صحيح السيرة النبوية - الصفحة 7 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-2019, 08:06 PM
  #61
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

10 - نصر الله رسوله بريح الصبا:
445 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أتت الصبا الشمال ليلة الأحزاب، فقالت: مري حتى ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت الشمال: إن الحرة لا تسري بالليل، فكانت الريح التي نصر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبا" (1).
446 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور) (2).
11 - تحول ميزان القوة بعد معركة الأحزاب:
447 - من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول حين جلى الأحزاب عنه: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم) (3).
448 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعًا كثيرة فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يغزوكم بعدها أبدًا ولكن نغزوهم) (4).
12 - وضع النبي صلى الله عليه وسلم السلاح بعد رحيل المشركين:
449 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: "لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من طلب الأحزاب، فنزل المدينة وضع لامته، واغتسل، واستجمر (5) ".
13 - من استشهد من المسلمين يوم الخندق:
450 - من حديث ابن شهاب الزهريّ قال: "استشهد يوم الخندق من الأنصار أنس بن معاذ بن أوس بن عبد عمرو، ومن الأنصار ثم من بني سلمة: ثعلبة بن عثمة" (6).
الفصل السابع غزوة بني قريظة وما بعدها من أحداث حتى الحديبية
المبحث الأول: غزوة بني قريظة
1 - أمر جبريل النبي عليهما السلام بالخروج إلى بني قريظة:
451 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخندق، ووضع السلاح، واغتسل أتاه جبريل - عليه السلام -، فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعناه، فاخرج إليهم، قال: (فإلي أين؟) قال: ها هنا، وأشار إلى قريظة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم" (7).
452 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من طلب الأحزاب رجع، فوضع لامته، واستجمر "زاد دحيم في حديثه" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فنزل جبريل - عليه السلام - فقال: عذيرك من محارب، ألا أراك قد وضعت اللأمة، وما وضعناها بعد)، فوثب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعًا، فعزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة، فلبسوا السلاح، وخرجوا فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس، واختصم الناس في صلاة العصر فقال بعضهم: صلوا، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرد أن تتركوا الصلاة، وقال بعضهم: عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي بني قريظة، وإنما نحن في عزيمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فليس علينا إثم، فصلت طائفة العصر إيمانًا واحنسابًا، وطائفة لم يصلوا حتى نزلوا بني قريظة بعد ما غربت الشمس فصلوها إيمانًا واحتسابًا، فلم يعنف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدة من الطائفتين" (8).
2 - مشاركة جبريل - عليه السلام - في محاربة بني قريظة:
453 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كأني أنظر إلى الغبار ساطعًا في زقاق بني غنم، موكب جبريل حين سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة" (9).
3 - حث النبي الصحابة على المسير إلى بني قريظة:
454 - من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة)، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتينهم، وقال بعضهم: بل نصلي، فلم يرد منا ذلك، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يعنف أحدًا منهم" (10).
4 - سبب الغزوة:
455 - من حديث سعيد بن المسيب رضي الله عنه "في سياق قصة الأحزاب": فبينما هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان يأمنه الفريقان، كان موادعًا لهما، فقال: إني كنت عند عيينة (بن حصن) وأبي سفيان إذ جاءهم رسول بني قريظة: أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم ... ، إلى أن قال: ... فناداهم: (يا إخوة القردة والخنازير!) فقالوا: يا أبا القاسم! ما كنت فاحشًا ... " وذكر الحديث (11).
فسبب غزوهم إذن هو نقضهم للعهد الذي كان بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -، في أحلك الظروف وأصعبها على المسلمين، في أثناء حصار الأحزاب للمدينة، وهذا السبب قد ثبت بطرق قابلة بمجموعها للاحتجاج بها، وقد ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أرسل الزبير بن العوام لاستطلاع خبرهم كما جاء ذلك في الصحيح (12).
5 - حامل راية المسلمين يوم بني قريظة:
456 - من حديث عروة قال: "وبعث عليًّا على المقدمة، ودفع إليه اللواء، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إثره" (13).
