وعليكِ السلام والرحمه والبركات ..
عزيزتي مدام وائل ..
المساله ليست أثاث فاخر أو ديكور مميز ,, فبيت الأهل مهما بلغت بساطته فيه من الأنس والالفه والدفء ما يصعب مقارنته بغيره ولو كانت قصور مشيده ,, ففي أروقته بل وفي كل زاوية منه ذكرى عالقة في الذهن لها من الإرتباط في النفس ما يجذبها إليه مهما بعدت المسافات .
سيستغرق منك الأمر وقتا للتعود ,, الأمر ليس إنتقال آني من بيت الأهل إلى بيت الزوجيه بل هي دائمه وأبديه بإذن الله لذلك توقعي صعوبة البدايه فهي في أوجها وغايتها على أي فتاة لا سيما من تشعر منهن بالإنتماء الشديد لبيت ترعرعت فيه في كنف والدين محبين ولذة آصرة الأخوة .
وهذه همسه في أذنك من تجربه شخصيه ذكرتِ بأنكِ الكبرى والمدلله ,, فما بالك بآخر العنقود والدلال !!! فصدقيني وحتى هذه اللحظه عندما أجتمع بأهلي الأحباء ونتباحث في أمور عائليه والكل يدلي بدلوه فأبدي رأيي حتى يداعبني الجميع بقولهم :هذا ما كان ينقصنا الأطفال يبدون آرائهم في مسائل مصيريه لم يبقى إلا الأطفال !!! فتتعالى الضحكات والمداعبات ,, فيبدو أن الصغير صغير مهما كبر ,, فيالها من ذكريات وياله من دلال كان ولا يزال بفضل الله تعالى حفظهم الله جميعا .
لكن سمو العلاقه الزوجيه وأهميتها في حياة الفتاه يجب أن تتخذ موضعا مرموقا في حياتها فبناء الأسره مهمه ساميه خصوصا إن زُينت بزوج صالح محب ,, ولا ننسى بأن غريزة كل منا ومنذ الطفوله هي الألعاب المتعلقه بالبيت كأدوات المطبخ والعرائس مم كانت تعزز فينا غريزة الأمومه وتحمل المسؤوليه والإهتمام بالمنزل ,,هذا يؤكد رغبة كل منا بالحصول على منزل مستقل يوما ما لتفريغ شحنات تأصلت بنا منذ الطفوله وترجمتها من خلال بناء الأسره .. فما أجمل أن تنعم الزوجه بزوج حنون وبيت على قدر من الرقي والراحه وكذلك نعمة الأمومه واستشعارها كل تلك نعماء من المولى تعالى ينبغي على كل من تزينت بها حياتها أن تتضرع لله عزو جل شاكرة ممتنه داعية له تعالى أن يديمها عليها ويحفظها من الزوال .
مطلوب منك عزيزتي أن تنظري لعشكِ الزوجي نظرة مغايرة حتى يستقر حبه في قلبك وتستشعري بأنه مملكة أنت ملكتها لا ينافسك فيها أحد ,, وابدأي الآن بتجيهز غرفة للقادم الصغير, الذي يجب أن تعززي إنتماءه لبيته في ظل أب محب وأم منتمية وموالية لبيتها كما تربيتِ بدوركِ أنتِ ,, أبدعي في تنسيق تلك الغرفه واجتهدي حتى تتميز كما تميز منزلكِ ..
أما زوجكِ فينبغي ألا تستغلي حبه لكِ فالزوج بطبيعيته يضيق ذرعا من تعمُّد إظهار عدم إستقلالية زوجته عن أهلها ,, مهما بلغ من الحلم وطيب القلب إلا أنه سيستاء كثيرا في داخله وسيظهر ذلك مع الأيام .
وثقي تماما بأن صعوبة الأمر ستتلاشى تدريجيا مع الوقت وسيأتي يوم مهما كانت اللحظات جميله في منزل الأهل فإنك لن تتمكني من النوم إلى على سرير منزلك الخاص بوجود زوجك المحب .
أصدق الأمنيات بالهناء والسعاده .
أجمل تحيه