حصل خلاف بين الرجل وزوجته واحتد النقاش بينهما حتى بلغ الذروة وعندها طلبت المرأة الطلاق من زوجها الذي رفض هذا الطلب باصرار وعناد مما زاد غيظها وحنقها فا صرت على طلب الطلاق وأمسكت بتلابيب زوجها رافضة أن تفلته حتى يكتب ورقة طلاقها وبعد الأخذ والرد وإصرار كل منهما على موقفه عند ذلك نزل الرجل عند رغبتها .
وقال لها دعيني أكتب الورقة فأسرعت باحضار الورقة والقلم ولحسن الحظ أنها كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب فأمسك الرجل بالقلم وكتب على الورقة ما كتب ثم لف الورقة وأعطاها إياها فخرجت مسرعة إلى منزل أهلها في أسفل البلد ولم تجد أحدآ من ذويها يقرأ عليها الورقة التي بقيت محتفظة بها سحابة ذلك اليوم .
وقد شاع خبر طلاقها عند الجيران وعند ما جنً الليل واختلت بنفسها ثاب إليها عقلها وفكرت جديا في مصيرها سيما وأنها تحب زوجها وهو يبادلها نفس الحب فبقيت تبكي وتندب حظها العاثر وحماقنها الرعناء التي أوصلتها الى هذا الوضع بقيت ساهرة طول الليل تبكي وتندب تارة وتنحب أخرى حتى إذا أصبح الصباح .
وعاد أخوها في اليوم الثاني من غيبته وعلم بالخبر ساءه ذلك ورآها حزينة مرهقة .فسألها عن سبب ماهي فيه وعند ذلك ناولته الورقة فقرأها ثم انفجر ضاحكا فلم تتمالك نفسها أن قالت :
أتضحك مسرورا من أنه طلقني ؟
عند ذلك قال لها : إنه لم يطلقك وإنما صرفك عن وجهه فما كادت تسمع ذلك حتى خارت قواها من وقع ا لمفاجأة التي امتزج فيها الفرح بالخوف وسقطت على الأرض .وهي تقول بلهجة المبهوت : أحقا ما تقول ؟
فأجبها نعم ثم أردف قائلآ : أتدرين ماذا كتب في الورقة ؟
قالت لا... تقول ذلك وقد جحظت عينها فقال لها ..
لقد كتب لك (( خيطي بيطي يا ام العناطيطي ))
فا نفجرت هي الآخرى ضاحكة ثم أردفت قائلة : سأذهب الآن لبيتي تقول ذلك وهي تتناول عباءتها لكن أخوها منعها من ذلك .فأصرت على الذهاب من لحظتها ولبست عباءتها وغادت بيت أهلها إلى بيت زوجها.
وصار ما كتب في الورقة مضرب المثل يضرب للأمور التافهة أو الكلام الذي لا معنى له