اختي البتول انا لم اتوسل بسيدنا محمد وانما بالله تعالى وبقدر سيدنا محمد وجاهه عند الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
تم تنبيهك كثيرا للمخالفات الشرعية الواردة في مشاركاتك,, وإذا كان المرء لايعرف حكم الشيء فلا أقل من أن يسأل أهل العلم لا أن يقول برأيه وهو جاهل, ولذا فهذه الفتاوى إن كنتِ تريدين الحق:
س ـ هناك من يرى جواز التبّرك بالعلمـاء والصالحين وآثارهـم مستدلاً بما ثبت من تبرك الصحابة - رضي الله عنهم - بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فما حكم ذلك ؟ ثم أليس فيه تشبـيه لغـير النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يمكن التبرك بالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، بعد وفاته ؟ وما حكم التوسّل إلى الله - تعالى - ببركة النبي ، صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب : لا يجوز التبّرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لا بوضوئه ، ولا بشعره ، ولا بعرقه ، ولا بشيء من جسده ، بل هذا كله خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ، لمـا جعل الله في جسده وما مسّه من الخير والبركة .
ولهذا لم يتبّرك الصحابة - رضي الله عنهـم - بأحد منهم ، لا في حياته ولا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، لا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم ، فدل ذلك على أنهم قد عرفوا أن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره ، ولأن ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه ، وهكذا لا يجوز التوسل إلى الله - سبحانه - بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ذاته أو صفته أو بركته لعدم الدليل على ذلك ، ولأن ذلك من وسائل الشرك به والغلّو فيه عليه الصلاة والسـلام ، ولأن ذلك أيضاً لم يفعله أصحابه - رضي الله عنهم - ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، ولأن ذلك خلاف الأدلة الشرعية ، فقد قال الله عز وجل: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ، ولم يأمر بدعائه - سبحانه - بجاه أحد أو حق أحد أو بركة أحـد .ويلحق بأسمائه - سبحانه - التوسّل بصفاته كعزّته ، ورحمته ، وكلامه وغير ذلك .
ومن ذلك ما جاء في الأحاديث الصحيحة من التعوذ بكلمات الله التامات ،
والتعوذ بعزة الله وقدرته .
ويلحق بذلك أيضاً التوسل بمحبة الله - سبحانه - ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبالإيمان بالله وبرسوله ، والتوسل بالأعمال الصالحات ، كما في قصة أصحاب الغار الذين آواهم المبيت والمطر إلى غار فدخلوا فيه فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدّت عليهم باب الغار ، ولم يستطيعوا دفعها ، فتذاكروا بينهم في وسيلة الخلاص منها ، واتفقوا بينهم على أن لن ينجيهم منها إلا أن يدعوا الله بصـالح أعمالهم ، فتوسل أحدهم إلى الله - سبحانه - في ذلك ببرّ والديه ، فانفرجت الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخـروج منه، ثم توسل الثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة عليه ، فانفرجت الصخرة بعض الشيء لكنهم لا يستطيعون الخروج من ذلك ، ثم توسل الثالث بأداء الأمانة فانفرجت الصخرة وخرجوا .
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار من قبلنا لما فيه من العظة لنـا والتذكير .
وقد صرح العلماء - رحمهم الله - بما ذكرته في هذا الجواب كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ، والشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد وغيرهم ، وأما حديث توسل الأعـمى بالنبي صلى الله عليه وسلم في حيـاته صلى الله عليه وسلم فشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له فرد الله عليه بصره ، فهـذا توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفـاعته وليس ذلك بجاهه وحقه ، كما هو واضح في الحديث ، وكما يتشفع الناس به يوم القيامة في القضاء بينهم ، كما يتشفع به يوم القيامة أهل الجنة ، وكل هذا توسل به في حياته الدنيوية والأخروية ، وهو توسل بدعائه وشفاعته لا بذاته وحقه كما صرح بذلك أهل العلم ، ومنهم من ذكرنا آنفاً .
من فتاوى العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ
وهذه فتوى آخرى في المسألة:
س ـ هل يجوز أن نقول في الدعاء: "اللهم بجاه نبيك"؟
ج ـ لا يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بجاه غيره؛ لأن هذا بدعة، لا دليل عليه، وهو الشرك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "جاه المخلوق عند الخالق تعالى ليس كجاه المخلوق عند المخلوق؛ فإنه لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، والمخلوق يشفع عند المخلوق بغير إذنه؛ فهو شريك له في حصول المطلوب، والله تعالى لا شريك له" انتهى.
والله سبحانه أمرنا أن ندعوه مباشرة، ولم يأمرنا أن ندعوه بجاه أحد؛ قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ} {وقالَ ربُّكُمُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ} {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} كما أمرنا أن ندعوه بأسمائه سبحانه، فقال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.
وما يُروى: "إذا سألتم الله؛ فاسألوه بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم"؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنه حديث كذب، ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث"انتهى
فتوى للشيخ/ صالح الفوزان.
ا.هـ . المتحدث الرسمي.