السعادة الزوجية و حسن المعاشرة... مسؤولية من؟ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-2005, 05:50 AM
  #1
megnolias
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 108
megnolias غير متصل  
السعادة الزوجية و حسن المعاشرة... مسؤولية من؟

صدق من قال: "الزواج مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشريكين"، فالرجل مسؤول على توفير لقمة العيش، وتوفير كل ما يحتاجه البيت والأولاد من واجبات و حتى من كماليات، والزوجة مسؤولة على توفير الراحة، والإعتناء بالزوج والأبناء و بالبيت ونظافته، وهكذا يحدث التكامل والالتقاء بين المسؤوليتين فيتم الحفاظ على توازن البيت وعلى إنجاح العلاقة الزوجية.



ولكن.. هل الالتزام فقط بهذه المسؤوليات هو الذي يضمن استمرار الحياة الزوجية ويضمن نجاحها؟ أليست هناك من مسؤوليات أخرى مشتركة بين الزوجين لها نصيب الأسد إما في إحداث التوازن و مساعدة الزوجين على تقوية العلاقة والصمود أبدا ودائما، وإما إحداث الخلل في العلاقة فتنهار وتتكسر أمام أول صخرة تصادفها؟ من المسؤول مثلا في غرفة النوم؟ من المسؤول عن المعاشرة الزوجية وعن تحقيق اللحظات السعيدة؟ ومن المسؤول عن المبادرة إلى هذه المعاشرة؟... الواقع أن هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها من خلال هذا الموضوع،فلماذا يقع اللوم دائما على أحد الطرفين بعدم إتقان اللعبة بينما العملية يشترك فيها الاثنان؟ لماذا يتم السكوت على بعض المسائل التي لا يتحقق التوازن النفسي إلا فقط من خلالها؟ لماذا يخصص العديد من الأزواج غرفة النوم فقط النوم؟ المعروف أن المشاغل اليومية والأولاد والمسؤوليات الكثيرة تمنع الزوجين من التقرب من بعضهما البعض ومناقشة بعض المواضيع المهمة التي يتعذر مناقشتها في وجود كل هذه المعيقات، فلماذا لا تخصص غرفة النوم لاحتواء كل هذه المناقشات والمواضيع؟ لماذا لا نجعل من غرفة النوم فضاء للتقارب والإشعار بالمحبة والود؟ لماذا لا تكون منتجعا يلوذ إليه الشريكان كلما ضاقت بهما السبل وتعذر بينهما التواصل بفعل التعقيدات اليومية التي تفرضها الظروف الحياتية من تربية للأولاد وأشغال وضيوف وطبيخ وإعدادات وتسوق؟....لماذا لا تكون ملاذا للسعادة؟...

السيدة فاطمة العمراوي مغربية تعيش بكندا واستطاعت بفعل نشاطها ونضالها أن تكون عضوا بارزا في المجتمع الكندي وتساهم في حل العديد من المشاكل المستعصية، رغم زواجها وطلاقها وإنجابها في لحظات متقاربة. التقيتها في مؤتمر نسائي ضم بعض النساء المغربيات الفاعلات في المهجر، وتحدثت عن مشكلتها مع زوجها السابق وهكذا قالت:"كان ذلك قبل عقدين أو أكثر حين كان عمري لا يتجاوز 15 سنة تزوجت وسافرت مع زوجي إلى كندا وأنجبت طفلي الأول هناك، ومرة اكتشفت أنه يخونني، ومع من؟ مع مهاجرة إفريقية دميمة الشكل، أحسست حينها أني تعرضت لأكبر صدمة وأكبر إهانة في حياتي، وطلبت الطلاق وأصررت عليه، وتم الطلاق والحمد لله...

لقد كان حافزا كبيرا لأثبت حالي في كندا وأبرهن للجميع أني (على قد) المسؤولية، لا أنكر أني مررت بلحظات عصيبة وبلحظات جميلة إلى أن قوي عودي وأثبت وجودي للعالم كله، ولكن أحيانا كثيرة أجلس وأفكر بهدوء، لماذا كان زوجي يخونني مع تلك السيدة، ووجدت الإجابة، ليس بالضرورة أن تكوني جميلة كي يحبك الرجل ويستمر معك ويغض بصره عن سواك، فمع تجربتي طوال هذه السنوات، اكتشفت أن الرجل يحتاج لامرأة تعتني به وتشعره برجولته، لسيدة تنصت اليه ، الشيء الذي لم أكن أهتم به صراحة، كان كل همي أن أبدو جميلة في عيون زوجي وأحافظ على أناقتي ونظافتي، ونظافة البيت وإعداد الطعام الذي يحبه، وتناسيت أن الرجل هو طفل كبير يحتاج للدلال ويبحث كثيرا عن التمتع بالحياة، يريد أن يعيش الجنون، وهنا أنصح كل سيدة تريد أن تحافظ على زوجها وعلى بيتها، أن ترضي زوجها وتمتعه، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا تخجل أبدا أثناء المعاشرة... فالمعاشرة الزوجية ممارسة مشتركة فيها الأخذ والعطاء، فلو أن أحد الطرفين كان أنانياً أو خجولا، فلن يستطيع أن يخلق اللحظات السعيدة ولن يستطيع إشعار الشريك بذلك، ويظل ذلك فقط في الأحلام والأماني والحقيقة أنه هو الذي حرم نفسه من هذه اللحظات السعيدة بسبب أنانية أو خجله، فمسؤولية اللحظة السعيدة، مسؤولية الطرفين وكما تحب الزوجة أن يسعدها زوجها، هو أيضا يحب أن تسعده زوجته".