6 - مدة الحصار وكم استمرت:
457 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: في حديث طويل سبق ذكر جزء منه في إصابة سعد بن معاذ " .... قالت: فلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته (14)، وأذن في الناس بالرحيل أي يخرجوا، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمر على بني غنم، وهي جيران المسجد حوله فقال: من مر بكم؟ فقالوا: مر بنا دحية الكلبي، وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنه ووجهه جبريل - عليه السلام -، فقالت: فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة ... " (15).
7 - قصة أبي لبابة:
458 - من حديث عائشة السابق قولها: " ... فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، فلما اشتد حصرهم، واشتد البلاء، قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر، فأشار إليهم أنه الذبح" (16).
8 - حكم سعد بن معاذ في بني قريظة:
459 - من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد، فأتى على حمار، فلما دنا من المسجد قال للأنصار: (قوموا إلى سيدكم -أو خيركم- فقال: هؤلاء نزلوا على حكمك)، فقال: تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم قال: (قضيت بحكم الله، وربما قال: بحكم الملك" (17).
460 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخندق، وضع السلاح، واغتسل، فأتاه جبريل - عليه السلام -، وهو ينفض رأسه من الغبار فقال: قد وضعت السلاح والله ما وضعته، اخرج إليهم، قال النبي: (فأين؟) فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعد.
قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم، قال هشام: فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدًا قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب، فافجرها، واجعل موتتي فيها، فانفجرت من لبته، فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار -إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دمًا، فمات منها رضي الله عنه" (18).
461 - من حديث عائشة قالت: في الحديث الطويل الذي اجتزأنا منه أجزاء سابقة " ... قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنزلوا على حكم سعد بن معاذ)، فنزلوا، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد بن معاذ، فأتى به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه وحف به قومه، فقالوا: يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية، ومن قد علمت قالت: وأني (19) لا يرجع إليهم شيئًا، ولا يلتفت إليهم حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال: قد أنى (20) لي أن لا أبالي في الله لومة لائم.
قال: قال أبو سعيد: فلما طلع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (قوموا إلى سيدكم فأنزلوه) فقال عمر: سيدنا الله عَزَّ وَجَلَّ، قال: (أنزلوه)، فأنزلوه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (احكم فيهم) فقال سعد: فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وتقسم أموالهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لقد حكمت فيهم بحكم الله عَزَّ وَجَلَّ وحكم رسوله ...) (21).
وقد جاءت قصة نزول بني قريظة على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه من حديث جابر بن عبد الله، وسيأتي بلفظه في بيان عدد المقتولين من بني قريظة فانظر تخريجه هناك.
.................................................. ..........
(1) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 1349 - 140: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، كشف الأستار: 1811 وقال البزار: رواه جماعة عن داود عن عكرمة مرسلًا، ولا نعلم أحدًا وصله إلا حفص ورجل من أهل البصرة وكان ثقة يقال له: خلف بن عمرو.
(2) أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - نصرت بالصبا حديث رقم: 1035، مسلم في كتاب صلاة الاستسقاء باب في ريح الصبا والدبور حديث رقم: 900، وقد جاء من حديث أنس عند الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات كما قال الهيثمي: 6/ 65.
(3) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الخندق رقم: 4109، 4110، وأحمد: 4/ 262.
(4) كشف الأستار: 1810، وقال الهيثمي: 6/ 139: رواه البزار ورجاله ثقات، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: 7/ 405 إسناده حسن.
(5) المطالب العالية رقم: 4328، ونسبه لإسحاق بن راهويه، وقال ابن حجر: هذا إسناد حسن، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 140: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات".
(6) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 142، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح قلت: وهو من مرسلات ابن شهاب الزهريّ رحمه الله تعالى.
(7) أخرجه البخاري في المغازي، باب مرجع النبي من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة رقم: 4117، مسلم في الجهاد والسير باب جواز قتال من نقض العهد حديث رقم: 1769، أحمد في المسند: 6/ 56، 131، 141، 280 البيهقي في الدلائل: 4/ 5 وابن سعد في الطبقات: 2/ 76.
(8) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 140: رواه الطبراني: 19/ 79 - 80 رقم: 160، ورجاله رجال الصحيح غير ابن أبي الهذيل، وهو ثقة.
(9) أخرجه البخارى في المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب حديث رقم: 4118.
