، تأتي الكوارث في طوفان ، أو زلزال ، أو بركان ، أو حروب ، أو وباء ، أو انهيارات اقتصادية ، وزعزات سياسية ، وقد قال الله تعالى في هذه السورة ، سورة النحل :
{ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [ النحل 45 – 47 ] .







مقتطف من صيد الفوائد
رد مع اقتباس
قديم 17-09-2015, 12:10 AM
  #1113
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


جدول الأسبوع الأول من الشهر الثامن








أعاننا الله على حسن تلاوته وتدبره حتى يكون لنا منهاجا نسلكه في حياتنا
رد مع اقتباس
قديم 18-09-2015, 12:01 AM
  #1114
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


صفحتا اليوم الأول من الأسبوع الأول للشهر الثامن







تقبل الله منا ومنكم
رد مع اقتباس
قديم 18-09-2015, 12:26 PM
  #1115
kooki3
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 4,761
kooki3 غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )

تمت التلاوه بعون الله
__________________
وهل من مصير اخر ؟
رد مع اقتباس
قديم 18-09-2015, 01:21 PM
  #1116
ويبقى الحنين
كبير المراقبين
 الصورة الرمزية ويبقى الحنين
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 3,823
ويبقى الحنين غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )

تمت التلاوة ولله الحمد
__________________
الحمد لله بلا سبب ولا طلب..
الحمد لله في حياتي وبعد مماتي..
الحمد لله دائمآ وأبدا..
رد مع اقتباس
قديم 18-09-2015, 02:42 PM
  #1117
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته






تمت التلاوة بفضل الله وبحمده

تقبل الله منا جميعا



رد مع اقتباس
قديم 19-09-2015, 12:14 AM
  #1118
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )

[IMG]http://im87.***********/BGEhl1.gif[/IMG]


صفحتا اليوم الثاني من هذا الأسبوع




تقبل الله منا ومنكم
رد مع اقتباس
قديم 19-09-2015, 12:10 PM
  #1119
kooki3
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 4,761
kooki3 غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )

تمت التلاوه بحمد الله
__________________
وهل من مصير اخر ؟
رد مع اقتباس
قديم 19-09-2015, 02:52 PM
  #1120
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تمت التلاوة بفضل الله وبجمده

تقبل الله منا جميعا



رد مع اقتباس

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 AM.


images