المعاشرة الزوجية هي مسؤولية الاثنين معا، وليس هناك من مانح وآخر آخذ، الاثنان يمنحان والإثنان يأخذان في نفس الوقت، والمتعة الحقيقية لا تتحقق إلا بجهد الإثنين معا، وعندما تتحقق المتعة تستقر النفوس وتهدأ، وتستمر الحياة الزوجية السعيدة. ولكن في مجتمعاتنا العربية، يوجد دائما ذاك الخجل لدى المرأة التي لا تستطيع أن تكون هي المبادرة للمعاشرة الزوجية وتنتظر دائما من الزوج أن يفعل ذلك، وعن هذا تقول السيدة مليكة، أم لستة أطفال أكبرهم يدرس بالإعدادية وأصغرهم لم يكمل سنته الثالثة بعد. تعود مليكة بذاكرتها قليلا إلى الوراء وتتذكر لحظة قدوم ابن عمها (زوجها الحالي) لخطبتها، كانت ستطير فرحا، فقد كان مثالا للوسامة والرجولة، جميع بنات العائلة كن يحلمن به، لكن اختياره وقع على مليكة ابنة عمه، الخجولة، الطيبة، المتواضعة رغم ضخامة ثروة أبيها... تزوجت مليكة وعاشت معه أحلى الأيام، لكن مع توالي سنوات الزواج، وبعد ولادة المولود الأول والثاني، فالثالث... ثم السادس، أصبح البيت يعج بستة أطفال كلهم في سن متقاربة..تضيف مليكة: "كثرت المسؤوليات، وكثرت متطلبات الأولاد والبيت، وتضاعفت مجهوداتي اتجاه كل هذا، وعلاقتي بزوجي لم تعد كما كانت من قبل، لا تجمعنا إلا مواضيع البيت والأولاد ومستقبلهم، وبعد أن أعشي الأطفال وأطمئن على نومهم، أدخل غرفة النوم لأجد زوجي يغط في نوم عميق، وأحيانا يكون خارجا وأنتظره حتى يغلبني النوم ليوقظني في الصباح حتى أهيأ له طعام الإفطار".

أما عن المعاشرة الزوجية فتقول مليكة: "في الحقيقة أستحيي كثيرا وأخجل من أن أبادر في الدعوة إلى المعاشرة الزوجية. طوال حياتي الزوجية لم أقم بهذا، دائما زوجي هو صاحب المبادرة في ذلك، حتى أني أحيانا تكون لدي الرغبة لكني لا أستطيع أن أطلب ذلك منه أو أن أكون أنا صاحبة المبادرة، لأني كنت أعتقد أن ذلك يفقد المرأة قدسيتها، لكني أخيرا استنتجت أن الخجل في السرير وتجنب المبادرة أو الدعوة إلى المعاشرة هي الأشياء التي تفقد المرأة قدسيتها، بدليل أنه تزوج علي من امرأة أخرى لا تقل عني سنا أو تزيد عني جمالا، ولكنها متفرغة له ، استطاعت أن تكسب وده، أعترف أني المخطئة في ذلك، فطالما أن الرجل يرتاح مع زوجته ويشبع رغبته، يحس بالتكامل ويشعر بقيمة الحياة والسعادة التي يطمح لها داخل مؤسسة الزواج، وطالما أن الرجل يفتقد ذلك في بيته، حتما سيبحث عن ذلك خارجا، فإن كان يخاف الله سيتزوج على زوجته، وإن كان لا يكترث، فأكيد أنه سيقيم علاقات خارج اطار الزواج، والذنب هنا تشترك فيه المرأة وزوجها، لأنها هي التي دفعت به إلى ذلك، ماذا ستخسر إن هي تعاملت مع زوجها كما يحب وكما يرضى، ولتسأل كل زوجة نفسها، ما الذي يجده الزوج في أخريات ويفتقده فيها، الأنثى هي الأنثى، والمرأة هي المرأة، أهمس في أذن كل امرأة تريد الحفاظ على زوجها وبيتها وأولادها، أن تتعامل مع زوجها بطلاقة في الفراش مادامت لا تغضب الله، عليها ألا تخجل أو تقول هذا عيب وهذا لا يجوز، لأن الحفاظ على السعادة الزوجية لا يأتي إلا بالحفاظ على الزوج، والحفاظ على الزوج لا يأتي إلا بحسن المعاملة وتدليله وجعله يتوق لزوجته ولا ينظر لأخرى مهما كانت آية في الجمال".

يظل الزواج أقدس علاقة في الوجود، وتظل المحافظة عليها من أقدس ما يمكن القيام به، والدور هنا على المرأة وأيضا على الرجل، وتظل المتعة والسعادة في الفراش مسؤولية الاثنين والمبادرة لها ليست فقط من اختصاص الزوج أو حتى من اختصاص الزوجة، كما لا تعني أبدا الضعف أو الهوان فذلك لن يجلب سوى الشعور بالسعادة وبتحقيق الذات والاستقرار والاستمرار معا.
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 PM.


images