(10) أخرجه البخاري في المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب حديث رقم: 4119، مسلم في الجهاد والسير باب المبادرة بالغزو حديث رقم: 1770، وعبد الرزاق في المصنف: 5/ 369 - 370، وابن سعد في الطبقات: 2/ 74، والبيهقي في الدلائل: 4/ 6 - 7.
وقد جاء من حديث عائشة رضي الله عنها عند الحاكم في المستدرك: 3/ 34 - 35، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فإنهما قد احتجا بعبد الله بن عمر العمري في الشواهد، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
(11) انظر مصنف عبد الرزاق رقم: 9737, 5/ 368، من مرسل سعيد بن المسيب، مراسيله أصح المراسيل، والرواية صالحة للاحتجاج بها مع المتابعة، وأبو نعيم من مراسيل سعيد دلائل النبوة: 2/ 504 - 505، وقد ذكر ابن إسحاق وموسى بن عقبة سبب نقضهم بدون إسناد فانظره في سيرة ابن هشام: 3/ 325، وقد جاء من حديث عائشة، وأخرجه البيهقي في الدلائل: 4/ 1008، والحاكم في المستدرك: 3/ 34 - 35، وقال صحيح على شرط الشيخين فإنهما قد احتجا بعبد الله بن عمر العمرى في الشواهد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي وقال ابن كثير في البداية: 4/ 8 - 10، ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وغيرها، وبهذا يكون الحديث حسنًا.
(12) انظر حديث رقم: 434، وتخريجه هناك من حديث عبد الله بن الزبير.
(13) البيهقي في الدلائل: 3/ 14 ونسبه الحافظ في الفتح: 7/ 413 إلى الحاكم والبيهقي، وقال الدكتور أكرم العمري في المجتمع المدني ص: 154: وقد وردت آثار مرسلة تتقوى ببعضها إلى رتبة الحسن لغيره تفيد أنه بعث علي على المقدمة برايته.
(14) لامته: آلة الحرب من السلاح.
(15) سبق تخريجه حديث رقم: 440.
(16) انظر تخريج الحديث السابق.
(17) أخرجه البخاري في المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة حديث رقم: 4121، وقد جاء بأرقام عدة عنده: 3043، 3804، 6262، ومسلم في الجهاد والسير باب الحكم فيمن حارب ونقض العهد رقم: 1768 , أبو داود في الأدب باب ما جاء في القيام: 5215، 5216، وأبو يعلى: 1188، أحمد في المسند: 3/ 22، 71 والبيهقي في الدلائل: 4/ 18، وابن سعد في الطبقات: 2/ 75، وأبو نعيم في الحلية: 3/ 171، الطبراني في الكبير رقم: 5323.
(18) أخرجه البخاري في المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة الأحزاب رقم: 4122، وقد جاء بأرقام عدة: 463، 3901، 4117، مسلم في الجهاد باب جواز قتال من نقض العهد رقم: 1769، الترمذي في السير باب ما جاء في النزول على الحكم رقم: 1582 وجاء مختصرًا عند أحمد: 6/ 56، أبو داود في الجنائز باب في العياده مرارًا رقم: 3101، النسائي: 2/ 45، في المساجد، باب ضرب الخباء في المساجد.
(19) وأنى: أبطأ في الجواب وسكت عنهم، فلم يرد عليهم.
(20) أنى: آن لي أن لا أبالي فيهم.
(21) انظر تخريج الحديث رقم: 440، فإن هذا الحديث جزء منه.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 16-04-2019, 11:03 PM
  #62
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

- كيف ميز النبي بين الصغار والبالغين من بني قريظة:
462 - من حديث عطية القرظي، قال: (كنت من سبي بني قريظة، فكانوا ينظرون، فمن أنبت الشعر قتل، ومن لم ينبت لم يقتل، فكنت فيمن لم ينبت" وفي رواية أخرى زاد (فكشفوا عانتي، فوجدوها لم تنبت، فجعلوني في السبي" (1).
10 - عدد بني قريظة الذين قتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
463 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ، فقطعوا أكحله، فحسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنار، فانتفخت يده، فحسمه أخرى، فانتفخت يده، فنزفه، فلما رأى ذلك، قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة، فاستمسك عرقه، فنما قطرة قطرة، حتى نزلوا على حكم سعد، فأرسل إليه، فحكم أن تقتل رجالهم، ويستحيى نساؤهم وذراريهم، يستعين بهم المسلمون، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أصبت حكم الله فيهم)، وكانوا أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم، انفتق عرقه فمات" (2).
