تجربة "أبو فيصل"البارحة بجانب زوجته وهي تلد
في البداية احب أن ابشر الجميع بان الله قد رزقني ليلة البارحة بمولود "ولد" هو الثالث بين اخوانه كلهم ذكور
لقد كنت بجانب زوجتي طيلة فترة الطلق حتى الولادة وكنت ممسكا بيدها واقرا معها بعض الاذكار التي تقال عند الولاده، ولم افارقها لحظة واحده ، ولم اكن قد عشت هذه التجربة من قبل فاحببت نقل هذه التجربة للازواج اللذين لم يسبق لهم ان دخلوا مع زوجاتهم في تلك اللحظات العصيبة على الزوجة فليس راء كمن سمع.
بدات زوجتي تحس بنزول الماء الذي يسبق الطلق أحيانا فاتصلت بي في مكان عملي وهرعت إليها وذهبنا إلى المستشفى ونقلونا إلى غرفة الولادة ، وجلسنا هناك تسع ساعات ولم يحدث الطلق الا ما كان يحدث عند دخولها الشهر التاسع!
كنا نقرا بعض الاوراد والاذكار لعل الله يسهل عملية الولادة .وبعد ثمان ساعات لم يفتح من الرحم الا 2سم مما جعل الطبيبات يخشين ان نزول الماء بدون الطلق يتسبب في الإضرار بالمولود فقالوا بانهم قد يضطرون الى اللجوء للطلق الصناعي وهذا ما كنا نخشاه لان آلام الطلق تتضاعف اكثر واكثر بسبب الطلق الصناعي ، لكنهم لاحظوا ان الرحم انفتح الى 4سم مما جعلهم لا يستعجلون في الطلق الصناعي .
بعد ذلك بدات الزوجة تحس بآلام الطلق تتضاعف وتتألم ألما شديدا ، ومع هذا كله لاحظت إصرارها بارك الله فيها على الذكر والدعاء في تلك اللحظات لأن دعاء الام أثناء لحظات الطلق من أحرى أوقات الإستجابة فاستغليت لك النقطة وطلبت منها أن تدعو لي رغم آلامها فكانت تعتصر ألما شديدا وتدعو فجزاها الله خيرا.
أثناء ذلك كله سمعنا من جهاز تخطيط قلب الطفل صوتا غريبا سمعه الطبيبات والممرضات فجئن يركضن وسارعن لتغيير نومة زوجتي ووضع جهاز التنفس الإصطناعي عليها مما اوقعني في ربكة وخوف شديدين على صحة الزوجة والجنين واسال ويش فيه ويش فيه ؟ فلا اجد الإجابة فأخذت ادور مكاني واقرا الأذكار واستغفر الله . وبعد ساعة قالت لي الطبيبة أن ما حدث هو ان الطفل قل نبضه بشكل قوي وكاد أن يتوقف ولكنه عاد إلى وضعه الطبيعي ، ثم قالت قد نضطر إلى الطلق الصناعي وإن حدث تغير في نبض الجنين سنضطر إلى الولادة القيصرية .
بعد ذلك اعطتها الممرضة دواء وقالت بانه يساعد على فتح الرحم ثم بدات الآلام تتضاعف بشكل شديد ، ويا الله كل هذا تعانيه زوجتي ؟ ما هذه الآلام؟ أسمع صراخ نساء أخريات وزوجتي ولله الحمد تتألم بصمت وتذكر الله والآلام تزداد فتضاعفت آلامي النفسية اكثر واكثر. اذن امي كانت تعاني من كل هذا عند ولادتي ؟ كيف صبرت؟ وكيف هو بري بها الآن؟ إنه لاشيء مقابل هذه الآلام . آه آه كنت اقولها من كل قلبي ، يا زوجتي الحبيبة ماذا عساي ان أفعل لك وأنت تعانين من تلك المعانات؟ آه والف آه . والله لن اقسو عليك بعد اليوم فهذا ابني من دمي تعانين بسببه كل هذه المعاناة ؟ الهذه الدرجة عانيت يا حبيبتي عند ولدي السابقين ، وانا كنت اضحك وابتسم ولا اقول سوى الحمد لله على السلامة بدون إدراك لمعانيها ثم مبروك ثم اتلقف الطفل وأداعبه واصوره. اكون في واد وانت في واد ولا احس بشيء مما تحسينه أبدا ! كم أنا زوج مقصر في حقك يا حبيبتي ! تعانين الآلام لساعات طويلة وأنا اتضايق وامل طول الإنتظار!
أيها الزوج الحبيب ادخل مع زوجتك في غرفة الولاده لترى وتعتبر ، ولتعلم ان زوجتك عانت وعانت من أجل ابنك فلذة كبدك وأنت في المقابل كنت تستبشر. بل كن معها لأنها في تلك اللحظات في اشد الحاجة إليك بقربها وذكرها بالله واقرا معها الاذكار والآيات كسورة الفاتحة والزلزلة وآية الكرسي ، وآخر آيتين من سورة البقرة ، وسورة الإخلاص والمعوذتين ، وبعض الآيات القصيرة المشروعة ،وبعض الاذكار النبوية فهذه كلها والله تساعد كثيرا في تسهيل عملية الولادة بإذن الله.
أخي الزوج انظر لتلك الآلام الجسدية والنفسية لترى كيف كانت تعاني والدتك ، ثم انت لا تعطيها حقها من البر بل قد تعقها .
ويا سبحان الله بدأ يتسع الرحم بسرعة خاطفة إلى 6سم ثم إلى عشرة سم في لحظات ، بعد ذلك أمسكت زوجتي يدي بكل قوتها الضعيفة جدا وتعتصر عصرة وكأنها تموت حتى كدت القنها الشهادة ، ولكن خف الألم ثم قالت ناد لي الطبيبة ، فناديتها فقالت انها لحظة الولادة وما هي إلا خمس دقائق فيخرج طفلا جديدا إلى عالم الحياة الدنيا لا يدري ما ينتظره .