بسم الله الرحمن الرحيم
ارجو منكم اخوتي التفضل بقراءه هذا الموضوع كمقدمه للنقاش وهو بعنوان ...
اختي الصغرى ..سامحيني .. اختاة .. ماباليد حيله ..
http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=67534
وهذا التساؤل من احدىالفتيات واجابه هذا التساؤل ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة ملتزمة – ولله الحمد – ولكنني أفكر كثيراً في الأمور الجنسية وأشعر بالذنب لكثرة تفكيري في هذه الأمور وأخشى على نفسي أن أقع في الفاحشة، ومشكلتي أن والدتي ترفض أي شخص يتقدم لي دون أن تستشيرني أو حتى تحاول! أن تأخذ رأيي وقد تحدثت معها كثيراً وأخبرتها أنني مستعدة لأن أتزوج الآن وليس شرطاً أن أنتظر أختي، فلم تهتم بما قلته وظلت ترفض دون علمي ثم تحدثت مع والدي في الأمر فقال: إن الأمر ليس بيده وهو سيوافق على أي شخص مناسب لكن المشكلة أن الأمر كله بيد والدتي وعندما علم أخوتي بأنني أطلب منها أن تأخذ رأيي على الأقل قبل أن ترفض انقلبوا جميعهم ضدي وقالوا: إنه ليس من حقي أصلاً أن أختار من أتزوجه وهو حقُ لوالدتي لأنها هي تعرف مصلحتي أكثر مني.
وقبل فترة تقدم لي شاب ملتزم ومحافظ على الصلاة في المسجد وهو يحفظ القرآن كاملاً وهو من أقارب زوج أختي الكبرى فظنت والدتي أنه يريد أختي ووافقت عليه ثم علمت بعد ذلك أنه يريدني أنا وليس أختي فرضت الأمر تماماً دون أن تأخذ رأيي، وأنا أريد هذا الشاب ولا زلت أريده حتى الآن، فهل من الأفضل أن أتحدث مع أختي الكبرى لتخبر زوجها بأنني أريد هذا الشاب (قريبه) وهو يبلغ هذا الشاب بذلك؟
أرجوكم أفيدوني و جزاكم الله خير الجزاء.
الاجابه
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
في البداية أشكرك على إحسانك لوالديك وحرصك على طاعتهما وعدم عصيان أوامرهما، وأوصيك بالاستمرار في البر بهما، وعدم مخالفة أوامرهما، خصوصا طاعة الأم فالجنة تحت قدميها، وأرجو ألا تقدمي مصلحتك الحالية على المصالح القادمة، أو على مصلحة الآخرين، إلا إذا تأكدت تماما من موافقة الوالدة، وشعرت أن قلب أختك لن يتغير عليك.
وسؤالك يدل على استعجالك، وأود أن أقنعك بوجهة نظر والدتك حتى تكوني راضية، وغير ساخطة، أسأل الله تعالى أن يشرح صدرونا، ويوفقنا لقبول الحلول الأفضل وإن كان فيها تضحيات دون خسائر أو مشكلات.
فحالتك أنت وأختك تتكرر كثيرا، ومن الممكن أن أتعاطف معك، وأقول لك إن الشرع لا يمنع زواجك قبل أختك، ولكن هذه الأمور تحتاج لمن يفتي بالشرع مع مراعاة المصالح، و مراعاة التجارب السابقة، والاستفادة بالخبرات الماضية.
وأنا تقريبا في سن والدك وعندي أولاد وأحفاد، ولدي خبرات وتجارب، (ولا أريد تزكية نفسي بل أريد اقناعك بوجهة نظر كبار السن العقلاء, لأني لو كنت شابا صغيرا لتحمست مثلك ونصحتك بتكوين جبهة مع الأب و تحدي الأم، والموافقة على الزواج، لكن المستشار مؤتمن، والمفتي يتمهل ويتأمل ويفكر قبل إصدار الفتوى، أو قبل النطق بالحكم، وينظر للموضوع من كافة جوانبه، ودوري معك الآن أن أقنعك بالصواب الذي أراه، وأفسر لك موقف الأب، وأقنعك بوجهة نظر الأم، وأنصحك بعدم هدم العلاقة بينك وبين أختك، وأرشدك للابتعاد عن بعض الأمور التي تسبب انهيار كيان الأسرة التي ينبغي المحافظة عليها.