وقال الحافظ في الفتح " واختلف في عدتهم، فعند ابن إسحاق أنهم كانوا ستمائة، وبه جزم أبو عمرو في ترجمة سعد بن معاذ، وعند ابن عائذ من مرسل قتادة وكانوا سبعمائة، وقال السهيلي: المكثر يقول إنهم ما بين الثمانمائة إلى التسعمائة، وفي حديث جابر عند الترمذي والنسائي وابن حبان بإسناد صحيح أنهم كانوا أربعمائة مقاتل، فيحتمل في طريق الجمع أن يقال إن الباقين كانوا أتباعًا، وقد حكى ابن إسحاق أنه قيل: إنهم كانوا تسعمائة" (3).
11 - قصة المرأة التي قتلت من بني قريظة:
464 - من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: قالت: "لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة قالت: والله إنها لعندي تتحدث معي تضحك ظهرًا وبطنًا (4) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقتل رجالهم بالسوق إذ هتف هاتف باسمها: أين فلانة؟ قالت: أنا والله، قالت: قلت: ويلك وما لك؟ قالت: أقتل، قالت: قلت: ولم؟ قالت: حدثًا أحدثته (5)، قالت: فانطلق بها، فضربت عنقها، وكانت عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها تقول: والله ما أنسى عجبي من طيب نفسها، وكثرة ضحكها، وقد عرفت أنها تقتل" (6).
12 - إسلام بعض يهود بني قريظة وتقسيم أموال بني قريظة بين المسلمين:
465 - من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "حاربت قريظة والنضير، فأجلى بني النضير، وأقر قريظة، ومن عليهم حتى حاربت قريظة، فقتل رجالهم، وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبي فأمنهم، وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم: بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام، ويهود بني حارثة، وكل يهود المدينة" (7).
13 - موت سعد بن معاذ رضي الله عنه:
466 - من حديث عائشة الطويل الذي سبق ذكر أجزاء متفرقة منه قالت: " ... ثم دعا سعد قال: "اللهم إن كنت أبقيت على نبيك - صلى الله عليه وسلم - من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك، قالت: فانفجر كلمه (8) وكان قد برئ حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص (9) ورجع إلى قبتة التي ضرب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت عائشة: فحضره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، قالت: فوالذي نفس محمَّد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {رحماء بينهم} قال علقمة: قلت: أي أمه، فكيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد، ولكنه كان إذا وجد (10) فإنما هو آخذ بلحيته" (11).
14 - مشاركة الملائكة في حمله:
467 - من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: "لما أصيب أكحل سعد، فثقل، حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة تداوي الجرحى، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا مر به يقول: (كيف أمسيت، وكيف أصبحت؟) فيخبره حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها وثقل، فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله فقيل: انطلقوا به، فخرج وخرجنا معه، وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا، وسقطت أرديتنا، فشكا ذلك إليه أصحابه، فقال: (إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة، فتغسله كما غسلت حنظلة) فانتهى إلى البيت وهو يغسل، وأمه تبكيه وتقول:
ويل أم سعد سعدًا ... حزامة وجدًا
فقال: (كل باكية تكذب إلا أم سعد) "ثم خرج به، قال: يقول له القوم: ما حملنا يا رسول الله ميتًا أخف علينا منه، قال: (ما يمنعه أن يخف، وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم، قد حملوه معكم) (12).
15 - شهادة الرسول - عليه السلام - لسعد بالخير:
468 - من حديث عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال: "دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سعد وهو يكيد نفسه فقال: (جزاك الله خيرًا من سيد قوم، فقد أنجزت ما وعدته، ولينجزنك الله ما وعدك) (13).
16 - القبر ضم سعد بن معاذ:
469 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد) (14).
17 - اهتزاز العرش لموت سعد:
470 - من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اهتز عرش الرحمن لموت سعد) (15).
18 - مناديل سعد في الجنة:
471 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها فقال: (والذي نفس محمَّد بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا) (16).
.................................................. .......................
