الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن دوائر الصرف الاجتماعية:
1- يتكون المجتمع من أسر ولكل أسرة ولي يسعى لتأمين احتاجاته وأسرته ويوازن بين دخله وصرفه. 2- على مر الأزمان تكون معيشة المجتمع وما يتكون منه من أسر واسعة العيش رغيدة وقد تكون شخيحة وفقيرة الموارد وبينهما. 3- مما مر بنا في هذا العصر يلاحظ مستقرئ وضع الأسر في الصرف أن الأسرة تكون في دائرة من خمس دوائر هي: 1/4- دائرة البقاء: هي تأمين ألزم الضروريات للبقاء من مسكن بسيط وأقل الاحتياجات اللازمة وهذا في ساعات الفقر والفاقة فيسكن الجميع في خيمة أو بيت بسيط وينحشر الجميع في غرفة أو نحوها. ولا تتطلب الأسرة المزيد وإن رغبت لم تقدر ولم تجد. 2/4- دائرة الضروريات: هي أوسع من دائرة البقاء حيت تتوسع الأسرة في السكن واحتياجات معيشتها إذا انفرجت أحوالها فتزيد غرف السكن ومرافقه وأثاثه بما يناسب والحصول على ما يمليه العصر من أجهزة كهربائية وسيارة تسد الحاجة وتنقل الأسرة. 3/4- دائرة الكماليات: في هذه الدائرة تتوسع الأسرة بعد زيادة مواردها في مازاد عن الضروريات كتعدد السيارات والسفر قدر المستطاع وبمدد قصيرة وأماكن قريبة ورخيصة والأجهزة والمرافق في السكن وتأثيثه وتجاوز الصرف إلى ما يمكن الاستغناء عنه لو قلت المواد. 4/4- دائرة الترف: تنتقل الأسرة لهذه الدائرة إذا زاد دخلها عن تغطية حاجتها الضرورية والكماليات فتستبدل السيارة بأفخم والسكن بأوسع وتنتقل للسفر الأبعد وبمدد أطول والتوسع في الهوايات والتفكير بالاستثمار والتجارة. 5/4- دائرة الإسراف: إذا زاد دخل الأسرة بأكثر من قدرتها على مرحلة الترف تحصل على ما لا تحتاج وتتوسع بالتملك والسيارات الفارهة والفخامة في التأثيث وحفلات باذخة ونحوذلك. 5- معيار كل دائرة هو كون الصرف يوتزي كامل الدخل فإذا زاد الصرف عن الدخل كالاستغراق بفخامة السيارات والهوايات غير المنتجة بحيث يتم البحث عن القروض والاستدانة مما يولد المشاكل في أفراد الأسرة وقد تصل للطلاق والتشتت. 6- ومن الخلل عدم وجود استثمار من الدخل والاعتماد على الدخل وحده في الصرف مع الانتقال لدائرة أوسع. 7- النتيجة: الخلل يكمن في انتقال رب الأسرة أو أحد أفرادها من دائرته التي يعيش في نطاقها للدائرة الأوسع مع وجود دخل لا يمكنه من ذلك لأن الدخل العالي الذي يصاحبه الصرف الباذخ لا يعتبر خللاً فالمصروف يمثل جزء بسيط من الدخل مع استثمارات توفر الرفاهية في الصرف فمن يملك مليار وييصرف خمسين مليوناً مثلاً فهي تمثل نسبة بسيطة من دخله. أمثلة: - استبدال السيارة المتواضعة بسيارة فخمة يتم تأمينها بأقساط تستهلك ثلث أو نصف الدخل. - الاستغراق في السفريات وحفلات المجاملات ونحوها. - الاستغراق في الهوايات غير المنتجة. - مجارات الطبقات الأدنى للطبقات الأعلى فالبقة المتوسطة تقلد الثرية والتي أدنى من المتوسطة تقلد المتوسطة. - الحرص على المجارات في المظاهر. 8- التجار وعمالتهم وكل من يتعامل معهم رب الأسرة وأفرادها يعاملون المستهلكين حسب مظاهرهم لا حسب حقيقة دخلهم لأنهم هذا ما يرونه منهم. 9- الصرف على الترفيه يغلب كثيراً على الصرف على الضروريات. 10- التوصيات: - الابتعاد عن الاقتراض والاستدانة. - البعد عن التقليد. - تغليب التفكير العملي المنطقي في الاستهلاك فالسيارة المعتدلة السعر تؤدي عمل السيارة الفارهة. - استقطاع جزء من الدخل ولو قليل دائم للاستثمار للطوارئ. - التخلص من أبواب استهلاك الدخل غير المنتجة وتأجيل ذلك ذلك لحين استيعاب الدخل لها. - تدريب الزوجة والأبناء والبنات على العقلانية في الصرف وتغيير التفكير الاستهلاكي لتفكير متوازن. - كلمة اقتصاد لا تعني عدم الصرف بل هي الموتزنة بين الدخل بكل عناصره مع الصرف بكل عناصره. - رأي الناس وننظرتهم للأسرة يستهلك أكبر من حجمه ويتارجح بين حب إظهار الأسرة بمظهر أفخم من دخلها وبين الحوف من الحسد. تنبيه مهم: لم أتطرق لباب الإنفاق في الخير ورعاية أفراد خارج الأسرة وغيرها من الأبواب لأي سبب ولا للمصاريف بسبب مشاكل وقضايا فهذه أبواب واسعة والخلل فيها كمثال يكون من عدم ترتيب الأولويات غالباً فمن يتصدق على أيتام وفقراء ويضيق على سرته لم يحسن الصرف ولا البحث عن الأجر. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|