الحمل وبعض الأمراض



[light=FFFF33][/light]

بجانب أعراض الحمل الطبيعية والتغيرات الكثيرة التي تحدث فى جسم الحامل هناك بعض المتاعب والأعراض المرضية لذلك يجب بعد أن يثبت الحمل أن تذهب الحامل لزيارة الطبيب كل شهر وتزداد الزيارات فى الشهور الأخيرة والغرض من هذه الزيارات هو الحالة الصحية العامة وقياس ضغط الدم والوزن وفيما يلي بعض الأعراض المرضية التي قد تظهر فى فترة الحمل :-

أعراض الجهاز الهضمي

- غثيان الحمل الصباحي : تزول هذه الظاهرة مع تناول وجبة خفيفة وتجنب الأطعمة الدسمة والوجبات الثقيلة لكن إذا استمرت يجب زيارة الطبيب .

- الحموضة : قد تشعر الحامل بحرقان فى المعدة وخاصة فى النصف الثاني من الحمل وعادة يكون هذا الحرقان محتملاً ولكن إذا اشتد يجب على الحامل أن تطلب مشورة طبيبها.

- الإمساك وعسر الهضم : تحدث نتيجة ضغط الرحم على المعدة مما يؤدى إلى الإمساك وعسر الهضم ولعلاج هذه الحالة يجب الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة .

- البواسير : هى عبارة عن تورمات تصيب منطقة الشرج وتحدث آلاماً عند التبرز فإذا أصيبت بها الحامل وسببت لها مضايقات يجب أن تستشير الطبيب ولكنها تزول بعد الولادة.

* أعراض الجهاز التنفسي :

أعراض الجهاز التنفسي تنج أيضاً من تضخم الرحم وضغطه على الرئتين مما يسبب صعوبة فى النفس وخاصة فى الشهور الأخيرة عندما يصبح حجم الرحم كبيراً ويمكن التخفيف منها بالاستلقاء والراحة .


* أعراض الجهاز البولي :

فى بداية الحمل تشكو الحامل من كثرة التبول وبعد الشهر الثالث تجد صعوبة فى التبول ينجم عن تضخم الرحم فى الحوض وضغطه على المثانة وتخف هذه الظاهرة بعد ذلك عند ارتفاع الرحم لأعلى .

* أعراض الجهاز التناسلي :

يمكن أن تشعر الحامل بان هناك زيادة فى الإفراز المهبلي وقد يكون ذلك نتيجة التهابات بالمهبل . وفى حالة أى نزيف أو إفراز مهبلي يجب استدعاء الطبيب .

* متاعب بالساقين :

يحدث عادة فى النصف الثاني من فترة الحمل تورم بالكعبين خاصة إذا كانت الحامل تجلس أو تقف لفترات طويلة ولكنه يزول بالاستلقاء على الظهر مع رفع القدمين على وسادة . أما حدث الورم فى اليدين أو الوجه فيجب أن تستشير الحامل طبيبها فى الحال ومن المحتمل أن يحدث تورم بالساقين فى الشهور الأخيرة وهو لا يمثل إلا إذا كان يصاحبه ارتفاع فى ضغط الدم ونسبة الزلال فى البول . وفى الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل قد يحدث أن تشعر الحامل بتشنج فى عضلة الساق أو أعلى الفخذ نتجه ضغط الرحم على الأوعية الدموية ويمكن التخفيف من هذا بالتدليك أو مد وثني القدم .

* وقد تشكو الحامل من آلام بالظهر نتيجة تقوس الفقرات القطنية من العمود الفقري إلى الأمام وخاصة عند السير .

بعض أمراض الحمل

الحمل ومرض السكر :

مع التقدم العلمي فى علاج مرض السكر لم يصبح هذا المرض عائقاً فى تحقيق حلم كثير من الزوجات المصابات بالسكر فى الحمل والولادة كأي سيدة طبيعية بشرط أن تكون تحت أشراف طبي متخصص فى هذا المجال ولا داعي للخوف من آن يرث الأبناء مرض السكر فليست كل الأنواع وراثية والوقاية من المشاكل ممكنة ولا تحتاج لأكثر من عناية بسيطة لا تحتاج لأي مجهود.

كيف يتم تشخيص السكر أثناء الحمل :

عندما يظهر السكر فى بول الحامل لا داعي مطلقاً فهناك أسباب عديدة لظهوره ولكنه يدفعنا لإجراء تحليل الدم للسكر ويلاحظ أن نسبة السكر الصائم لدي الحامل تكون أقل بسبب تغذية الجنين عن طريق المشيمة وبالتبعية يقل نسبة الأنسولين فى الدم .