(1) أخرجه أبو داود في الحدود باب في الغلام يصيب الحد رقم: 4404، 4405، الترمذي في الجهاد والسير باب ما جاء في النزول على الحكم رقم: 1584 وقال: حسن صحيح، النسائي في الطلاق باب متى يقع الطلاق: 6/ 155، وابن ماجه في الحدود باب من لا يجب عليه الحد رقم: 2541، وأحمد في المسند: 4/ 310، 383، 5/ 311، 312 والحديث سنده حسن.
(2) أخرجه أحمد في المسند: 3/ 350، الدارمي كتاب السير باب نزول أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ: 2/ 238، الترمذي في السير باب ما جاء في النزول على الحكم رقم: 1582، وقال: حديث حسن صحيح، وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح: 7/ 414.
(3) فتح الباري: 7/ 414.
(4) ظهرًا وبطنًا: لا يبدو على ملامحها أثر الحزن.
(5) الحدث الذي أحدثته، طرحت الرحا على خلاد بن سويد فقتلته، فقتلها رسول الله به.
(6) أخرجه أحمد في المسند: 6/ 277، أبو داود في السنن رقم: 2671، والبيهقي في السنن: 9/ 82، وابن هشام في السيرة: 2/ 242، والحاكم في المستدرك: 3/ 35 - 36، وقال: صحيح على شرط مسلم: ولم يخرجاه، والطبري في التاريخ: 2/ 589، جميعًا من طريق ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع فسنده صحيح، وقال الساعاتي في الفتح الرباني: 21/ 85، سنده صحيح ورجاله ثقات.
(7) أخرجه البخاري في المغازي باب حديث بني النضير رقم: 4028، مسلم في الجهاد باب إجلاء اليهود من الحجاز رقم: 1766، أبو داود في سننه كتاب الخراج والإمارة .. باب في خبر النفير حديث رقم:3005.
(8) كلمه: جرحه.
(9) الخرص: الحلقة الصغيرة من الحلية, وهو حلي الأذن والمعنى أنه لم يبق من جرح سعد إلا مثل حلقة الخرص في قلة ما بقي منه.
(10) وجد: حزن.
(11) انظر تخريجه حديث: 440.
(12) أخرجه ابن سعد: 3/ 2 / 7 - 8 من طريق الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد، وإسناده حسن، وقد جاء حمل الملائكة لجنازته من حديث أنس، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم: 20414، والترمذي في المناقب باب مناقب سعد بن معاذ رقم: 3938، وقال صحيح غريب، والحاكم في المستدرك: 7/ 203، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي، والطبراني في الكبير: 6/ 12 - 13، رقم: 5345، وهو صحيح.
(13) أخرجه ابن سعد في الطبقات: 3/ 2 / 9 ورجاله ثقات.
(14) أخرجه أحمد في المسند: (6/ 55، 98) والبيهقي في إثبات عذاب القبر: من 82، والطحاوي في مشكل الآثار: 1/ 107. وللحديث شواهد من حديث ابن عمر عند ابن سعد في الطبقات: 3/ 430، والحاكم: 3/ 206، وصححه ووافقه الذهبي، والنسائي: 4/ 100 - 101، وسنده صحيح، ومن حديث ابن عباس؛ أخرجه الطبراني في الكبير رقم: 10827، 12975، وقال الهيثمي في المجمع: 3/ 46 - 47، رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون".
قلت: فيكون إسناده صحيح لغيره.
(15) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب مناقب سعد رقم: 3803، ومسلم في فضائل الصحابة باب فضائل سعد بن معاذ رقم: 2466، والترمذي في المناقب باب مناقب سعد رقم: 3748 وابن ماجه في المقدمة باب مناقب سعد رقم: 158، وأحمد: 3/ 327، وابن سعد في الطبقات: 3/ 430، والنسائي في فضائل الصحابة: ص: 36، والبيهقي في الدلائل: 4/ 29. والحديث متواتر جاء عن عشرة من الصحابة. انظر نظم المتناثر في الحديث المتواتر ص: 126.
(16) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة رقم: 3248، ومسلم في فضائل الصحابة باب فضائل سعد بن معاذ رقم: 2469، والترمذي رقم: 1777، والنسائي: 8/ 199، أحمد فى المسند: 3/ 111، 121، 206، 209، 229، 234، 238، 251، 277.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!



