رد: ارغب بالثانيه
أخي العزيز .. موضوع التعدد موضوع حساس جدًا ، وإياك تفكر أن يوجد امرأة ( تحب ) يتزوج عليها زوجها بأخرى ..
قد ترضى وهذا يكاد يكون قليل جدًا ، والغالب يرفضن والأسباب :
1ـ الغيرة الطبيعية للمرأة ولهذا الإسلام لم يحرم الغيرة لكن جاء ليهذبها ولا يجعلها تخرج عن الحدود الشرعية ، مثل ما فعلت أم المؤمنين عائشة حينما أرسلت أم سلمة طعامًا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجرة عائشة ، فلما رأت عائشة الطبق في يد الخادم كسرته ! . فعلق النبي بقوله : ( غارت أمكم )، فشعرت بعدها بحزن ، وقالت للرسول صلى الله عليه وسلم : ما كفارته ؟ يعني اعترفت بالغلط ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( طعاط بطعام وإناء بإناء ) .
زوجات النبي صلى الله عليه وسلم خيرة نساء العالمين كنَّ حزبين ، حزب عائشة ، وحزب صفية ..
وقد قلنا لصفية إن أنت إلا يهودية ، وهن زوجات النبي .
بل عائشة كانت تغير من خديجة وهي ميتة قبل أن تولد !!.
2ـ ضغط واقعي ، والإعلام يحارب التعدد وأنه شهوانية وكلام أكذب منه لا يوجد ، وشوف الحضارة الغربية ماذا فعلت : علاقات بالمجان وأبناء غير شريعين غالب بلادهم ...
3ـ ممارسات خاطئة أفسدت جمال وروح التعدد الذي أباحه الله ..
تجد زوج يفرط في الأولى من أجل الثانية أو العكس ..
لهذا أقول منطلقًا من الشرع والواقع :
لا أنصح بالتعدد لأي أحد إلا لمن : كان قادرًا عليه وله به مقصد كالاستمتاع بما أباح الله ، والعدل في النفقة والمبيت .
لا مانع من فتح الموضوع كجس نبض مع الزوجة الأولى ، فإن رأيت موافقة ولو بشروط فالحمد لله ، وإن رأيت رفض الموضوع أخبره بأنك تفكر في الزواج بثانية حتى لو غضبت ذكرها بالله .. وأن هذا حق طبيعي ما دام لا أقصر عنك في نفقة وفراش ومبيت ..
وكن صامدًا في هذا ولا تقبل التنازل ، ستقول ما أسهل الكلام وأصعب الفعل ..
سأقول لك بصراحة الأمر فيه صعوبة لكن لابد من الإصرار وأن الأمر جاد لا يقبل المزاح وأنا ما فعلت إلا الذي أباحه الله .. ولن أقصر فيما ذكرت ، وأنا قد أرحت ضميري ..
ربما تغضب وتترك البيت والأولاد لك ، وربما طلبت الطلاق ..
فأتركها وقل لها بلسان العقل : تتركين هذا كله من أجل أنني فعلت أمر الله أباحه لي ،
والله يقول : (( زين للناس حب الشهوات من النساء .. ))
والله يقول : (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ))
والنبي : (( حبب إليَّ من دنياكم : النساء والطيب ))
أين الحب والتضحية ، هذه لو تفكرين قمة الأنانية ..
ثم قلها من طريقك أو طريق غيرك كأختها أو أختك لو سلمت لك بالطلاق ، من يرضى يتزوج امرأة معها أولاد ؟!
قد تعتبرينه طعنة في حقك أنني تزوجت عليك ،لكني كنت وفيًا لك من الدرجة الأولى بحيث ما خنت الله ولا خنتك بارتكاب المحارم ..
ولا تنس أن تدعو الله أنه ييسر لك الأمر ..
وعالج الأمر بالحسنى والحكمة وإياك الضرب ورفع الصوت .. لكن عليك بالاصرار وسوف تصل بإذن الله لمبتغاك ..
__________________
محمد بن محمد الجيلاني
مهتم بالكتابة حول شؤون الأسرة