أما عمل منحني الجلوكوز بالدم فنلجأ إليه فى الحالات الآتية :

- ولادة سابقة لطفل كبير الوزن أو ولادة طفل ميت .
- إجهاض متكرر .
-الأم توأم لمريضة سكر أو لديها قريب أو أخ مصاب بالسكر .
-السمنة المفرطة مع الحمل .
-كثرة السائل الأمنيوس حول الجنين وكبر حجم البطن .

كل من الحمل والسكر يؤثر على الآخر فما هو تأثير الحمل على مريض السكر :
صاحب تغيرات فسيولوجية بالجسم بالغدد الصماء والتمثيل الغذائي لتوفير المواد الغذائية للجنين وهذه التغيرات قد تظهر السكر الكامن فى حالات الاستعداد الوراثي للإصابة بالسكر أو تزيد من حدة مرض السكر سواء أكان فى درجته الخفيفة أو الشديدة ويعتبر التحكم فى كمية الأنسولين أكثر صعوبة مع الحمل وعامة فإن الاحتياج للأنسولين يزيد بحوالي 50 – 100% خاصة فى الشهور الأخيرة من الحمل فالحمل يعتبر نوعاً من الضغوط العصبية والهرمونيه على جسم الحامل وقد يظهر السكر أثناء الحمل ويختفي بعده ليظهر فى الحمل التالي وهكذا وكما ذكرنا يجب معرفة ما قبل السكر أو الاستعداد الوراثي للسكر وربط ذلك بالعوامل المؤثرة والتي قد تظهر السكر أثناء الحمل وأهمها عمر السيدة عند حدوث الحمل ومدة المرض ومدي اتباعها لنظام العلاج الغذائي والطبي ومدي تأثير أطفالها السابقين مثل ولادة كبير الحجم وكذلك مدى شدة الإصابة وظهور المضاعفات بالعين أو بالكلى أو الدورة الدموية . والأن نتحدث عن تأثير مرض السكر على الحمل.

- زيادة كمية السائل الأمينوس المحيط وبالتالي كبر حجم البطن .
- يزيد احتمال التعرض للإجهاض فى الشهور الأولى أو الولادة المبكرة أو القيصرية كما تزيد احتمالات حدوث النزيف بعد الولادة .
- مريضة السكر وخاصة المصابة بمضاعفات بالكلى أو ارتفاع ضغط الدم يزيد تعرضها لحدوث تسمم الحمل فى الشهور الأخيرة .

وكثيراً ما تسأل الحامل عن مدي خطورة مرضها بالسكر على الجنين والواقع أن نسبة ظهور السكر فى الوليد نسبة قليلة جداً لا تتعدى 1 – 2% ولا تستدعي مطلقاً قلق الأم وخوفها من الحمل ولكن المطلوب منها فقط هو عدم الأقدام على الإنجاب قبل أن تسيطر تماماً على مرضها وفى الحالة لا يكون هناك أي ضرر من الحمل وتقل بدرجة كبيرة حدوث تشوهات بالجنين .

تأثير مرض السكر على الجنين :

ارتفاع نسبة السكر فى الدم يصاحبها ارتفاع مماثل فى دم الجنين مما يستحث بنكرياس الجنين لإنتاج مزيد من الأنسولين وهذا يؤدي إلى تضخم الجنين وزيادة وزنه وبالتالي صعوبة الولادة وأحياناً قد يحدث توقف فى نمو الرئتين مما يسبب صعوبة التنفس بعد الولادة . ومريضة السكر غير المنتظم والتي تهمل علاجها ولا تهتم بتنظيم الغذاء خاصة فى أسابيع الحمل الأولى قد تتسبب فى تشوهات خلقية بجنيهنا لأنه فى هذه الفترة تنمو وتتشكل أعضاء الجنين .

وفى بعض الحالات السكر غير المنتظم مع حدوث حموضة الدم وزيادة الأسيتون قد تحدث وفاة للجنين داخل رحم الأم أو إصابته بالتخلف العقلي كما تحدث كذلك فى حالات انخفاض سكر الدم بسبب زيادة الأنسولين لفترات طويلة وعامة فان العلاج بالأنسولين بعد اكتشافه أدي إلى انحسار خطورة المرض على الجنين وانخفاض نسبة المواليد من 40% إلى 5% فقط .

تأثير مرض السكر على الوليد

- كبر حجم الجنين يسبب صعوبة الولادة وتعرض المولود للإصابة .
- الجنين كائن يعتمد على دم أمه فى غذائه وبعد الولادة يفقد هذا المصدر مما يؤدى إلى انخفاض السكر فى دمه وكذلك الكالسيوم .
- زيادة كرات الدم الحمراء عن الطبيعي
- التعرض لصفراء حديث الولادة
- ضيق التنفس عدم مقدرة الرئة على الامتلاء بالهواء خاصة فى حالات الولادة المبكرة .


