زوجتي مريضة نفسيا .. آلم وحسرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي واخواتي .. سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته.
هذه مشاركتي الأولى في المنتدى وارغب بطرح مشكلتي للحصول على استشارتكم وارائكم وكي يستفيد كل من يعاني أو تعاني من هذه القضية.
راجيآ من الله العلي القدير أن يرشدني واياكم لما فيه الخير لي في ديني ودنياي.
اقول بعد التوكل على الله أن قصتي بدأت بنهاية العام 2012 م حيث ارتبطت بزوجتي حاليا ثم غادرنا سويآ لخارج المملكة من اجل الدارسة وهناك رزقت بطفلي الأول حيث اقامت زوجتي معي في الخارج حدود 3 سنوات.
بعد الفراغ من الدراسة عدنا من الخارج ثم زرقت بعدها بطفلتي الثانية واستقرت امورنا (فترة 6 اشهر ) وبفضل الله تمكنت خلالها من الحصول على عمل براتب مجزي والتحقت زوجتي بإحدى الجامعات.
كانت هذه نبذة بسيطة عن تاريخ العائلة.
أما الأن سأتحدث عن المشكلة والتي بدأت فعليا بعد 6 اشهر من عودتنا من الخارج حيث لاحظت ان زوجتي بدا أنها كثيرة السهر وقليلة الإهتمام بشؤون المنزل. وسرعان ما تفاقمت حالتها حيث اصبحت كثيرة الكلام وعصبية المزاج وبدأت تستمع للأغاني وتحب الرقص على غير عادتها ثم ما ان لبثت حتى تحولت خلال ايام إلى شخصية اخرى لم اعهدها من قبل حيث اصبحت ذات نشاط عالي وفرحة ونشوة وغناء طوال الوقت وانعدام النوم ليومين.
عند حدوث هذه التغيرات استدعيت والديها وبعد مشاهدتها قررنا أن نرقيها عند احد المشايخ وفعلا عرضنها على أكثر من شخص بدون نتائج .ففي كل مرة تمسك القران بنفسها وتقرأ مع الشيخ نفسه بل انها مواظبة على التحصينات يوميا وجميعهم أكدوا أن ليس بها شيء.
عندها قررت نقلها لمستشفى الصحة النفسية وكان هناك إعتراض شديد من بعض افراد عائلتها حيث يصرون أن بها سحر أو مس ورغم ذلك اصررت على رأيي ونقلتها للمستشفى وهناك كانت الصدمة الكبرى لي.
بعد عرضها على الطبيب شخصت حالتها بأنها (اضطراب وجداني ثنائي القطب).
فوضت أمري إلى الله وحمدته حمدا يليق بعظمته وجلاله على كل شي.
صدمتي الكبرى انني اكتشفت ان عائلة زوجتي مصابة بهذا المرض النفسي ومتوارث فيهم وشقيقات زوجتي يعانين منه وكذلك اخوها الأكبر ويبدو لي ان زوجتي مريضة من قبل ان اتزوجها ولكن الأعراض بدات متأخرة. فالطبيب قال أن أعراض هذه المرض تبدا من عمر 25 الى 30 وتزيد عند النساء بعد الحمل.
بدات آتأقلم واتعايش مع زوجتي وهي مرحلة ليست سهلة ابدا ويعرفها من ذاق مرارة التجربة مع (مريض نفسي) .
المهم بدأت زوجتي في اخذ العلاج النفسي والحمدلله تحسنت حالتها تدريجيا وعادة كسابق عهدها وحمدت الله كثيرا ان من بالشفاء عليها.
لكن في الحياة منغصات فأهل زوجتي بسبب جهلهم وتعلقهم بالسحر والمس والهوس ظلوا يحضرون لزوجتي زيوت وماء مقري عليها وخلافه ويطلبون منها إستخدامه.
فطلبت منهم بعد إكتشافي ذلك التوقف نهائيا عن إحضار هذه الأشياء وترك ابنتهم تأخذ علاجها ولكن يبدو أن القطار قد فات. لان حين عودتي للمنزل وجدت زوجتي في استقبالي وقد دخلت في النوبة الهستيرية وبدات بتحطيم المنزل وتكسير النوافذ والابواب والتلفاز والمطبخ وغيرها وكذلك الكتابة على جدران المنزل بالفحم وكان ذلك كله أمام مرأى أهلها واكتشفت ان اهلها نصحوها بترك العلاج منذ شهرين والإستمرار على الزيوت والماء المقرئ واقنعوها بأنها ليست مريضة نفسيا ويجب التوقف عن العلاج.