التعديل الأخير تم بواسطة صاحب فكرة ; 16-04-2019 الساعة 11:05 PM
رد مع اقتباس
قديم 18-04-2019, 09:41 PM
  #63
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

المبحث الثاني: زواجه عليه الصلاة والسلام بزينب بنت جحش
1 - إرسال زيد بن حارثة لخطبتها للرسول عليه الصلاة والسلام:
472 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "لما انقضت عدة زينب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد (فاذكرها علي) قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها (1) قال: فلما رأيتها عظمت في صدري (2) حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ذكرها، فوليتها ظهري ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب! أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئًا حتى أؤامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل عليها بغير إذن.
قال: فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس، وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعته، فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول الله! كيف وجدت أهلك، قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني. قال: فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه، فألقي الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب. قال: ووعظ القوم بما وعظوا به" لفظ مسلم (3).
وفي لفظ آخر عند مسلم من حديث أنس رضي الله عنه: "أن أم سليم أهدت إلى رسول الله طعامًا يوم زواج زينب فيقول: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بأهله، قال: فصنعت أمي أم سليم حيسًا، فجعلته في تور (4) فقالت: يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرئك السلام. وتقول: إن هذا لك منا قليل، يا رسول الله! قال؛ فذهبت بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت: إن أمي تقرئك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله!
فقال: (ضعه)، ثم قال: (اذهب، فادع لي فلانًا وفلانًا وفلانًا، ومن لقيت) وسمى رجالًا قال: فدعوت من سمى، ومن لقيت".
قال: قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة.
وقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أنس! هات التور) قال: فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه) قال: فأكلوا حتى شبعوا. قال: فخرجت طائفة، ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم، فقال لي: (يا أنس! ارفع). قال: فرفعت، فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت.
قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم -، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلم على نسائه، ثم رجع، فلما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه، قال: فابتدروا الباب، فخرجوا كلهم، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أرخى الستر، ودخل، وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى خرج عليَّ، وأنزلت هذه الآية.
فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأهن على الناس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ} إلى آخر الآية.
قال الجعد: قال أنس بن مالك: أنا أحدث الناس عهدًا بهذه الآيات وحجبن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -".
2 - نزول الحجاب:
473 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "أنا أعلم الناس بالحجاب، لقد كان أبي بن كعب يسألني عنه قال أنس: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عروسًا بزينب بنت جحش. قال: وكان تزوجها بالمدينة، فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجلس معه رجال بعد ما قام القوم، حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمشى، فمشيت معه حتى بلغ باب حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم، فرجع فرجعت الثانية، حتى بلغ حجرة عائشة، فرجع فرجعت، فإذا هم قد قاموا فضرب بيني وبينه بالستر، وأنزل الله آية الحجاب" (5).
3 - مفاخرة السيدة زينب:
474 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش، وأطعم عليها يومئذ خبزًا ولحمًا، وكانت تفخر على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت تقول: إن الله أنكحني في السماء" (6).
4 - شكوى زيد بن حارثة ومقالة رسول الله له قبل طلاقها منه:
475 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اتق الله، وأمسك عليك زوجك) قال أنس: لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتمًا شيئًا لكتم هذه، قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات" (7).
المبحث الثالث: مقتل أبي رافع سلام بن أبي الحقيق
476 - من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطًا إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلًا، وهو نائم فقتله" (8).
477 - من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع اليهودي رجالًا من الأنصار، فأمر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه، وقد غربت الشمس، وراح الناس بسرحهم، فقال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من البواب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة، وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب، فدخلت، فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق (9) على عود.
قال: فقمت إلى الأقاليد (10) فأخذتها، ففتحت الباب، وكان أبو رافع يُسْمَرُ عنده، وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره، صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابًا أغلقت علي من داخل، قلت: إن القوم نذروا لي لم يخلصوا إلى حتى أقتله، فانتهيت إليه، فهذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، فقلت: أبا رافع؟ قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت، فأضربه ضربة بالسيف، وأنا دهش فما أغنيت شيئًا، وصاح، فخرجت من البيت، فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟
فقال: لأمك الويل، إن رجلًا في البيت ضربني قبل بالسيف، قال: فأضربه ضربة أثخنته، ولم أقتله، ثم وضعت خبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابًا بابًا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي، وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته أم لا، فلما صاح الديك قام الناعي على السور، فقال: أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز، فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النجاء، فقد قتل الله أبا رافع، فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته، فقال لي: (ابسط رجلك)، فبسطت رجلي فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط" (11).
