أخي مستشار المنتدى ، تسأل أحسن الله إليك :
كيف يحاول الوالدين التقنين من هذا التلقين السلبي لهذا الكم الكبير الذي يتلقونه من معلومات ؟؟؟؟ فالوالدين يوجهون من جهة لكن سيلا جارفا يتلقاه الأبناء من الجهة المقابلة .
هناك أيضاً سيلاً جارفاً بيدك : ما رأيك بهذه الطريقة السهلة جداً جداً ، بالإضافة إلى معاملتهم معاملة طيبة كما قد وضحت هذا في ردي على أخينا لسان الحق ( الرد السابق لردي هذا ) هذه الطريقة السهلة والمضمونة بإذن الله هي :
تسمعهم وهم معك في السيارة أشرطة كاسيت ممتازة لمرحلتهم العمرية هناك اشرطة ناجحة جداً لدعاة أمثال ( العريفي ، بوبشيت ، إبراهيم الدويش ، وغيرهم مما لا يحضرني أسماؤهم ، هناك أشرطة لمراهقين تائبين مثل عبدالله بانعمة ، سليمان الصالح ، أو عبدالله الصالح ( المهم أن إسم العائلة الصالح ) ولكني نسيت الإسم الأول ........ ألخ ، طبعاً سيتأثرون بإذن الله إلا إذا كانوا مثل إبن نوح عليه السلام ، أرجو من الله السلامة لهم ، ثم تطلب منهم أن يعطوا هذه الأشرطة لزملائهم ، وتفعل هذا باستمرار من آن لآخر . بالإضافة إلى إعطائهم المطويات والكتب والكتيبات النافعة ليقرأوها ثم يعطوها لزملائهم ، إشتري لهم كميات للتوزيع الخيري ، واطلب منهم أن يوزعوا ، هناك مطوية تعجبني كثيراً هي ( لماذا نخشى من الدشوش ) تجعل من كان له قلب يقتنع بضرر القنوات الفضائية المنحلة .
أتدري ما الذي يمكن أن يحصل ؟
الذي يحصل هو : أن يصبح أبناؤك هم المؤثرين شاءوا أم أبوا وليسوا هم المتأثرين ، ثم أن أولئك الأصحاب الذين تخشى أنت منهم على أبنائك سوف يبتعدون عن أبنائك لأنهم ينظرون إليهم على أساس أنهم في الطرف الآخر ( الطرف الملتزم ) الذي يمكن أن يضرهم لو اكتشف أمرهم ، علاوةً إلى أنهم يشعرون باليأس من دعوة الملتزمين .
سؤالك الثاني :
التعامل مع الابن المراهق صعب جدا فهو يريد إثبات كينونته وشخصيته لأنه أصبح في عمر يحق له الخروج فيه من البيت ويصعب على الأب مراقبته واللهث وراءه اين ذهب؟؟ ومع من كان ؟؟ وماذا كانوا يفعلون ؟؟؟ وترك الحبل على الغارب أمر في غاية الخطورة ؟ فما هي الوسطية في هذا الأمر ؟ وهل بإمكاني اختيار الصديق لابني ؟
بعد أن يكون إبنك قد بدأ في الإستماع لهذه الأشرطة سيصبح من السهل عليك إقناعه بعقد إتفاقية معه في جو من الصراحة والمحبة والثقة ، وإقناعه أن هذا لمصلحته ليس إلا ، بحيث تضع مع إبنك قائمة بما هو مسموح وما هو ممنوع بحيث يحدد ساعات الخروج من البيت وساعات العودة ، والأشخاص المسموح له بالذهاب إليهم ووضع مكافأة وعقوبة لكل بند على حسب الحاجة لهذا .
هذه الطريقة ستساعد طبعاً على تنظيم الولد ، قل له : أنا أريد فقط أن أساعدك على تنظيم نفسك ، لأن هذا التنظيم سيساعدك على النجاح في الدنيا والاخرة .
