الواقع أن كل شخص منّا لايعرف شخصيته، ونتفاوت في معرفة ذلك، لكن لا يوجد إنسان يعرف شخصيته الحقيقة وكما هي 100% ، هناك من لايعرفها نهائياً وهناك من يعرف جزء يسير منها على سبيل المثال 10% وهناك من قد يعرف 50% منها وكلما زادت النسبة كلما قل عدد من يعرفون شخصيتهم.
يعيش المرء طيلة حياته وهو يظن أنه يعرف نفسه جيداً ويعرف طبيعتها، والحق أن الناس الآخرون يعرفون شخصيته أكثر منه هو، وحتى أولئكَ الآخرين لم يحيطوا علماً بشخصيته بشكلٍ كامل، إذ أن ثمة عوامل ومشكلات ونوايا خفية مؤثرة في خلق وتكوين هذه الشخصية، ومن هنا يصدر سوء فهم الناس لبعضهم.
أنا وأنت والأخرون لانعرف شخصيتنا الحقيقة، وقد نتوهم أننا ذلك الشخص الذي لديه تلك الصفات المختلفة التي نعتقد وجودها داخلنا، ولكننا في الواقع لانملكها أو أننا نملك جزء منها، في المقابل نملك بعض الصفات والشخصيات التي لانراها داخلنا، ويراها الآخرون فينا، نمتلك نقاط ضعف لم نتعرف عليها في حين أن كثير من الناس عرفوها منذ أن كنا أطفالاً، ونمتلك نقاط قوة لاندرك قوتها ونمارسها بشكل اعتيادي، في حين أن كثير من الناس يدركون قوتها.
لدينا الكثير من العيوب والسلبيات، ولأننا خلقنا معها ونشأت معنا، لانراها أو يصعب علينا معرفتها، كما أن لدينا إيجابيات كثيرة قد يشير إليها البعض ولكنها لاتعيرينا تلك الإشارات لأنها مألوفة لنا ولاتشكل تميزاً واستثناءاً.
الإنسان تتحكم فيه طبيعته وشخصيته الحقيقة، ولايمكن أن يكون أكثر مما هو عليه، ولهذا ننخدع في بداية الأمر بشخصيات البعض، وما أن نستمر معهم في الحياة حتى تنكشف على طبيعتها، والواقع أن الإنسان واقعي وطبيعي بتكوينه ولكن لأننا نحلم بمثال معين فإننا ننخدع بسرعة في تقييم الأخرين، حتى نمضي معهم زمناً فندرك أنهم كغيرهم من البشر وأنهم أقل بكثير من توقعاتنا.
الحديث ذو شجون، وأتوقف هنا.