بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
القواعد المفيدة في الحياة الزوجية السعيدة ( الجزء الثاني )
لقراءة الجزاء الأول أضغط هنا
7- احذر من ظلم الزوجة
قال الله تعالى:
{ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً } (النساء/34). قال البقاعي:
«أي قدرة الله عليكم أعظم من قدرتكم عليهن... فاحذروا عقوبته بما له من العلو والكبر». وقال ابن كثير:
«فإن الله العليّ الكبير وليّ النساء، وهو ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن».
وقال الشاعر:
لا تظلمنَّ إذا ماكنت مقتدراً فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم
8- وجوب طاعة الزوجة لزوجها
وذلك لأمور :
أولاًً: سماه الله -عز وجل- سيداً: قال الله تعالى عن إمرأة العزيز:
{ وألفيا سيدها لدى الباب } (يوسف/25) ، والسيد تجب طاعته.
ثانياً: الرجل قوّام على المرأة، قال الله تعالى:
{ الرجال قوامون على النساء} (النساء/34).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أي: أمراء، عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته».
ثالثاً: قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لو أن رجلاً أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أحمر، لكان لها أن تفعل» (رواه الإمام أحمد).
مسألة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : «يجب على الزوجة خدمة الزوج في البيت، فإن الزوج سيدها بكتاب الله، ولأن ذلك هو المعروف، فعلى المرأة أن تخدم زوجها الخدمة المعروفة من مثلها لمثله، يتنوع ذلك بتنوع الأحوال، فخدمة البدوية، ليست كخدمة القروية، وخدمة القروية، ليست كخدمة الضعيفة» (بتصرف واختصار).
9- استجيبي لدعوة الزوج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على التنور» (رواه النسائي). وقال صلى الله عليه وسلم:
« إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى تصبح » (متفق عليه).
مسألة 1:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «يجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو أوكد حقوقها عليه، وهو أعظم من إطعامها، والوطأ الواجب بقدر حاجتها وقدرته على ذلك».
مسألة 2:
لا يجوز إتيان الزوجة على وجه محرم: قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
«لا ينظرالله إلى رجل يأتي امرأته في دبرها» (رواه النسائي). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها، أو كاهناً فصدقّه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد» (رواه أبوداود).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : «وطأ المرأة في دبرها حرام بالكتاب والسنة وقول جماهير السلف والخلف، بل هو اللوطية الصغرى.. ومن وطأها في الدبر وطاوعته، عزِّرا جميعاً، فإن لم ينتهيا فرِّق بينهما كما يُفرَّق بين الفاجر ومن يفجر به».
قال ابن القيم -رحمه الله- : «وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله» وهذا منها!
10- تياسرا ولا تتعاسرا، واتفقا ولا تختلفا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يََفْرِكُ - أي لا يَبْغَضُ -
مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر» (أخرجه مسلم).
وقال الإمام النووي -رحمه الله-: «أي ينبغي أن لا يبغضها لأنه إن وجد فيها خُلقاً يكرهه، وجد فيها خُلقاً مرضياً، بأن تكون شرسة الخلق لكنها ديّنة وجميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك».
وقال الله تعالى:
{ وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً } (النساء/19). وكذلك نظرة الزوجة بالنسبة لزوجها.
قال الشاعر:
من ذا الذي تُرضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
وقال آخر:
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط ؟
11- التدرج مع الزوجة عند عصيانها
قال الله تعالى:
{واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إنّ الله كان علياً كبيراً } (النساء/34).
مسألة 1:
لا يجوز هجرها قبل وعظها: لقول الله تعالى في الآية السابقة. قال الرازي: «الذي يدل عليه نص الآية أنه تعالى ابتدأ بالوعظ، ثم ترقى منه إلى الهجران في المضاجع، ثم ترقى منه إلى الضرب فإذا حصل الغرض بالطريق الأخف وجب الاكتفاء به، ولم يجز الإقدام على الطريق الأشق». وقال صلى الله عليه وسلم:
«لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات، دخل النار» (رواه أبوداود). فالهجر يكون بعد الموعظة.
مسألة 2:
لا يجوز ضربها قبل هجرها: وذلك للآية السابقة. قال الرازي: «.. ولم يجز الإقدام على الطريق الأشق»، وإنما أباح الله ضربها
ضرباً غير مبرح بعد التدرج السابق، ولعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (رواه البخاري). فإذا ضربت بعد الهجر فتجنب الوجه.
12-لا تستعجل فتحقق أمنية الشيطان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعتَ شيئا. قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فَيُدْنِيه منه ويقول: نِعْمَ أنت!» (رواه مسلم).
احذر... احذر... احذر ... !
انتظروا الجزء الثالث والأخير إن شاء الله تعالى