احببت ان اكتب هذا الموضوع..لما لمسته من انتشار لموضوع التعدد في منتدى الحياة الاسرية ..
فلقد لاحظت نظرتنا نحن النساء للتعدد على انه طاااامة كبرى تحل بالزوجة الاولى المسكينة..وظلم عظيم يلم بها..من زوج لا يرحم ولا يقدر العشرة..
فما ان تنشر احدى الاخوات مشكلتها ..او ان زوجها يفكر ..مجرد تفكير بالزواج الثاني..او انه بالفعل قد تزوج عليها..الا ونجد الهجوم والتعدي على الزوج بالقول الجارح..وقد يصل الامر للدعاء عليه..استغفر الله العظيم..وفي هذا مناصرة لبنت جنسنا ..ومناصرة لانفسنا اولا ..فنحن لا نتخيل ان نضع انفسنا مكان تلك المسكينة المغلوب على امرها..ولهذا نقف معها قلبا وقالبا..
ولكنني اردت نقاشا هادئا موضوعيا لهذا الامر..دوووون عصبية انثوية..فما انا الا انثى مثلكن..احس باحساس الانثى المؤلم ان احست انها لم تعد الوحيدة في حياة زوجها!! لكنني من جانب آخر مسلمة..اعلم انه ما وضع ربي حكما الا وفيه الخير للبشرية..فاردت ان اجاهد نفسي وتجاهدن انفسكن ضد هاجس الشيطان الذي يدعوكن للتمرد على هذا التشريع السماوي..
فهو خلقنا ..وهو اعلم بنا وبحاجاتنا..واعلم بما فيه الخير لنا : "ولقد خلقنـا الا نسـان و نعلم مـا توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد"
لستُ اناصر الرجل اطلاقا في هذا الموضوع..ولست ضد المرأة..حتى لا يساء فهمي..بل بالعكس..انا مع اختي المسلمة ..ولهذا لا اريدها ان تتحطم نفسيا ومعنويا..وتفقد معاني الحياة الجميلة..ان حدث لها مثل هذا الامر.. واردت ان نتعاون معا لنجد لهذا الامر حلولا ترضي جميع الاطراف..
تعدد الزوجات حكم شرعي معروف في الشرائع السابقة..فلقد كان لسيدنا سليمان عليه السلام تسع وتسعون زوجة..كما اخبر القرآن الكريم بذلك..وكان ليعقوب عليه السلام زوجتان كما اخبرت التوراة بذلك..
ولقد عرف قدماء المصريين تعدد الزوجات..وهذا في تاريخهم كما عرف الهنود ذلك ايضا..كما عرفه الاوربيون من النصرانية وطبقوه قبل قوانينهم الجديدة..والعرب عرفوا التعدد قبل الاسلام مما بقي فيهم من شريعة ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام..
لكن الاسلام جاء ..فحدد تعدد الزوجات الى اربع فقط..بعد ان كان العدد مفتوحا دون تحديد..قال تعالى : "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثتى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا" .الآية 3 من سورة النساء..
وتعدد الزوجات مشروع في الاسلام كما سبق..وهو نظام خاضع لرضا الزوجين كالزواج الاول..كما انه خاضع للعدل بين الزوجات وعدم الظلم..وخاضع للانفاق على الزوجة الاولى واولادها..والزوجة الثانية واولادها ..من بيت وطعام وكسوة ..الى آخره من مستلزمات الحياة..
فاذا اطاق الرجل ذلك كله..ووجد الزوجة الثانية التي ترضى بالزواج به..وان تكون الزوجة الاولى اسوتها ..فما الذي يمنع الزواج الثاني ويقبحه؟
!ان تعدد الزوجات تشريع الله الحكيم الذي لا يقع منه سبحانه خطأ..ولا ظلم..ولا جهالة..سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا..
ويكفي للعاقل ان يقال له ..ان الله تعالى قد شرع تعدد الزوجات..ليقبله ويقنع به..لما يعلم ان الله سبحانه ما شرع لعباده الا ما يجلب لهم سعادة الدنيا والاخرة..
فما وجه الفساد في حياة رجل اقام اسرتين في بيتين ..يبيت كل ليلة في بيت..يضم زوجته واولاده في كل بيت..ويقوم على تربيتهم والعناية بهم..وينفق عليهم على قدر جهده وطاقته؟؟
لنكن واقعيين..ولنتحدث بشئ من العقلانية..بعيدا عن هوى المرأة..وعواطفها الجياشة..وحبها للتملك والتوحد بالزوج..
وبعيدا عن نظرة بعض اعضاء المجتمع الظالمة للزوجة الاولى والثانية وللرجل على حد سواء..
وساتحدث عن نظرة المجتمع لكل طرف على حدة..لاحقا..باذنه تعالى..
ولكن..ماذا قصدت بنظرة المجتمع الظالمة للتعدد؟؟
نعم هذا ما قصدته..هذه نظرة اهل الاهواء والشهوات..او لصوص الاعراض..او الحمقاوات من النساء..او الجهال من الناس.
اما اهل الاهواء..
فما لهم قيام..لانهم لا يصدرون عن حق..ولا يبالون به..فهم هاوون.." ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن"..المؤمنون آية 71.
واما لصوص الاعراض..
فهم اولئك الذين يتخذون زوجات شرعيات..ثم لا يتورعون عن التلصص على اعراض من يعرفون من الاصدقاء والاقارب..وعن قضاء اوطارهم والعياذ الله مع المومسات والساقطات..وهؤلاء..لا مجال لمناقشتهم..فهم لصوص..وهل يسرق اللص ويعتدي الا ان يكون رضي بالجريمة وُزينت له؟؟
ثم يرجع بعد جريمته بل جرائمه خفيف الظهر عديم المسؤولية..عن ثمار الجريمة..
أما الجهال من الناس..
فهم اولئك الذين يجهلون العدل الذي يوجبه الله تعالى بين الزوجات..وهم اولئك الذين يرون التطبيق المغرض المنجرف..والجائر من بعض الناس..ويظنون ان ذلك هو نظام التعدد في الاسلام..
فهم يتصورون في تعدد الزوجات تقاتل الزوجات الدائم..وتناحر الاولاد..وتنازعهم.وتفكك الاسرة..وتشرد الاطفال..الخ
لكن من حق الجاهل ان نعلمه..وسيأتي ما به يعلم..
واما الحمقاوات من النساء..وهن كثيرات للاسف..
فتقول انها ترضى ان يزني زوجها بغيرها والعياذ بالله..وان يتخذ الصديقات والخليلات..ولكنها لا ترضى بان يتزوج عليها!!
واما تحليل ذلك..فهو اشد غرابة..
ذلك لان الزاني سيأتي يوم ويترك زناه..ويعود الى زوجته..لكن الزواج سيربطه باخرى..وهذا ما لا تقبله!
هل هذا حق ومنطق..؟؟
لنناقش المسألة بقليل من التعقل:
*هل ترضى ان تكون زوجة الزاني وزواج الزاني بالمؤمنة حرااااام؟!!
*هذا عدا عن ان الزاني عرضه لان يصاب بالامراض الجنسية..ويورث الامراض زوجته وربما اولاده..عافانا الله واياكم..
*الزاني ينفق ماله في سبيل شهواته..وبذلك يهدم اسرته بيده..ويضيع ماله في لحظات لتلبية رغباته بطريق غير مشروع..
*والاهم:::::
قد يقنع الزاني بمزنيته..فيطلق زوجته ..او يهجرها..فتضيع الزوجة دينها ودنياها حين رضيت لزوجها بالاثم..والرضا بالاثم..اثم..والرضا بالكفر..كفر ..اعاذنا الله واياكم..
· ولا ننسى ان من هان عليه عرض غيره هان عليه عرضه..ومن يزن يزن به ..قال صلوات الله وسلامه عليه : " من يزن يُزن به ولو بحيطان داره" رواه ابن النجار عن انس..وهو حديث صحيح..