.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلوك العدواني قد تبدأ جذوره خلال تكون الجنين في رحم أمه
هناك بعض الدراسات، التي تم إجراؤها على النساء الحوامل وعلى أجنّتهن، وتعرضت لظروف المرأة الحامل، وتأثير تلك الظروف على جنينها، وعلى سلوك الطفل بعد الولادة. ويعتقد بعض خبراء تطور الطفل أن الأطفال يكتسبون السلوك العدواني في السنوات الثلاثة الأولى من حياتهم. ولكن الكثير من أولئك الخبراء ركز اهتمامه على عدد كبير من البحوث، التي تشير إلى أن أساس العدوان يمكن أن يبدأ أثناء الحمل، وأن تجنب حدوثه يجب أن يبدأ في الرحم. واستناداً إلى نتائج تلك البحوث، فهناك أسباب تهيء دماغ الجنين لحالة السلوك العدواني الزائد، الأمر الذي ينعكس عليه بعد ولادته. وتتمثل هذه الأسباب في الاجهاد، الذي تتعرض له المرأة الحامل، وعادات تغذيتها، وتعرضها للسموم البيئية، وتعاطيها المخدرات والكحول.
وأظهرت نتائج تلك الدراسات أن العادات الصحية السلبية للمرأة الحامل، وحالتها الانفعالية، وتعرضها للمواد المؤذية، يمكن أن تؤثر على جنينها، حيث تتلف الميكانزيمات العصبية التي تسيطر على مزاجه وعلى ضبطه لنفسه.
وقد أجرى العلماء دراسة على نساء حوامل، جعلوهنّ يراقبن مشاهد عنيفة على الفيديو، فوجدوا أن أجنتهن أضحت مضطربة كأمهاتهم، وتمثل ذلك من خلال زيادة سرعة نبضات قلب الجنين وحركته. وافترض كثير من علماء النفس، أن تلك الأنواع من استجابات الجنين، تؤثر على الشكل الدائري لدماغه، فيمتد تأثيرها إلى ما بعد ولادته، حيث يصبح مضطرباً أو عدوانياً.
السلوك العدواني قد تبدأ جذوره خلال تكون الجنين في رحم أمه
--------------------------------------------------------------------------------
وقد أظهرت دراسات أخرى أن النساء الحوامل، اللاتي تعرضن لاستنشاق الرصاص من دهان بيوتهن القديمة، أو من عادم مدفأة الكاز (الكيروسين)، أو من نيكوتين السجائر، أو من الكحول، أو من المخدرات الأخرى تأثرن بتلك المواد المضرة بالصحة، فأثرت على أجنتهن، ليمتد هذا التأثير إلى ما بعد الولادة، حيث يمكن أن يصبح الطفل عدوانياً.
ويعتبر الكثير من علماء النفس، مثل هذه البحوث نقطة فصل للجهود التي تعمل على تخفيف سلوك العدوان عند الأطفال. ويعتقدون أنها تشجع المربين، وخبراء تطور الطفل على زيادة العادات الصحية الأفضل بين الأمهات الحوامل، وتشجع مراقبة الأطفال في سنواتهم المبكرة جداً لاستكشاف عوامل الخطر العصبية.
ويؤكد بعض علماء النفس أهمية التدخل المبكر، كنوع من الوقاية، بحيث يتم البدء بالأطفال الذين تبلغ أعمارهم ستة أسابيع. وقد أجرى أحد الباحثين تجربة على أطفال فقراء يعانون من مشاكل صحية، فعرضهم لبيئة فيها لعب مثيرة، ورفاق لعب، وتغذية جيدة، فوجد أن نسب ذكائهم أعلى من نسب ذكاء مجموعة أخرى فقيرة تعاني من مشاكل صحية، ولكن لم يعرضها الباحث لتلك المثيرات البيئية الإيجابية السالفة الذكر، التي عرض لها المجموعة الأولى.
وتعتبر مثل هذه النتائج مهمة للباحثين العاملين في مجال وقاية سلوك العدوان عند الأطفال، لأنها تظهر ارتباط صعوبات التعلم، والمشاكل المعرفية الأخرى، بمستويات العدوان المرتفعة. وبالرغم من المعرفة المتزايدة للأسس البيولوجية للعدوان، إلا أن علماء النفس لا يستبعدون تأثير التنشئة الاجتماعية، أثناء الطفولة، على ميل الطفل إلى اللجوء للعدوان. ويذكر أحد الباحثين، الذي يهتم بدراسة قضايا الذكورة، أنه يتم تنشئة الأولاد لاستخدام السلوك العدواني في التعامل مع المهم الانفعالي، بحيث يتعاملون مع أعراض انفعالية، كالبكاء، على أنها غير ذكرية. ويرى باحث آخر أن بعض برامج التدخل مناسبة أكثر للأطفال الأكبر سناً، وأنها صعبة التطبيق على الأطفال الأصغر سناً. ولذا يستطيع البالغ تعليم الأطفال الكبار مهارات بالغضب، ومهارات حل الصراع، الأمر الذي يصعب تطبيقه مع أطفال لا يستطيعون القراءة، وطرق تفكيرهم بسيطة.
ويعتقد علماء نفس آخرون، أن أنسب الأوقات لمساعدة الطفل على اكتساب المهارات الاجتماعية السليمة، هو في سنواته الأولى، حين يكون دماغه في طور التشكيل. وقد أشار أحد الباحثين، إلى أن طرق التدخل تجاه السلوك العدواني عند صغار الأطفال، أتت بنتائج واعدة، بينما لم تجد نفعاً مع الأطفال الذين تمت إدانتهم، والحكم عليهم في المحكمة.
الخلاصة :
ومهما كانت نتائج هذه الدراسات أو تلك، وبالرغم من تناقض بعضها، فإن علماء النفس متفقون على أن العدوان أمر غير مرغوب فيه، وأنه يجب الوقاية منه قبل حدوثه. وتكون إحدى أساليب الوقاية، بتجنب الأم – سواء كانت حاملاً أم لم تكن – التدخين أو الجلوس بين مدخنين، وتجنب تعاطي الكحول، وتجنب تعاطي المخدرات، وتجنب الانفعالات، وتجنب تناول العقاقير الطبية، وتجنب استنشاق مادة الرصاص أو مخلفاتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتجنب شم الرائحة التي تنبعث من مدفأة الكاز، أو عوادم السيارات.
منقول للفائدة
XXXX يمنع اضافة رابط لموقع اخر XXXX
دعواتكم لأختكم رحيق الفردوس ولأهلها وأحبتها بالهداية والشفاء والفرج والسعادة..والفتح القريب
أحبك في الله كثيير الله يسعدكم ويهنيكم وأحبابكم يااارب العالمين