الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
هل أنت مسحور.
السحر يتم تعريفه بقوله تعالى حكاية عما حدث لنبيه موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والتسليم ( يُخٓيٌٓلُ إليه من سحرهم أنها تسعى ) الآية. والحقيقة أنها حبال وعصي لا تسعى ولكن قال تعالى عن شعور موسى ( فأوجس خيفة موسى) الآية وهذا يعني أن للسحر حقيقة وتأثير.
وخلاصته هو أنه يجعلك تفعل ما لا إرادة لك فيه ولو لم يؤثر عليك ما فعلت والسحر باب واسع متشعب بسطها ممكن في دروس أخرى وهذه المقدمة لسحرٍ من نوعٍ جديد.
وهو سحر الهاتف الذكي وإليكم مظاهر هذا السحر.
1- فور الاستيقاظ من النوم وقبل الذهاب للحمام - أكرمكم الله - نفتح الهاتف الذكي.
2- قبل الدخول للمسجد مباشرة نقفل الجوال ومن الناس من يستمر حتى قرب الصف.
3- بعد الخروج من المسجد مباشرة وقبل إتمام الذكر والأوراد نفتح المسجد.
4- في المجالس اليومية مع الأسرة الكل فاتح الجوال وحتى من ينتقد هذه الظاهرة في ذات المجلس تناله العدوى.
5- الحديث عما في الهاتف الذكيمن برامج وتطبيقات.
5- أصبح كبار السن يبتلعون خبراتهم في الحياة وحل محلهم السنابيون والسنابيات.
6- صار وسيلة إسكات الأطفال حتى الرضٌع هو العاتف الذكي.
7- تغيرت عادات وسلوكيات كل أفراد الأسرة بما يمليه الهاتف الذكي.
8- المناسبات والتواصل الاجتماعي تم اختزالها برسائل
9- الأغلب وعلى المستوى الفردي مشترك مع مجموعات ومتابِع وأو متابٓع بررنامج وأكثر.
10- أصبح باباُ لنشر كل ما يخص الأسرة ليحقق فخر أو كيد أو غيرها.
وغير ذلك مما سيطر على سلوكنا هذا الجهاز.
ويتفق الجميع على أن الصحيح أن نسيطر عليه لا أن يسيطر علينا وأن الأولى ترشيد إدارة الوقت بما ينفع ولكن لا نطب وتسرقنا سكين هذا الجهاز الناعمة ومن هنا وفي هذه النقطة تفسير لكلمة هل أنت مسحور فنحن نفعل ما نكره ولا نغيره إلى ما نحب.
ولا أحد ينكر الفوائد الجمة لهذا التطور التقني.
بمقابل هذا أنقلكم معي إلى صورتين الأولى ما تنقله وسائل التواصل عن طلاب تحفيظ القرآن الكريم في دولٍ. إسلامية فقيرة ومع مظاهر الفقر المدقع فهم يتنافسون في حفظ وخدمة كتاب الله.
والصورة الأخرى ما تم نقله عن علماء صدر التأليف الإسلامي قبل المطابع مما كتبوا من العلم بخط أيديهم.
وننتقل بعد ذلك لما تيسر لنا من خدماتٍ علمية من جمع كتب إسلامية بشتى العلوم وسهولة البحث والرجوع للمعلومة
وحجم الموسوعات العلمية بشتى العلوم الدينية والدنيوية والتي يحتسب فيها علماء أفذاذ نذروا علمهم وجهودهم وأموالهم لهذا الناتج من أبواب الخير وتنتهي هذه الرسائل بالعبارة الكريمة إنشر تؤجر فننشر ولا نستفيد من ذلك على المستوى الشخصي فنحن مشغولون بالمقاطع وسماجات السناب وغيره.
ومن أبواب الخير التي نتأدب من نماذجها حضرت زواج أخد الشباب في إحدى القرى وذكر لي أهل الزوجة أن هذا الرجل مؤذن لمسجد القرية منذ خمسين سنة ويختم كل ثلاثة أيام قراءة كتاب الله الكريم وكلما بٓلٍي مصحف وضعه في درجٍ عنده وأحضر آخر جديدًا ليعيد تأهيلها بشكل جماعي في المدينة.
فكم من ثلاثة أيام مرت علينا.
أقول لكم هذا من باب التفكير بصوت مسموع وكأني أبحث عن علاج لهذا السحر.
وختاما أجيب لنفسي على سؤالي في بداية الدرس
هل أنت مسحور وأقول نعم أنا مسحور رغم أني استعنت بالمسبحة وتخفيف القروبات والبرامج ولكن ما زلت مسحور.
وأسألكم ما هو العلاج.

__________________

لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.