و أريد منك أن تعلمي أن الشرع يراعى المصالح، ويدفع المفاسد ويقدمها على جلب المصالح، فأنت مصلحتك في التعجيل بالزواج، لكن سيترتب عليه مفسدة أخرى من بغض أختك لكِ، ومن عدم طاعة أمك والوقوع في معصيتها، مع أن طاعتها واجبة، وينبغي مراعاة جودة العلاقة بينك وبين أختك، مع مراعاة مشاعرها، وأنها قد تتغير من ناحيتك حتى ولو لم تصرح، ويوصي الشرع أيضا بمراعاة الأولويات وباحترام المشاعر، والمحافظة على دفء العلاقات الأسرية، ويوصي بجودة الروابط بين الأخوة أو الأخوات في العائلة الواحدة، حفاظا على تماسك الأسرة، وعدم تقطيع الأرحام.
والشرع أيضا يعلمك أن كل شيء بقدر، وينصحك بالتريث وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات المصيرية، ودعاك الشرع إلى الاستشارة من الناصحين العاقلين الفاهمين، و أمرك بالاستخارة المتكررة قبل الإقدام على الأعمال المهمة التي تؤثر في حياة الإنسان وتحدد مستقبله وتبين سلوكه المستقيم، وتجعل الناس يوثقون علاقتهم بالإنسان المعتدل المستقيم.
فينبغي في حالتك أن نقدم العقل على العاطفة، فأقول لك: اتق الله، ولا تغضبي والدتك، ولا تخسري أختك، وابتعدي عن الأنانية.
أما موضوع تفكيرك في الأمور الجنسية فهذا ليست مبررا كافيا لمعصية الأم، أو عدم مراعاة مشاعر أختك.
فموضوع التفكير في الجنس له علاج لمثل من هم في سنك، وهذه الحالة يمكن أيضا أن تراودك بعد الزواج فتفكري في الأمور الجنسية كثيرا إذا لم يشبعك زوجك ويلبي رغبتك، أو من الممكن أن يسافر زوجك ويطول غيابه عنك، أو من الممكن لأي زوجة أن تطلق أو يتوفى عنها زوجها فماذا تفعل في نداء الغريزة الفطرية؟
ماذا تفعل البنت أو كيف تتصرف وتجاهد نفسها وتكبح شهواتها الجنسية، فعليها أن تشغل نفسها بأمور بيتية أو تشارك في أعمال خيرية، وتكثر من الطاعات وتتنافس في الخيرات، وتصاحب الصالحات حتى تبتعد عن الأفكار المنحرفة، وتهجر الشهوات، وتقبل على الطاعات، وتبتعد عن طريق الشيطان، وتسأل الله تعالى أن يحفظها من الوقوع في المعاصي والمنكرات، وتستعين بالصبر والصلاة، وإن وقعت في بعض الذنوب فتحاول الندم والإقلاع والتوبة، فالنفس بحاجة لمجاهدة مستمرة، ومصابرة طويلة وإلزام بالتقوى.
فالزواج إذن يا ابنتي ليس هو الحل الوحيد لمشكلتك الأولى، وإن كان هو الحل الأمثل،أو أحد أهم الحلول، لكن لا بد من النظر في الموضوع من عدة جوانب.
الجانب الأول: هلا سألت نفسك لماذا تصر الأم على زواج أختك قبلك، من المؤكد أنها تعرف حالتها، وتراعي نفسيتها، فالأم قد تكون محقة، وهي تتصرف بحكمة وعقلانية، والأب كذلك لماذا فوضها في هذا الأمر لا أظن لتسلطها أو لعنادها أو ضعف في شخصيته، بل لخبرتها أو لسابق تجربتها لهذه الأمور التي قد لا يدركها الرجال، مع مراعاة الأحاسيس النسائية الناعمة، أو مراعاة المشاعر الوجدانية الحالمة.
