الزواج التقليدي أنجح ولكن يجب أن يرافقه حب ما قبل الزواج أيضا...
وذلك لأنه بالأساس مبني على العقل قبل العاطفة، فندما تطلب من أمك أو أختك اختيار عروس لك فهم سوف يختارونها بالعقل وليس بالعاطفة لسبب بسيط وهو أنهم لا يمكن أن يمتلكوا عاطفة وشهوة الرجال.
ثم يقدومنها إليك أيها الرجل، تذهب إليها ويتعلق قلبك بها... سواء لجمال وجهها أو فصيح حديثها... عندها يمكن أن يبدأ الحب ولا مانع عندها من الحب...
الإسلام وضع فترة الخطوبة لتكون الفيصل بين الخطيبين، إن أحببتم بعضكم البعض فاستمروا وإن لم تشعروا بتقارب فالأفضل الإنسحاب... وهذا هو الأسلم والأبقى، ولكن حذاري حذاري من استغلال فترة الخطبة لتفريغ الشهوة... فالإسلام لا ينكر عليك شهوتك ولا يعيبك والكلام موجه للجنسين,,, فليس من المعيب أن تتمنى أن تقضي الليالي في طرف الحبيب أو الحبيبة وتتمتع بكل ما يمليه عليك خيالك الجامح. فعندما تصل إلى هذه المرحلة فعليك بالعقد الشرعي ومن ثم الزفاف وبعدها....
كما يقول عليه الصلاة والسلام: "لم أرى خير لمتحابين من الزواج"
ثم يلتقي المتحابين ويلعبان ويمرحان مع بعضهم البعض إلى أن تهدأ نفسهما الصائمة لأكثر من عشرين عاما عن الجنس... ثم تبرد المشاعر المتأججة ويقل هذا "الحب" قليلا.
فيجد الزوجان عندها بعضهم البعض متكافئين وأن هنالك أشياء جمعتهما غير علاقتها الجسدية وهي الأشياء التي تم على أساسها تقديمهم إلى بعضهم البعض في البداية، فيأتي عندها دور العقل قليلا ويتناوب العقل والقلب وتستمر الحياة...
أما الزواج المبني على حب الجسد فقط فإنه زائل لا محاله وفاشل بعد فترة بسيطة من الزفاف. فلو أتيح للشاب بالنظر إلى ما هب ودب من البنات قبل فترة زواجه فلن يستطيع الاختيار بناء على ما يمليه عقله وإنما بناء على الجمال الخارجي وهو ما يستطيع رؤيته، وسوف يعيد صياغة شروطه التي كان يحلم بها لتناسب تلك الفتاة بالضبط...
على فكرة هذا الكلام عن خبرةعملية، الكثير من أصدقائي وقعوا بحب فتيات ومن ثم يطلبوهن للزواج، وعندما أفاتح الشخص وأذكره بأن مواصفاته في فتاة أحلامه لم تكن كهذه، فأفاجئ بأنه قام بتغييرها حديثا لكي تطابق ما أحبه قلبه... (يعني يحاول يضحك على عقله!). ولكن للأسف بعد فترة بسيطة من الزواج يأتيني شاكيا باكيا من تمرد زوجته وعدم مناسبتها له...