جفاف العيون ... مرض العصر !!
جفاف العيون حالة غير مريحة لا تؤدي فقط إلى الإحساس بالحرقة والحكة في العينين بل تسيء أيضاً إلى منظر وبريق العينين.كذلك فإن الإصابة بالجفاف تعوق استعمال العدسات الطبية اللاصقة.ويلاحظ أن النساء يصبن بكثرة بهذه المشكلة بالنظر لارتباطها بالتغيرات الهرمونية،وهي كثيرة الحدوث في جسم المرأة.
قبل الشرح عن جفاف العين يجب توضيح كيف تفرز الدموع وما هي فوائدها للعين.
تقوم الغدد الدمعية الموجودة فوق العين وخلف الجفون العلوية بإفراز الدموع.وهناك نوعان من إفرازات الدموع:النوع الأول الذي يفرز فقط كرد فعل لدخول الغبار أو جسم غريب في العين أو كرد فعل عاطفي.أما النوع الثاني والأهم: فهو الدموع التي تفرز باستمرار(حوالي أربعمائة قطرة دمع في اليوم) وبذلك تساعد على بقاء العين مبللة وخالية من الجراثيم.كذلك تحافظ على صفاء السطح الخارجي للعين،وخاصة القرنية التي تعتبر نافذة العين التي تساعد الفرد على الرؤية بوضوح.وبالتالي توجد هناك دائماً طبقة دموع مع كل رمشة جفن،وهذه الدموع بعد غسلها للعين يتم تصريفها من خلال فتحتين صغيرتين في الجفون تؤديان إلى قناة تنتهي داخل الأنف.
"إذا لم يعالج جفاف العين قد يؤدي إلى التهابات وتدنِ في حدة الإبصار"
أعراض جفاف العين
إن المصاب بجفاف العين يحس في بداية الأمر بحكة أو حرقة في العينين مع وجود احمرار أو احساس بوجود جسم غريب في العين مشابه للإحساس الذي يحدث عند دخول غبار أو رمل في العينين،كما يصاحب هذه الأعراض الإحساس بأن الجفون ملتصقة ببعضها عند الاستيقاظ من النوم صباحاً.وبالنسبة للأشخاص الذين يستعملون العدسات اللاصقة،فسيجدون صعوبة في وضع العدسات لأن هذه العدسات تعتمد على دموع العين للبقاء طرية ومريحة.وإذا بقي المصاب بدون علاج يمكن أن يؤدي نقص الدموع إلى ضعف مناعة العين للمؤثرات الخارجية،فتصبح معرضة للالتهابات المتكررة في الملتحمة والقرنية،مما يؤدي إلى آلام في العين مع إمكانية حدوث تدن في حدة البصر إذا أثرت الالتهابات على صفاء القرنية وشفافيتها.ويمكن لطبيب العيون تشخيص مرض جفاف العيون بواسطة فحص بسيط يسمى فحص شيرمر(نسبة للطبيب الذي اكتشف هذا الفحص) عن طريقه يمكن تحديد نسبة إفراز الدموع من كل عين على حدة.
هل تصاب النساء بمرض جفاف العيون بنسبة أعلى من الرجال ؟ وفي أي عمر تكون المرأة معرضة أكثر للإصابة؟
كلما تقدمت المرأة بالسن كلما قلت إفرازات الغدد الدمعية،وقد وجد علمياً أن نسبة الدموع التي تفرزها الغدد الدمعية لسيدة عمرها خمس وستون عاماً تقل بنسبة ستين في المائة عن نسبة الدموع التي تفرزها هذه الغدد لفتاة عمرها ثمانية عشر عاماً ،ولا توجد إحصائيات تثبت أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالجفاف،ولكن وجد علمياً أن التغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة أثناء فترة الحمل تصيبها بجفاف عيون مؤقت يتحسن بعد الولادة ،كما تصاب بعض النساء بجفاف عيون مزمن عند وصولهن لسن اليأس.
هل هناك أسباب أخرى لجفاف العيون غير متعلقة بعامل السن أو التغيرات الهرمونية؟
نعم ، مثلاً من الممكن أن يؤدي تعاطي بعض الأدوية إلى نقص في إفراز الدموع مثل أدوية الحساسية وأدوية القلب،كذلك فإن نقص فيتامين (أ) في الغذاء قد يؤدي إلى جفاف في العينين ،كما أن بعض الأمراض ،مثل التهابات المفاصل الروماتيزمية،قد تكون مصحوبة بنقص في إفراز الغدد اللعابية والغدد الدمعية مما يؤدي إلى جفاف الحلق وجفاف العيون.وأخيراً ،فإن التعرض الكثير للشمس والرياح وأجهزة التكييف قد يؤدي لظهور أعراض جفاف العيون عند بعض الأشخاص.
كيف يعالج الطبيب مرض جفاف العين؟
بعد التأكد من التشخيص وفحص العين فحصاً كاملاً للاطمئنان أن الجفاف لم يؤثر على القرنية،يبدأ العلاج عن طريق استخدام قطرات دموع صناعية يستخدمها المصاب باستمرار وبمعدل يتراوح بين 4 - 6 مرات يومياً ، بالإضافة إلى استخدام مرهم خاص مرطب يوضع في العين قبل النوم.
أما بالنسبة للمصابين الذين لا تجدي معهم قطرات الدموع الإصطناعية ،فيتم في بعض الأحيان وصف بعض المواد التي توضع داخل الجفن لتحفظ للعين بللها أطول مدة ممكنة.هذه المواد،التي تكون لها خاصية الذوبان في الماء ،توضع داخل الجفن السفلي وتذوب تدريجياً ، مما يجعل طبقة الدموع الطبيعية ذات قوام أثقل ، فلا تتبخر بسرعة وتعطي راحة للمريض أطول مدة ممكنة.
أما في حالات جفاف العين الشديد التي لا تجدي فيها العلاجات المذكورة ،فيمكن مساعدة المرضى عن طريق جراحة بسيطة لإغلاق الفتحات الصغيرة التي تسحب الدموع من العين،وبالتالي يمكن للعين أن تحتفظ بالدموع القليلة التي تذرفها الغدد الدمعية مما يعيد إليها الراحة والصفاء.
يشكو بعض الأشخاص الذين يستعملون جهاز الحاسوب (الكومبيوتر) في وظائفهم يومياً من الإحساس بجفاف العيون بعد نهاية الدوام اليومي،فما هو سبب هذه الأعراض ،وكيف يمكن الوقاية منها؟
في الأوضاع العادية ترمش الجفون مرة كل خمس ثوان،وتقوم هذه الحركة بتجديد طبقة الدموع في العين مع كل رمشة.وقد وجد علمياً أنه أثناء استعمال الحاسوب تصبح حركة الرمش لدى المستعمل أقل (مرة كل ستين ثانية).لذلك فعند الاستمرار بالعمل على الحاسوب مدة طويلة تزداد نسبة تبخر الدموع المرطبة للعين ،فما أن ينتهي الموظف من دوامه اليومي حتى تكون العين قد بدأت تشكو من أعراض الجفاف.وقد أصبحت هذه الأعراض مجتمعة يطلق عليها اسم مرض الحاسوب P.C.Syndrome والوقاية من هذه الأعراض تكون عن طريق الراحة لمدة عشر دقائق بعد كل ساعة عمل على شاشة الكومبيوتر ،مع استعمال قطرات دموع صناعية أثناء العمل للحفاظ على رطوبة العين وصفائها