عندها لم اعد اطيق العيش معها واخذت اطفالي وذهبت لمنزل والدتي واهل زوجتي اخذوا ابنتهم كي يعرضوها على شيخ في الجنوب.
بعد اسبوع اتصل علي والدها واخبرني ان حالتها ساءت وانه ادخلها قسم التنويم بمستشفى الصحة النفسية وظلت هناك مدة شهر كامل.
في المستشفى تحسنت كثيرا وكنت ازورها في كل اسبوع مرة.
وحينما حان موعد خروجها اخذت عليها العهد والوعد ان تستمر على علاجها بحضور اهلها ووافقت وعاهدتني على ذلك وعدنا للمنزل.
بعد خروجها ظلت مدة شهرين من اجمل ما يكون بل احيانا ارى انها اجمل من اول يوم شاهدتها فيه لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , حيث عادت لوضعها السابق بعد توقفها عن العلاج بحجة انها ليست مريضة نفسيا وانها اكبر من ذلك وانني انا زوجها من يجب عليه اخذ هذه الأدوية وماهي إلا فترة بسيطة ثم دخلت في نوبة هوس مرة اخرى وعلى اثرها دخلت المستشفى مرة اخرى لمدة 3 اسابيع.
ظللنا على هذه الحالة تخرج من المستشفى وتواظب على العلاج ثم ما تلبث ان تتركه وبالتالي نعيدها للمستشفى لأنها تكون في نوبة هوس (تقريبا 4 مرات الأن متوسط الإقامة في المستشفى لكل مرة 14 يوم بإستثناء اول مرة) كل ذلك بسبب انها تتوقف عن العلاج بحجة انها ليست مقتنعة بالعلاج النفسي.
الوضع هذه تقريبا له (اكثر من سنتين) ولا اخفيكم كتبت لكم اليوم لأني اكتشفت انها توقفت عن اخذ احد الأدوية منذ 3 ايام واتوقع قريبا ستترك البقية وستعود لنوبات الهوس قريب جدا.
علما اني نصحتها ودائما انصحها بالمواظبة على العلاج فهو الحل بعد الله سبحانه وتعالى ولكي نحافظ على بيتنا واولادنا ولكنها لا تستجيب.
حقيقة اني لم اعد اطيق العيش معها طالما انها لا تأخذ العلاج واصبحت اعاني من مشاكل في العمل بسبب تغيبي وتأخري واستئذاني اما لمراجعة المستشفى او امور طارئة تحدث اثناء غيابي مما يحتم علي العودة.
حياتي الشخصية لم تعد لها طعم والمشاكل تحيط بي من كل حدب وصوب وافكر في ابنائي والمستقبل المجهول الذي ينتظرهم. فأنا أحبهم كثيرا وابكي في غيابهم ولكن في الجهة المقابلة لم اعد اطيق العيش مع زوجتي وهناك نفور منها خصوصا اثناء نوبتها الهستيرية واخاف ان يصيبني مرض بسبب هذا الوضع ولن انتظر حتى حصول ذلك.
أنا عمري 28 سنة ومقتدر ماليا ولله الحمد والأفكار تروادني بتطليق زوجتي والزواج من أخرى واحيانا اقول اتزوج بأخرى ولا اطلق زوجتي بل أتركها عند اهلها وأزورها بين فترة واخرى.
ذلك لأني اعلم يقينا بأنها ستزداد سوء فيما لو طلقتها وربما تركها على ذمتي افضل للأولاد ولكن لازالت المسؤولية على عاتقي.!
اخيرا , كلما اتذكر ان هذا المرض متوارث في اهل زوجتي اشعر انهم اغتالوا حياتي وقتلوا فرحتي وظلموني وظلموا ابنتهم.
اخوتي اسف على الإطالة ولكني تائه ومحتار في امري :
هل اصبر على زوجتي واقنعها بالعلاج مرة اخرى؟ (بدون علاج لا يمكن الإستمرار معها لأنها تصبح عدوانية وربما تؤذي نفسها أو تؤذيني أو الأطفال)
هل ابدأ بالبحث عن زوجة ثانية استطيع من خلالها إستعادة حياتي والتعويض عن معاناة السنتين ونصف والعيش بأمان وإطمئنان؟
أطفالي ومستقبلهم فأنا المسؤول أمام الله عنهم دائما افكر فيهم فيما لو تركت امهم.
أحتاج نصائحكم وارشاداتكم فوالله انني تائه واضطررت لأخذ اجازة من عملي حتى اتخذ فيها قراري النهائي.
اسف على الإطالة وانتظر ردودكم ومشاركاتكم.