الجانب الثاني: المحافظة على كيان الأسرة: واستمرار العلاقات الدافئة والروابط القوية، بين الأخوة والأخوات خصوصا البنات أم مهم قد لا تدركيه الآن، لأنك شابة متحمسة، أما الأم فهي امرأة ناضجة، تقدر الأمور وتراعي المصالح، وتنظر لجودة العلاقة بينك وبين أختك في الحاضر والمستقبل. وأنا أحسست من خلال كلامك أنك لا تعرفي نفسية أختك جيدا، وليس بينكما الانسجام التام، أو المحبة القوية والمودة الصافية التي تمكنك من مكاشفتها ومصارحتها، أو التفاهم معها أو أن لغة الحوار بينكما ليست على ما ينبغي، أو الصداقة والمصارحة ليست كما يجب أن يكون.
الجانب الثالث: أنا شعرت من خلال كلامك (وهذا قد يكون غير صحيح أتمنى ذلك) أنك تفكري في مصلحتك ولا يهمك مصلحة أختك، والإنسان العاقل في هذا الكون لا يفكر في تحقيق مكسب عاجل، ويخسر علاقات لا يمكن تعويضها، لأن الشخص الأناني سيكون مكروها ببعض هذه التصرفات، وإن تظاهر له بعض الناس أنه محبوب، ونحن في هذه الحياة قد تسعدنا الكلمات الجميلة والروح الحلوة، ونسعد أكثر إذا رأينا أن إنسانا آخر يضحي من أجلنا.
الجانب الرابع: أنك مازلت صغيرة والقطار لن يفوتك، أما أختك فقد يفوتها القطار، أو يتساءل العرسان لماذا تزوجت أختها الصغيرة، وهي لم تتزوج وتبدأ الشكوك تثار حولها، وتبدأ الظنون في الانتشار، وتنتشر التساؤلات، وتزيد المشكلات، وتكثر الاتهامات بأن أختك فيها عيوب خلقية، أو صحية أو جمالية، فالأهل يتوقعون هذه الأخطار، ويحاولون تجنب الدخول في هذه المشكلات، بأمر ميسور وهو زواج البنت الكبرى أولا.
وأخيرا: ومن باب الأمانة، أو حتى أكون منصفاً، أعرض عليك استخدام الحل الآخر أو اتباع الرأي الآخر لكن بشروط وضوابط، وذلك لأن هذه الأمور اجتهادية تختلف فيها وجهات النظر، وقد بينت وجهة نظري، ولكن أعرض عليك باختصار الرأي الآخر المنضبط بضوابط أو المشروط بشروط، فأتمنى لو استخدمت أسلوبا لطيفا مهذبا لتوصيل رغبتك لأختك الكبيرة خاصة إذا كانت عاقلة، وتستطيع التأثير بلطف على الوالدة، أو اقتربي أنت من أمك، واطرحي الموضوع عليها لمعرفة رأيها ومدى إصرارها، وكأن القضية لصديقة أو لإحدى قريباتك، أو تحببي إلى أختك، وتوددي إليها، تنازلي عن الأنانية، وبيني لها أن الزواج قسمة ونصيب، أو انقلي لها رغبتك في الزواج قبلها بأسلوب غير مباشر كطرح القضية مثل مسألة افتراضية أو كأنها قضية لا تخصك، وإذا وجدت النتائج إيجابية فسيري على بركة الله، وإلا فعليك بالرأي الأول.
هذا و الله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك لحسن الاختيار، وأن يرزقك الزوج المناسب أنت وأختك، وأن يمنحنا جميعا القدرة على الوقوف في وجه المشكلات، والصبر على المصائب والابتلاءات.
ارجو منكم اخوتي الكرام التفضل والمشاركه وابداء وجهات نظركم ....
اشعر ان الموضوع حساس جدا ويهم فئه كثيره من الناس ...وتتفاوت فيه وجهات نظر كثيره ....
ارجو منكم المشاركه ...