إخواني أشعر الان برغبة قوية للدعاء لهؤلاء المشايخ الذين بُحت أصواتهم وهم ينصحون الشباب ، آلاف مؤلفة من الأشرطة والمطويات والكتب والقصص الجميلة والرائعة أمثال العائدون إلى الله .......... ألخ ألا تكفي كلها في إعادة شئ من التعقل إلى هؤلاء الأولاد .
فلندع لهؤلاء الشيوخ الأفاضل: (اللهم أعطهم على قدر نيتهم واجزهم فردوسك الأعلى من الجنة على ما قدموا للإسلام ولشباب الإسلام ) ، والحجة مقامة على الأهل إن لم يستغلوا هذه الإصدارات .
السؤال الثالث :
هل بإمكاني إختيار الصديق لإبني ؟
غالباً بإمكانك أن تتأكد من مناسبة صديق إبنك أو عدم مناسبته عن طريق ملاحظة كلامه عنه فمثلاً إذا قال لك ، صدييقي ذهب إلى المسجد ، صديقي تصدق على مسكين ، صديقي سألني عن الذي لم أفهمه فشرحه لي ......... هكذا يمكن ان تحكم على هذا الصديق مبدئياً أنه مناسب ، ثم تطلب من إبنك دعوته إلى المنزل ، وعندها تتعمد الجلوس معه وتسأله وتحدثه حتى تستطيع ان تقرر أكثر مدى مناسبته من عدمه ، والعكس صحيح إذا سمعت أن إبنك أعطاك معلومة سيئة عن صديقه ، تبدأ تنتبه لهذا الشئ أكثر وتجمع معلومات أكبر ، من الأساتذة مثلاً أو غيرهم ، وكذلك تدعوه لتتأكد وعندما تتأكد أنه سئ ، مثلاً شممت معه رائحة دخان ....... ألخ ، عندها من حقك ، بل ومن واجبك أن تطلب من إبنك صراحةً أن يبعد عنه بعد أن تقنعه بأسباب هذا الطلب بناءاً على أدلتك المنطقية .
السؤال الرابع :
كيف يمكن توزيع الأدوار التربوية بين الأب وام في التعامل مع أبنائهم المراهقين ؟ خاصة إذا اختلفت آرائهم التربوية فهذا يرى الحزم والشدة وهذه غير ذلك ؟؟؟ وكلاهما لا يتقبل رأي الآخر ؟؟؟
لا أدري أخي هل لديك قنوات فضائية غير إسلامية ؟
ربما كثرة الثقافات التي تتعرضون لها في البيت هي سبب هذا الإختلاف ، أعتقد إذا وحدتّم مصدر ثقافتكم ، فمع الوقت ، وبالتدريج سوف تجدون أنفسكم قد اقتربتم من بعض ، بل وقد تطابتم واتفقتم على تربية هؤلاء الأبناء الإعزاء .
ولا اجد ثقافة أفضل من الثقافة الإسلامية ، كقنوات وككتب ، وعلى رأس كل هذا ( القرآن الكريم ، والحديث الشريف )
أنصحك أن تهدي زوجتك بكل الحب وبغلاف جميل من آن لاخر كتاباً هاماً ، وأفضل شئ إبدأ بالسيرة النبوية ، وسير الصالحين والصالحات ، وكتب تربوية وأشرطة إجعل زوجتك تستمع معكم لهذه الأشرطة التي سبق ذكرها .
وإذا كنت تقدر أن تدفع أبناءك إلى حفظ القرآن الكريم فافعل ، إنه أضمن شئ ضد المغريات الخارجية ، إستخدم لذلك التشجيع والمكافآت وكل الأساليب التربوية الناجحة .
قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان خلقه القرآن )
وكما نقول دائماً لاتنسوا شعارنا :
( التوجيه - الإستغفار ، الدعاء - الحب - الإستغفار ، الدعاء - التطهير - الإستغفار ، الدعاء- الصبر - الإستغفار ، الدعاء ........................ )
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى .