:.:.: المطلقة.. ضحية تلاحقها سهام المجتمع :.:.:
المطلقة.. ضحية تلاحقها سهام المجتمع
همومها كبيرة.. وإبداعها يقتله لقب أهداه إليها زوجها
شرع الله تعالى الزواج - سنة الحياة - حيث يحتاج الرجل للمرأة.. ولا تستغني المرأة عن ظل الرجل, وقد تسير سفينة الزواج مستقرة, وقد تحبطها بعض الأمواج فتضطرب.. وقد تتمكن هذه السفينة من السير والمضي في طريقها الى شاطىء الأمان وقد تتوقف, حيث تتعرض الحياة الزوجية الى الخلل.. وقد يكون الخطأ من الرجل او المرأة, فالانسان غير معصوم من الخطأ.. وإما ان يكون الخطأ بسيطا يعالج بسهولة وإما صعبا لدرجة تستحيل معه مواصلة الحياة الزوجية, وجعل الله تعالى لكل شيء حلا, وشرع الله الطلاق ولكنه يبقى حلالا ومشروعا وآخر الدواء الكي, ولكن للأسف تظلم المرأة في الطلاق, ويشار بأصابع الاتهام لها, ويظلمها معظم من حولها والمجتمع الذي تعيش فيه, فقد تكون بريئة ويكون زوجها الظالم او المخطىء, كما يجعل (الطليق) من الأبناء طوقا حول عنقها؟ ويبالغ في ذلها وظلمها لأنه يعلم انها لا تستطيع ان تفارق ابناءها.
استطلعنا آراء الناس الذين رووا تجارب واقعية, واتفق الجميع على ضرورة تغيير نظرة المجتمع حول المرأة المطلقة.
اريد الطلاق
تحدثت ام نواف بكل صراحة وشرحت معاناتها باكية وقالت: تزوجت زواجا تقليديا عندما كنت في العشرين من عمري, وكنت زوجة لرجل لم اختره لنفسي, وكنت اخجل ان ابدي رأيي في هذا الموضوع خوفا من عائلتي فقد نشأت في عائلة لا تعطي للفتاة حريتها في التعبير عن رأيها, وللأسف وقعت بين يدي رجل ظالم وجبار بكل معنى الكلمة, وانجبت منه نواف الذي لولاه لما صبرت عشرة اعوام على ظلم ذلك الرجل.. بعدها تنازلت عن جميع حقوقي كامرأة وتشبثت بحق واحد فقط وهو حق الأمومة وان اعيش مع ابني في ذلك المكان الموحش ولم يجعلني زوجي اتمسك به وبقوله خذي ابنك وارحلي جعلني عاجزة على ان اصارع من اجل البقاء, فمن اجل ماذا اصارع ان لم يكن ابني معي, لم اركن له حبا حتى اصارع من اجله ليظل حبه ويبقى, بل هدم كل احلامي الجميلة واحاسيسي, ولم يتملكني بطيبه, ولم المس لديه حنانا قط, ذلك الرجل علمني الذبول وانا وردة في طور النضوج ذلك الرجل جعلني اعيش في الستين من عمري وانا في العشرينات وكل ما اتمناه الآن هو وقوف عائلتي معي والمجتمع ايضا فأنا مظلومة وليست كل المطلقات ظالمات واطالب بتغيير وجهة نظرهم حول كل مطلقة واحتوائها لتعيش سعيدة وبأمل جديد.
تجربة اخرى
اما ام عبدالعزيز فترى ان المرأة المطلقة امرأة شجاعة وانها افضل من الكثير من النساء المستقرات او الرجال, واوضحت انها مطلقة من واقع تجربة مريرة كما انها تطلب الطلاق للمرة الثانية, ولا تخشى نظرة الناس والمجتمع, لأنهم لم يعيشوا حياتها الصعبة التي عاشتها مع زوج متسلط - الزوج الاول - وفاشل وعاطل عن العمل واما الزواج الثاني فيحتاج من يصرف عليه.. وتؤكد ام عبدالعزيز ان جميع اهلها متعاطفون معها, كما ان نظرتهم تجاوزت النظرة الدونية للمرأة المطلقة فهم يتعاملون معها باحترام وتقدير مثلها مثل غيرها من النساء وتستغرب من كثير من الرجال الذين يستخدمون سلطة الطلاق لتهديد المرأة, وكأن حياتها لعبة في يدهم, ثم تقول: الرجولة اكبر من كل هذا كما وان المرأة المطلقة تستطيع قضاء كل حوائجها كالرجل وفق معايير الاحترام وكثير من الازواج ان طلبته زوجته بقضاء عمل تكاسل وتعذر بأعذار واهية فهو لا يرحم ولا يجعل رحمة ربي تنزل.
