:.:.: أسئلة كثيرة مع نهاية وبداية عام دراسي :.:.:
أسئلة كثيرة مع نهاية وبداية عام دراسي
****************************
أسئلة كثيرة تسيطر على أفكار وعقول الآباء والأمهات مع نهاية وبداية عام دراسى جديد تتعلق بالتفوق والغباء والكسل والشقاوة والعناد والعنف والشللية والغيرة وأشياء كثيرة أخرى تتعلق بعالم الطفولة. د. سبوك أشهر أساتذة التربية صاغ أسئلة واستفهامات أولياء الأمور وإجابات عنها بنصائحه التى يسير عليها الملايين من الآباء والأمهات فى كتابه فن تربية الطفل. وفى هذا الملف نحدد كل مشكلة على حدة ونناقش حلها على طريقة د. سبوك.
الكسل عند الأطفال
كثيراً ما تواجه الأم مشكلة استيقاظ أطفالها فى موعد مبكر للذهاب إلى المدرسة، بل إنها تضطر فى أحيان كثيرة أن توبخهم بكلمات عنيفة وتنذرهم إما أن ينهضوا أو ستحرمهم من شيء ما محبب لأنفسهم ونجد الطفل يقوم متراخياً كسولاً فاقدا لكل حماس أو رغبة فى الذهاب إلى المدرسة، وأحيانا تنتابه حالة تمرد وعصيان ورفض.
د. سبوك ـ أستاذ التربية بجامعة فلوريدا بأمريكا والأستاذ الزائر بالعديد من الجامعات الأخرى ـ يقول:إن الطفل المتراخى الكسول لم يخلق كذلك بل قد تحول إلى هذه الحالة شيئا فشيئا، والأسباب التى جعلته يصل إلى مرحلة الكسل ـ تعود إلى الأم والأب المسؤولين عن رعاية الطفل وتوجيهه.. وأهم ما يدفع الطفل إلى هذا الكسل ـ والذى يجب أن تحذره كل أم ـ هو الإلحاح المتواصل واستخدامها لعبارات مثل عجل فى الذهاب إلى الفراش لتنام وكثير من مثل هذه الكلمات الملحة ـ مع الأسف الشديد ـ يولد فى الطفل العناد والشرود الذهني.
والوسيلة المثلى لتدارك هذه الحالة من الكسل التى يصاب بها الطفل، أن تعوده الأم على أداء ما هو مترتب عليه من أمور بشيء من الحرية، أو أن تنمى فيه القدرة على تحمل المسئولية.. وإذا ما أخطأ فى هذا فليس مهما.. فعليها أن ترشده إلى الصواب وتتحمل أخطاءه.. وفى فترة الدراسة تحديدا وحتى لا تفاجأ كل أم بطفلها يتمرد أو يتكاسل عن الذهاب إلى المدرسة، فإن عليها أن تتركة هو يحدد الوقت المناسب الذى يصل فيه إلى المدرسة، وأن يعرف أنه المسؤول عن هذا الوقت، وإذا حدث وأن تأخر مرة أو مرتين أو أن فاته أتوبيس المدرسة مرة فدعيه هو يشعر بمدى الخسارة التى نالها من تأخيره عن الموعد.. لأن ما لا تعرفه الأم أن الطفل يكره التخلف عن المواعيد أكثر مما تكره الأم نفسها.
التليفزيون والكتب المبتذلة
عندما تشكو أم من أن أطفالها متمردون عليها أو يتعاملون مع زملائهم فى المدرسة بشيء من العنف أو لايهتمون بتحصيل دروسهم وأداء واجباتهم.. وأنهم مولعون بمشاهدة التليفزيون وتقليدالأبطال ونجوم الكارتيه والكارتون.. فإن على الأم والأب والمسئولين عن تربيةالأطفال بشكل عام إبعاد الطفل بكل الطرق والوسائل عن مشاهدة الأفلام العنيفة.. سواء أفلاما تليفزيونية أو سينمائية وكذلك مطالعة الكتب الهزلية، وهنا يقول د. سبوك: إن هذه الأشياء تنطوى على قدر كبير من الإفساد.. وعلى الأب والأم تشجيع أطفالهما على رؤية الأفلام التى لا تشذ على الأصول الخلقية السليمة.. وكذلك تشجيعهم على قراءة الكتب ذات القيم السامية والفضائل الحسنة، وإبراز هذا الجانب والتأكيدعلى أن مثل هذه الأفلام العنيفة والكتب المبتذلة لها أضرارها وعليهم توضيح هذاالضرر والتفرقة بينه وبين ما يمكن أن يكتسبه الأطفال من عادات سليمة عند مشاهدتهم أفلاماً لها قيمة سامية ويغلب عليها الطابع الدينى والأخلاقي.
