اكتشفت مجموعة من الأبحاث لمجموعة من العلماء بعد متابعة العديد من الحالات، أن الزوجة السعيدة الصالحة، تساعد كثيرا زوجها ليتغلب على ارتفاع ضغط الدم الذي يعاني منه، بدعمها له وبحنانها وتفانيها في إسعاده، وفي المقابل اكتشفت الأبحاث أن النكد في العلاقة الزوجية يؤدي إلى تفاقم الآلام والأوجاع المزمنة في الظهر والرقبة
وقد لاحظ الخبراء أن وجود الزوجة النكدية الدائمة الشكوى والمثيرة للقلق على مقربة من شريك حياتها الذي يعاني من ألم الظهر أو في الرقبة والكتفين، يرفع درجات الألم بثلاثة أضعاف، بينما يخف عندما تبتعد عنه، وفي حالات أخرى يزداد الألم ويشتد عندما يكون الزوج أو الزوجة من النوع الذي يهتم ويقلق حول صحة شريك حياته. فعندما تفتقد المودة والرحمة بين الشريكين يصبح كلاهما مجلبة للألم والصداع بدل المساندة وتخفيف وطأة المرض والمعاناة. وهذه إشارة إلى كل الأزواج ليعيدوا حساباتهم ويتفانوا في إسعاد بعضهم البعض، ويجعلوا بينهم رسول الابتسامة والمرح والبهجة، فكم من مشاكل كبيرة بين الأزواج حلّت واضمحلت فقط بالابتسامة وبالكلمات الحلوة. عيب عليك سيدتي أن تكوني مجلبة للألم والمعاناة لشريك حياتك، بل كوني الحضن الذي يستكين إليه ويخفف عنه معاناته وآلامه.
الزوج أيضا مسؤول في ذلك، عليه أيضا أن يكون حنونا وعطوفا، ولا يسمح للمشاكل الخارجية أن تقتحم بيته، بل يحترم حياته الزوجية ويقدر ما تقوم به زوجته لإسعاده ودعمه. ففي دراسة مماثلة في أمريكا وجد الباحثون أن رفقة الزوج أو الزوجة النكدية أحدهما للآخر لا يقلل الآلام المزمنة التي يعاني منها أحدهما فحسب بل يمكنهما أن يسببا زيادة في الوجع وفي الآلام، لذلك حاولا أن يكون كلاكما ضمادا للآخر، ومجلبة للفرح والسعادة والتخفيف من كل ما يضايق الآخر. فقد وجد الأطباء أن الرجال الذين يعانون من آلام في الرقبة والكتفين وأسفل الظهر، ومع ذلك لم يبالغوا كثيرا في تصوير آلامهم، وجدوا زوجات طيبات يتعاطفن معهم ويآزرنهم، فخفت آلامهم أو على الأقل تجاوبوا مع وصفات الأطباء، بينما ازداد الألم وتفاقم لدى الأزواج الذين يعانون من نفس الآلام، لأن زوجاتهم نكديات ومثيرات للقلق.
ومن جهة أخرى أظهرت دراسة حديثة أن الزوجة الصالحة التي تظهر دعمها لزوجها وتظهر حنانها وعطفها ومساندتها له تساعده كثيرا في خفض ضغط الدم الذي يعاني منه، وقد قدمت الدراسة التي أجريت في كندا وشملت 216 رجلا وامرأة أن ظغوط العمل وبرودة العاطفة في العلاقات الزوجية يزيد من ارتفاع ضغط الدم، وفي هذا يقول الدكتور شيلدون توبي رئيس فريق الباحثين الذي وضع الدراسة وأستاذ الطب في جامعة تورونتو في ولاية أونتاريو الكندية "لقد تبيّن لنا أن لضغوطات العمل تأثيرات كبيرة طبياً وإحصائياً".
وذكر أيضا أن ضغوط العمل وبرودة العلاقات الزوجية، تساهم كثيرا في زيادة نسبة ضغط الدم ب 2.8 ميليمتر من الزئبق سنوياً. وفي المقابل أظهرت الدراسة أن العلاقات الزوجية الطيبة التي تسودها المحبة والرفق والدعم والتفاهم والتجاوب تساهم كثيرا في انخفاض ضغط الدم ب2.5 ميليمتر من الزئبق سنويا على الرغم من وجود ضغوطات عملية. ويضيف الدكتور توبي: "إن نموذج العناية الصحية لا يتناول موضوع ضغوطات العمل، لكن التوتر في العمل إلى جانب التوتر في المنزل يساهم في التأثير على صحة المرضى".
هكذا إذن تأثر العلاقات الزوجية غير الحميمية على صحة الشركاء، وهكذا إذن تفضي بالزوجين إلى الشعور بآلام مزمنة، هذا على المستوى العضوي، أما على المستوى النفسي، فالآلام تكون أشد والمعاناة تكون أقوى وأكثر فضاعة، فهلا سألت الزوجة نفسها، لماذا كل هذا؟ أليس من المفروض أن يكون البيت راحة وجنة للأزواج؟ أليس من المفروض أن يكون الزواج مجلبة للمودة والرحمة؟.. لماذا لا يسعى الشريكان لتحقيق ذلك على الأقل ليعيشوا بسلام بعيدا عن الأوجاع والآلام المزمنة..فهم ببساطة ليس لديهم خيار آخر...!