نظرة سلبية
وادلت هناء برأيها حيث قالت: المطلقة ليست زوجة فاشلة بل صاحبة خبرة ثاقبة ففشلها مع رجل لا يدل على فشل مع كل رجل, ولعل الطلاق لم تكن سببه المطلقة وانما هي امرأة منطلقة لا تعرف معنى التردد والخوف ورخصة الطلاق جاءت في موضع الدواء والطلاق علاج من رب العالمين لا عقوبة تعاقب بها المرأة.
اما مشاعل فقالت: المطلقة قد تكون انجح واكثر استقامة من المتزوجات والأمهات المستقرات وختمت حديثها بقولها: (إنما الاعمال بالنيات).
اما نورة فقالت: اطالب المجتمع بالنظر في امور المرأة المطلقة وهي التي لم تحصل على طلاقها الا لأن زوجها يريد الاستمرار في تعذيبها حتى وهي بعيدة عنه.
اما نوال فقالت: ما بقي على الناس الا ان يحرموا السعادة على المرأة المطلقة حيث ان بعض الاهالي حرموا بناتهم المطلقات من الخروج من المنزل لإكمال دراستهن او الخروج الى منازل صديقاتهن واحكموا الحصار عليهن لماذا؟ ولأي ذنب اقترفته هذه المسكينة لتجد نفسها حبيسة لذنب لم تقترفه هي وقد يكون زوجها سبب ذلك ولكن كل ما اقوله لاهلها إنه يكفيها مابها من جراح والم فأعينوها ولا تزيدوها جراحا.
دراسة
اما خلود فقد تحدثت بألم قائلة: انا ادرس واعمل ليلا ونهارا حتى اتخطى عقدة الفشل التي اصبحت تلازمني سببها اهلي ومهما ارتقيت وشعرت بفخر بنفسي فإن اهلي لاينادونني الا الفاشلة, فهم حكموا علي بالفشل في كل امور الحياة واصبحت عقدة الفشل تلازمني واما عيناي حتى اني اصبحت اتردد في كل قراراتي, ولا احصل على كلمة شكر واحدة او اعجاب او تقدير من اهلي بل حكموا علي بالفشل الابدي وكأني ما خلقت في هذه الحياة الا من اجل هذا الرجل الذي اقتنع الجميع بأنه لا يصلح كزوج لي او اب لأبنائه الا اهلي ومازلوا مصرين على اني المخطئة والفاشلة.. واصبحت احس بأنني اقرب الى الموت من الحياة ولو كان بيدي ولولا ايماني لانتحرت لأنني اريد ان اموت ويتحسر كل من حولي على سوء معاملتهم لي حتى وانني اصبحت اشعر بأن زوجي سابقا هو ابنهم وانا الغريبة الدخيلة عليهم, واصبحت اكره كل الرجال, حيث ان سبب دماري رجل.. ولن اسمح لغيره ليواصل مسيرة الدمار في حياتي شبه المنتهية.
عقلانية
وتقول مها: المطلقة هي في البداية والنهاية انسانه لها شعور وتمتلك احاسيس كالرجل.. ولكن لانها امرأة يزيد ذلك الشعور والاحساس ويؤثر عليها اي كلمة تتهمها بأنها سبب كبير في طلاقها.. وانا اعتب على بعض الأسر التي تعامل فتاتهم المطلقة بطريقة بشعة ويحملونها الخطأ ويجردون الرجل من خطئه وكأن جميع الرجال سواسية.. وكل ذلك يحدث لأن بعض الاسر تخاف على فتاتهم المطلقة من نظرة المجتمع لذا فهم لا يعون شعورها ويعاملونها بكل قسوة وكأنها مذنبة ولكني اود توجيه رسالة لبعض الآباء والامهات بأن يعاملوا بناتهم المطلقات بكل عقلانية وتفاهم لأنها تكون محطمة ولجأت اليهم ليعيدوا تأسيس نفسيتها بالشكل الصحيح ويجعلوها تحمي نفسها من المجتمع ولا تلجأ الى الانتقام من نفسها بأي شكل من الاشكال.. كما اود ان اوضح ان الرحمة افضل من ان تستمر الفتاة مع رجل لم يحترم اهلها ولم يقدرها هي كزوجة له فبعض المطلقات يوفين مع ازواجهن ولكنهم لا يحترمون ذلك وعندما يقع الطلاق تحمل الفتاة الخطأ وهذا هو الخطأ بعينه.
احترام
واما نور فقالت: سبب طلاقي احترامي لطليقي اثناء حياتي معه فقد كنت احترمه كثيرا حتى انني من اصرف على المنزل وعلى ابنائي ولم اشتك يوما لاهلي وهذا كان خطئي لذا فهم يعاملونني كمخطئة ولكن لا املك حاليا سوى الصبر وادعو الجميع للوقوف مع المطلقات واحترام رغبتها وذاتها حتى تستطيع الابداع ومواصلة الحياة.
منقول للفائدة
المصدر: دار اليوم