الفوائد المأخوذة من هذا الحديث:
2 - قتل من أعان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده أو ماله أو لسانه.
3 - جواز التجسس على أهل الحرب وتطلب غرتهم.
4 - الأخذ بالشدة في محاربة المشركين.
5 - جواز إبهام القول للمصلحة.
6 - جواز تعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين.
7 - الحكم بالدليل والعلامة لاستدلال ابن أبي عتيك على أبي رافع بصوته، واعتماده على صوت الناس بموته (12).
.................................................. ............
(1) تخمر عجينها: تجعل منها الخمر.
(2) عظمت في صدري: هبتها من أجل إرادة رسول الله الزواج منها.
(3) أخرجه مسلم في النكاح باب زوج زينب بنت جحش رقم: 1428 - 89 والنسائي في النكاح باب صلاة المرأة إذا خطبت واستخارتها ربها: 6/ 79 - 80، الفتح الرباني للساعاتي: 21/ 87 - 88.
وأما اللفظ الثاني فقد أخرجه البخاري في النكاح باب الهدية للعروس رقم: 5163، ومسلم في النكاح باب زواج زينب بنت جحش رقم: 1428/ 94.
(4) التور: الإناء.
(5) أخرجه البخاري في الأطعمة باب قوله تعالى {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} حديث رقم: 5466، مسلم في النكاح باب زواج زينب بنت جحش رقم: 1428/ 93.
(6) أخرجه البخاري في التوحيد باب وكان عرشه على الماء رقم: 7421، النسائي في النكاح باب صلاة المرأة واستخارتها ربها إذا خطبت: 6/ 79 - 80.
(7) أخرجه البخاري في التوحيد باب وكان عرشه على الماء رقم: 7420.
(8) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق، ويقال سلام بن أبي الحقيق كان بخيبر ويقال في حصن له بأرض الحجاز حديث رقم: 4038.
(9) الأغاليق: جمع غلق ما يغلق به الباب وهو المفتاح.
(10) الأقاليد: جمع إقليد وهو المفتاح.
(11) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق حديث رقم: 4039.
(12) فتح الباري: 7/ 345.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 21-04-2019, 11:03 PM
  #64
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

المبحث الرابع: قصة ثمامة بن أثال الحنفي
478 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ماذا عندك يا ثمامة؟) فقال: عندي يا محمَّد خير، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم، تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت.
فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان من الغد، فقال: (ما عندك يا ثمامة؟) قال: ما قلت لك. إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت".
فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان بعد الغد فقال: (ماذا عندك! يا ثمامة؟) فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم، تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال، فسل تعط منه ما شئت.
فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أطلقوا ثمامة) فانطلق إلى نخيل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، يا محمَّد! والله! ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله! ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا، والله! لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (1). واللفظ لمسلم.
فوائد من قصة ثمامة:
1 - جواز ربط الكافر في المسجد.
2 - جواز المن على الأسير الكافر، وتعظيم أمر العفو عن المسيء, لأن ثمامة أقسم أن بغضه انقلب حبًّا في ساعة واحدة لما أسداه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه من العفو والمن بغير مقابل.
3 - الاغتسال عند الإِسلام كما فعل ثمامة حين أسلم.
4 - الإحسان يزيل البغض وينبت الحب.
5 - يشرع للكافر إذا أراد عمل خير ثم أسلم أن يستمر في عمل ذلك الخير.
6 - الملاطفة لمن يرجى إسلامه من الأسارى إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام، ولا سيما من يتبعه على إسلامه العدد الكثير من قومه" (2).
7 - الإِسلام يغير سلوك المؤمن حي يضع المسلم قدراته تحت تصرف الإِسلام والمسلمين كما فعل ثمامة بعدم إرساله القمح لأهل مكة إلا بإذن من الرسول - عليه السلام -.
