بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال صلى الله عليه وسلم
" تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"
ومن نعم الله على عباده نعمة الأولاد وهي من خير زينة الدنيا
قال سبحانه
" المال والبنون زينة الحياة الدنيا"
وإن العبد ليفرح يوم أن يولد له مولود
ويرجو الله أن يبارك له فيه ويتمتم بهذه الآية الشريفة
" ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما "
وهنا ينبغي علينا بما أوجبه الله علينا أن نهنئ والد ذلك المولود
الذي شق طريقه إلى الدنيا طاهرا من كل ذنب ونظهر الفرحة له
ونبشره بولده بشرى خير فقد قال صلى الله عليه وسلم
" بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا"
ومعلوم أن أي كلمة من شأنها ان تدخل السرور على أخيك المسلم
في غير إثم فواجبك أن تقولها وألا تتأخر عن اسعاد قلبه بها
للآثار السابقة وأضعاف أضعافها
ولكن لاحظ أنه إذا تحول الأمر لذكر ودعاء يسمى دعاء المولود
وكأنه مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقرب به الناس
إلى الله بدعوى أنه مأثور عنه صلوات الله وسلامه عليه
فلابد هنا من التنبيه إلى خطورة هذا المزلق الذي قد
يصل بالإنسان إلى البدعة وإن فيما يرتجله الإنسان من
الدعاء الخالص بالبر والخير والعافية كفاية
ورد أثر عن الحسن رضي الله عنه وقد ولد له غلام
فانظروا هذه القصة رعاكم الله
أولا من جهة السند في مسند ابن الجعد قال
حدثنا علي أخبرني الهيثم بن جماز قال قال رجل عند الحسن : يهنيك الفارس فقال الحسن وما يهنيك الفارس لعله أن يكون بقارا أو حمارا ولكن قل شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره قال الحافظ في لسان الميزان
الهيثم بن جماز
قال يحيى بن معين كان قاضيا بالبصرة ضعيف وقال مرة ليس بذاك وقال أحمد ترك حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال ابن عدي في الكامل في الضعفاء
الهيثم بن جماز يحيى بن معين يقول الهيثم بن جماز ضعيف وفي موضع آخر الهيثم قاص كان بالبصرة ليس بذلك يروي عنه
احمد بن حنبل عن الهيثم بن جماز قال كان منكر الحديث ترك حديثه ثنا بن حماد قال قال السعدي الهيثم بن جماز كان قاصا ضعيفا روى عن ثابت معاضيل ثنا عبد العزيز ثنا علي بن الجعد أخبرني الهيثم بن جماز قال قال رجل عند الحسن يهنيك الفارس فقال الحسن وما يهنيك الفارس لعله ان يكون بقارا أو حمارا ولكن قل شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ اشده ورزقت بولده وفي تاريخ دمشق
قال وأنا جدي نا الأهوازي نا أبو القاسم علي بن بشرى العطار نا
أبو هاشم لسلمي أنا معاوية بن محمد الأذري أن أحمد بن إبراهيم بن بكار القرشي
حدثهم نا سعيد بن نصير نا كثير بن هشام نا كلثوم بن جوشن قال جاء رجل عند الحسن
وقد ولد له مولود فقيل له يهنئك الفارس فقال الحسن وما يدريك أفارس
هو قالوا كيف نقول يا أبا سعيد قال تقول بورك لك في الموهوب
وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده
قلت : وهذا اسناد ضعيف أيضا
ثانيا من جهة المتن
فرواية القصة سيئة رجل جاء يبشره بولده يقول يكون فارسا
فيرد وما يدريك أنه فارس لعله ان يكون بقارا أو حمارا
فما هذا السياق العجيب
وما الأمر أن يبشره بالفارس
وقد قال سليمان عليه السلام لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل واحدة منهن فارسا يجاهد
أو قال يقاتل في سبيل لله أخرجه البخاري
ثالثا : من جهة الأصول والأحكام
فهذا حتى وإن ثبت عن الحسن رضي الله عنه فليس بحجة على استحبابه
والندب إليه بحيث صار في حكم المرفوع والأذكار الموظفه
فلينتبه لذلك
والحمد لله رب العالمين