اقتباس:
أعلم أنه في ديننا إذا تعارض العقل والنقل فنقدم النقل لكن أحياناً أريد أن أجد الحكمه لأرتاح ولو حكمه بسيطه من بعض النواهي...
|
القاعدة العامة هي :
( العقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح )
لأن النقل ( القرآن و السنة الثابتة ) وحي من الله تعالى
و العقل مخلوق خلقه الله تعالى .. فمصدرهما واحد
لذلك لا يتعارضان بل يدعم بعضهما بعضاً .
سؤال : لماذا لا نقدم العقل على النقل ؟
لأن العقل مخلوق و المخلوق فيه قصور لا محالة و لا ينفك عن قصوره
إلا أن يهديه الله سبحانه .
لأن المصادر التي يتلقى عنها المعلومات هي الحواس و هذه الحواس قد توهم
و تخدع احياناً .
مثلاً : عندما نضع قلم في كوب فيه ماء
نرى بعيوننا أن القلم مكسور .. رغم أننا متأكدين أنه سليم
فالبصر يتوهم و يُخدع لأن مجال الرؤية البشرية هي ثلاثة ابعاد فقط
لذلك لا نرى الملائكة و لا الجن و لا الكائنات الدقيقة التي في الهواء
و لا ذبذبات و موجات الصوت و لا الذرات التي تتكون منها المواد من حولنا
بينما غيرنا من المخلوقات لديها أبعاد رؤية أحياناً أكثر منا كل حسب خلقته التي خلقه الله عليها .
و كذلك السمع عند الإنسان و بقية الحواس قدراتها محدودة .
فالنتيجة أن العقل لا يستطيع إلا ان يعالج ما يتلقاه من معلومات تصله عن طريق حواس محدودة .
اضف إلى ذلك أننا لم نرى العقل و لم نستطيع أن نعرف مكانه بالضبط
فقد اختلف فيه الناس منهم من يقول أنه في القلب و منهم من يقول أنه في الدماغ
و منهم من يقول أنه في نفس الإنسان .
فشيء لم نرى شكله و اختلفنا في مكانه وموضعه في الإنسان
كيف نثبت وجوده ؟
و لا إثبات فعلي للعقل بما لا يدع مجال للشك سوى النقل ( القرآن و السنة الثابتة ) .
سؤال : ما هو النقل و ما الذي يجعله واجب التقديم على العقل ؟
النقل هو : القرآن الكريم
و هو غير مخلوق لأنه كلام الله تعالى أي صفته سبحانه
لذلك فالقرآن الكريم لا ريب فيه و لا نقص و لا عيب و لا خطأ .
النقل أيضاً يتضمن الأحاديث النبوية الثابته الصحيحة
لأنها وحي منزل من عند الله
قال الله تعالى :
( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)
النجم
الخلاصة :
أن الأساس هو عدم التعارض بين العقل الصريح ( الذي خلا من الشوائب )
و بين النقل الصحيح أبداً ..
و من وجد تعارضاً فليتهم عقله فقط و يدعو الله أن يهديه و ينور بصيرته .
.