8 - ينبغي أن يخلع المؤمن على عتبة الإيمان وعند تركه للكفر كل علاقاته السابقة، والتزامه بأوامر رب العالمين بعد إيمانه.
المبحث الخامس: غزوة بني لحيان
كانت في أوائل السنة السادسة للهجرة على الصحيح كما قاله ابن كثير (3).
وقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه صلاة الخوف لأول مرة بعسفان كما جاء في:
479 - حديث أبي عياش الزرقي رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان، فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم.
قال: فنزل جبريل - عليه السلام - بهذه الآيات بين الظهر والعصر {وإذا كنت فيه فأقمت لهم الصلاة} قال: فحضرت، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذوا السلاح، قال: فصففنا صفين، قال: ثم ركع، فركعنا جميعًا، ثم رفع، فرفعنا جميعًا، ثم سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا وقاموا جلس الآخرون، فسجدوا في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء قال: ثم ركع فركعوا جميعًا، ثم رفع فرفعوا جميعًا، ثم سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما جلس، جلس الآخرون فسجدوا فسلم عليهم ثم انصرف، قال: فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين، مرة بعسفان ومرة بأرض بني سليم" (4).
480 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون: إن لهم صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر، فأجمعوا أمركم، فميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل - عليه السلام - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره أن يقسم أصحابه شطرين، فيصلي ببعضهم، وتقوم الطائفة الأخرى وراءهم ليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم تأتي الأخرى فيصلون معه، ويأخذ هؤلاء حذرههم وأسلحتهم، لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان) (5).
المبحث السادس: قصة العرنيين
481 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "إن ناسًا من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتكلموا بالإِسلام فقالوا: يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وراع, وأمرهم أن يخرجوا فيه، فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا، حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستاقوا الذود، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم، فسمروا أعينهم، وقطعوا أيديهم، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم). واللفظ للبخاري.
وأما رواية مسلم "أن نفرًا من عكل، ثمانية، قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبايعوه على الإِسلام، فاستوخموا الأرض، وسقمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألا تخرجون مع راعينا في إبله، فتصيبون من أبوالها وألبانها؛ فقالوا: بلى، فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها، فصحوا، فقتلوا الراعي وطردوا الإبل، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبعث في آثارهم، فأدركوا فجيء بهم، فأمر فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا) (6).
.................................................. ........................
(1) أخرجه البخاري في المغازي باب وفد بني حنيفة، حديث ثمامة بن أثال: رقم: 4372، مسلم في الجهاد والسير باب ربط الأسير وحبسه، وجواز المن عليه رقم: 1764، أبو داود في السنن الجهاد باب في الأسير يوثقه رقم: 2679، النسائي في الطهارة باب تقديم غسل الكافر إذا أراد أن يسلم: 1/ 109 - 110 باختصار، وأحمد في المسند كما في الفتح الرباني: 21/ 88 - 89.
(2) فتح الباري: 8/ 88 - 89.
(3) السيرة النبوية ابن كثير: 3/ 285.
(4) أخرجه أحمد في المسند: 4/ 59 - 60، أبو داود في الصلاة باب صلاة الخوف رقم: 1236، النسائي في الصلاة صلاة الخوف: 3/ 176 - 178، والحاكم في المستدرك: 1/ 337 - 338 وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(5) أخرجه أحمد في المسند: 2/ 522، الترمذي في التفسير سورة النساء حديث رقم: 3038، وقال الترمذي حسن صحيح، النسائي: 3/ 174 كتاب صلاة الخوف.
(6) أخرجه البخاري في المغازي باب قصة عكل وعرينة حديث رقم: 4192، وقد أورده في مواطن أخرى كثيرة تبلغ أربعة عشر موضعًا، مسلم في صحيحه في القسامة باب حكم المحاربين والمرتدين حديث رقم: 1671، أبو داود في الحدود باب ما جاء في المحاربة حديث رقم: 4364، والترمذي في الطهارة باب ما جاء في بول ما يؤكل لحمه حديث رقم: 72، والنسائي في كتاب التحريم: 7/ 94، 95، 97، 98، وابن ماجه في الحدود حديث رقم: 2578، وأحمد في المسند: 3/ 107، 163، 170، 177، 198، 205، 233.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 PM.


images