الوقاية والعلاج :

- استعمال أقراص منع الحمل قبل الحمل تزيد من المقاومة للعلاج بالأنسولين كما تزيد من مضاعفات السكر على العين والكلى ولهذا يراعى تجنب هذه الأقراص فى مريضة السكر يقدر الإمكان ولو استعملت للضرورة فلا تطول الفترة .
- عدم الإقدام على الحمل قبل السيطرة الكاملة على المرض وكذلك فى حالات الاضطراب النفسي أو وجود مضاعفات شديدة بالكلى أو بشبكية العين .
- يفضل الاكتفاء بطفل أو اثنين على الأكثر فالحمل المتكرر يزيد من حدة المرض وخطورة مضاعفاته ولهذا ينصح البعض بعملية تعقيم بعد الطفل الثاني .

مشاكل الحمل

بعض المشكلات وكيفية تلافيها وعلاجها حفاظاً على صحة الأم والجنين :

* الحمل خارج الرحم :

بعد خروج البويضة من المبيض تبدأ رحلتها فى قناة فالوب التى تصل بين المبيض وارحم وتستغرق هذه الرحلة سبعة أيام حتى تصل البويضة إلى تجويف الرحم ثم تنغمس فى الجدار الخلفي للرحم حيث تبدأ فى النمو وتكوين المشيمة والجنين . وبين كل ثلاثمائة وخمسين حالة تقريبا هناك حالة واحدة تفشل فيها البويضة فى الوصول إلى الرحم ومن ثم تلتصق بجدار قناة فالوب ومن الطبيعي ألا يستمر هذا الحمل لأن جدار الرحم غير مهيأ لهذه العملية فينهى بالإجهاض فيها بين الأسبوعين السادس والثاني عشر من الحمل . وهناك ثلاث أماكن يحدث فيها الحمل خارج الرحم أي التصاق البويضة وهى الأبواق أو تجويف البطن أو المبايض .

وأسباب حدوث الحمل خارج الرحم يكن أما عيب فى البويضة نفسها أو فى الأبواق وهذا هو الأكثر انتشاراً فقد تضل البويضة الطريق بدلاً من أن تبدأ رحلتها من تجويف البطن إلى البوق تسبح فى هذا التجويف نفسه وتلتصق به ويقع الحمل فى تجويف البطن أي خارج الرحم . أو قد تضل البويضة الطريق إلى البوق الآخر فتلتصق به ويحدث الحمل خارج الرحم أيضاً .

وفى نفس الوقت قد تكون الأبواق ضيقة أو بها فتحات جانبية أو تكون طويلة جداً أو مصابة بالتهابات أو يكون بالبوق جزء من الغشاء المبطن للرحم وفى كل هذه الحالات فإن احتمال الحمل خارج الرحم قائم بل ومؤكد .

وإذا حدث الحمل داخل البوق نفسه فانه لا يكتمل فليس لدية كما لدي الرحم الاستعداد الطبيعي للتمدد ولذلك فإنه لا يحتمل نمو الجنين ومن هنا فإنه ينفجر فى نهاية الشهر الأول أو الثاني ويحدث نزيف داخل البطن يهدد حالة السيدة الحامل الأمر الذي يتطلب إنقاذها فوراً بعملية جراحية عاجلة .

أما إذا حدث الحمل داخل تجويف البطن فهناك فرصة لاكتماله حتى الشهر التاسع لأن التجويف لدية استعداد للتمدد ولكن هناك أخطاراً لأن المشيمة تكون لاصقة بالأمعاء أو الكبد ويحدث نزيف فى أي فترة من فترات الحمل يتطلب جراحة للحامل حتى لا تصاب بمضاعفات ومنعاً لأي احتمالات تشوه الجنين التي تحدث فى أكثر من 50% من هذا النوع من الحمل .

* أعراض الحمل خارج الرحم

تشعر الحامل بآلام شديدة أسفل البطن غالباً ما تكون مصحوبة بنزول دم ويستطيع الطبيب فى هذه الحالة بالكشف العادي أن يكتشف أن الرحم فعلاً خال من الحمل ومن ثم يمكنه أن يحدد ما إذا كان قد حدث فى الأبواق أو المبيض أو التجويف البطني لذلك فإن الزيارات الدورية للطبيب المختص وإبلاغه بكل الأعراض الغربية الطارئة هى الأسلوب الأمثل لمواجهة هذه المشاكل والتقليل من المخاطر إلى حد بعيد .

وكذلك على سيدة ألا تهمل علاج الالتهابات مهما كانت مهما بسيطة ومن الضروري أن العلاج فى المراحل الأولي .