كيف نعلم أبناءنا فن الإتيكيت؟؟
في الواقع يمكن تدريب وتعويد الطفل على كل أنماط السلوك الإسلامي وكل الآداب والأخلاقيات الإسلامية: آداب الطعام والشراب، آداب المشي، آداب الجلوس، آداب النوم، آداب اليقظة، آداب التحية، آداب الأسرة، آداب الحديث .. إلخ.
والأبوان المسلمان يعودان طفلهما هذه العادة بالوسائل الإيجابية:
القدوة، التلقين، المتابعة، التوجيه.
ولا بد من تكرار متابعتنا للطفل فهو يحتاج إلى التنبيه والتكرار عليه مرات عديدة لكي يفهم ويدرك فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يدرك مبدأ التكرار مع الأطفال فقال في معرض توجيهه لسلوك الآباء نحو أبنائهم: 'عودوهم الخير فإن الخير عادة'.
إذن ففي جميع الآداب والأخلاق يكون السياج المنيع لها عند الطفل هو العادة .. يتعلم الطفل هذه العادة تكرارًا ومراراً في كل موقف وفي كل لحظة، في كل مجلس ومكان.
فلا بد أن يتعلق الطفل أولاً بربه، وأن يعلم أن ما يفعله من آداب وأخلاق إنما هو لإرضاء الله وليس فقط لإرضاء الناس.
ولا بد أيضًا أن يجد الطفل القدوة التي تبرز له هذا الجانب الأخلاقي، فعندما يجلس الطفل على مائدة الطعام سيفعل كما يفعل والده ووالدته، فهو لا يأتي بسلوك من الخارج, فإن وجد والده كلما بدأ الطعام قال بصوت عال: بسم الله، لن ينفك الطفل عن تقليده أبدًا، وإن وجد والده كلما أراد الدخول على أحد طرق الباب واستأذن فلن ينفك الطفل عن هذا السلوك أيضًا، فالقدوة لها أكبر دور في غرس السلوك الصحيح عند الطفل.
أيضًا لا بد أن يكون لأبنائنا حظ من أوقاتنا لابد أن نكون معهم في كل موقف غريب عليهم يتعاملون فيه لأول مرة حتى نرشدهم إلى التصرف السليم فيه ولا بد أيضًا أن نشتري لأطفالنا مجموعة من القصص التي تتكلم عن آداب المسلم، وتكون بسيطة، وسهلة الأسلوب، ويحكيها الآباء لأبنائهم.
ومن الوسائل أيضًا أن يحفظ أبناءنا السور التي تتكلم عن الآداب مثل سور النور والحجرات وغيرهما.
إنه من الخطأ أن نحاسب أبناءنا على ما لم نعلمهم إياه.
عندها يقع الطفل في شعور الحيرة والذهول والشعور بالظلم، كيف لا وهو لا يدرك حجم الخطأ الذي وقع فيه لأنه أحدًا لم يرشده إليه.
ولكن الصواب أن نغرس في أبنائنا فن الذوق والاحترام والسلوك القويم منذ الصغر فيمارسون بعد ذلك هذا السلوك بتلقائية وبدون مجاهدة لأنفسهم وبدون أن يكون عليهم ضغط نفسي أو شعور أن الكل ينظر إليهم، أو أن الكل يريد أن يتصيد أخطاءهم، ويظهرهم دائمًا في صورة المقصرين.
حفظكم الله تعالى ورعاكم وأعانكم على رعاية الأمانة وأدائها كما أمر ربها وجعل أبناءنا قرة أعيننا
اللهم آمين :20: