اكتشف فريق بحث من مستشفى ماكلين التابع لجامعة هارفرد الأميركية أن الطعام الذي يحتوي على أحماض "أوميغا 3" الدهنية واليوريدين –وهي مواد طبيعية موجودة في الأغذية– يعمل كمضادات للاكتئاب ويمنع ظهور أعراضه.
وردت نتائج هذه الدراسة في عدد 15 فبراير/شباط الحالي من مجلة "الطب النفسي البيولوجي" المتخصصة، التي أشارت إلى أن الباحثين أجروا تجاربهم على فئران المختبرات واستخدموا نموذجا لقياس مستوى الاكتئاب عند الحيوانات.
وقد وضعت الفئران في خزان ماء بحيث لا يكون لهم خيار سوى السباحة. وبعد مدة من الزمن أدركت الفئران عبثية السباحة، فبدأت في الطفو كعلامة استسلام للاكتئاب, وبعد إعطائها عقارا مضادا للاكتئاب عادت الفئران إلى السباحة مرة أخرى.
لكن جرعات من أحماض أوميغا 3 الدهنية واليوريدين التي أعطيت للفئران حققت فعالية تعادل فعالية ثلاثة عقاقير مضادة للاكتئاب في علاج اكتئاب الفئران ودفعتها إلى السباحة من جديد. وقد لاحظ الباحثون أن لكل من المركبين أثرا إيجابيا لأنهما يعملان على نفس المنظومة.
ومركبات العقاقير والغذاء المستخدمة في الدراسة يرجح أنها تعمل على خلايا الدماغ في "الميتوكوندريا" التي تنتج الطاقة لخلايا الدماغ، مع تخيل حالة الدماغ بدون طاقة.
فائدة الأسماك
ويذكر أن أحماض أوميغا 3 الدهنية هي من المكونات المعروف توافرها في العديد من الأسماك، خصوصا تلك الغنية بالزيوت كالسلمون والتونا.
وكثيرا ما يوصي أطباء القلب مرضاهم بنظام غذائي غني بهذه الأسماك لأن أحماض أوميغا 3 الدهنية مفيدة لصحة القلب ونظام الدورة الدموية.
وبالطبع، فإن ما هو جيد للقلب هو أيضا جيد للدماغ. فمن الملاحظ أن الأشخاص الذين يتناولون أسماكا أكثر هم الأقل تعرضا لأمراض القلب والاكتئاب أيضا.
وأفضل مصدر للحصول على أحماض أوميغا 3 الدهنية هو الأسماك كغذاء وليس المكملات الغذائية الجاهزة. فهي في الأسماك طازجة وتأتي في الصورة التي يحتاجها الجسم.
أما مركب اليوريدين فهو عنصر هام وموجود بمستويات عالية في لبن الأمهات، ويضاف إلى مسحوق اللبن المخصص للأطفال الرضع، لأنه أساسي لنمو الأعصاب المبكر. وهذا المركب غير متوفر في الأسواق، إذ لا تزال الحاجة قائمة إلى مزيد من الدراسات للوقوف على تأثير اليوريدين على القدرة العقلية والتعلم.