المشكلة رقم 3 كيف يصبح الطفل ودوداً مع زملائه؟
إن العنف أو معاملة الزملاء بشكل غير مهذب أو فيه شيء من عدم التحضر.. سمة تنشأ فى الطفل ولكن لها جذور، والأم والأب مسئولان تماماً عن سلوك ابنهما مع زملائه فى المدرسة.. فالطفل الذى لم يتعود على حب الناس واحترامهم ولم يتدرب على السلوك المهذب قبل ذهابه إلى المدرسة هو هذا التلميذ الذى يفاجئ صديقه أو زميله بعبارة سيئة أو تصرف غير لائق.. ومن هنا فإن د. سبوك يرى أن الأسرة هى أساس علاج هذا السلوك عند هذا الطفل لأنها ببساطة هى السبب فى إصابته بهذاالسلوك غير المهذب.
و الخطوة الأولى التى يجب على الأسرة اتباعها أن تعلم هذا التلميذ أو الطفل كيف يحب الناس.. فحب الناس هو أساس كل شيء وقبل أى شيء.. وإذا فشلت الأم فى تعليم طفلها كيف يحب الناس فإنها ستفشل بالتأكيد فى تعليمه أبسط الأصول السطحية لقواعد السلوك ومعاملة الآخرين.
وعلاج هذه الحالة النفسية التى يصاب بها الطفل بالعدوانية تجاه الآخرين أو النفور منهم أو عدم الارتياح لهم.. علاجها بسيط جدا وهو أن نتعلم ألا نلفت أنظار الغرباء إلى أطفالنا وليس العكس، فلا داعى إلى إجبار الطفل على تحية الآخرين أو عمل شيء هو لا يرغب فيه.. وإنما نعطى له شيئا من الحرية فى ذلك، بحيث نحببه فى التودد للغير بشكل غير مباشر عندما يرانا ونحن نتعامل معهم دون أن نقيده هو بشيء معين.
إن مثل هذا السلوك البسيط سيعلم الطفل بعد ذلك كيف يكون ودوداً مع الآخرين ومع زملائه فى المدرسة، أما أهم خطوة فى علاج طفلك وتخليصه من السلوك العدوانى تجاه زملائه ـ وهى أهم خطوة على الإطلاق ـ هى أن ينشأ هذا الطفل فى أسرة يحترم أفرادها بعضهم البعض وتسودهم علاقة من المودة والوئام.. فهذا الطفل نجده يستمد الرقة واللطف من البيئة التى يعيش فيها وهذا هو الأساس الأول فى تكوين شخصيته.. فالطفل الذى يتعلم حب الناس والذى ينشأ فى أسرة يحترم أفرادها بعضهم البعض هو فى النهاية تلميذ سوى محب لزملائه وغير عدواني.
لماذا يأخذ الطفل أشياء زملائه بالمدرسة؟
تشكو كثير من الأمهات فى فترة المدرسة من أن الطفل يعود إلى المنزل ومعه أشياء تخص زملاءه، والأم تشعر بالقلق من هذا السلوك وتخشى أن يتحول طفلها إلى لص، فهى ترى أن هذا الفعل ما هو إلا سرقة لا تدرى لها مبرراً، فهى لا تحرمه من شيء بل وتمنحه أكثر مما يريد، وأحيانا يكون الشيء الذى عاد به إلى المنزل يملك مثله وأفضل منه.. وأحيانا أخرى تفاجأ الأم بأن طفلها يأخذ أشياء ويخفيها وينكر أنه أخذها خوفاً من العقاب إلى أن يكتشفوا أنه هو الذى أخفاها، والحقيقة أن التفسير العلمى لمثل هذا السلوك يوضح أن الطفل الذى يعانى من حالة أخذ أشياء لا تخصه هو طفل يعانى من الوحدة والانعزال، وأن علاقته بأبويه ليست حميمة إلى حد كاف، ويشعر أنه فاشل فى كسب الأصدقاء، وأحيانا تكون الرغبة فى كسب مزيد من العطف والاهتمام هدفاً فى الإقدام على السرقة.. بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الخوف والحقد والغيرة والإحساس بالإهمال.
والوسيلة التى يمكن للأسرة اتباعها لعلاج الطفل الذى يكتشفون أنه يأخذ أشياء لا تخصه، سواء من جانب المنزل أو المدرسة.. أولاً على الأم أن تكون حازمة معه وأن تصر على أن يعيد طفلها ما سرقه إلى أصحابه، وألا تمكنه من الكذب ومن الإحساس بأنها لا تهتم بما فعله، وعليها أن تساعده فى أن يعيد هذا الشيء بشكل لا يسبب له الإحراج أو الشعور بالعار من نفسه، فالهدف ليس إذلاله بل إفهامه أن السرقة أمر غير مسموح به.
يــتــبــع