سألني: ما أكثر المواضع في جسد المرأة استجابة لاستثارة زوجها لها؟
قلت له: النساء يختلفن، ومن ثم فإن عليك أنت أن تكتشف أي موضع أكثر حساسية من غيره في جسد زوجتك، إلا أن هناك مواضع مشتركة بين النساء.. يستجبن جميعهن إذا استثرن من خلالها.
قال: ما هي المواضع؟ وبأيها أبدأ ؟
قلت: باُلأذن.
قال بدهشة واستغراب شديدين: بالأذن؟ وما شأن الأذن بالجنس؟
قلت: لأنها من خلال أذنها، تستمع إلى الكلمات الرقيقة، والناعمة، والمحمّلة بالحب والغزل والثناء ...
وهذه تفتح مغاليق قلبها وعقلها ونفسها لكل مداعبة تأتي بعد ذلك.
قال: وهذه الكلمات الرقيقة والناعمة والمتغزلة.. مثل ماذا ؟
قلت: أي كلمة فيها إعجاب بزوجتك، بشكلها، بحديثها، بل بأي جزء من أجزاء جسمها: عيناها، فمها، أنفها، شعرها، رقبتها، ساقاها،...
قال: وهل أسمعها هذه الكلمات قبيل المعاشرة أم في أثنائها؟
قلت: في أثنائها، وقبلها بساعات، وأيام.. بل دائماً.
قال: دائماً ؟
قلت: إذا أردتها أن تصدقك فعليك ألا تنساها في كل وقت من تلك الكلمات .. أما إذا اقتصرت كلماتك على ما قبيل المعاشرة فإن زوجتك ستلحظ أنك تثني عليها لأنك في حاجة إلى معاشرتها.. ولعلك تفاجأ إذا واجهتك زوجتك بقولها: ( أنا لا أسمع منك هذه الكلمات إلا إذا أردت معاشرتي).
ضحك وقال: هذا ما تقوله فعلاً.
قلت: سأحدثك عن صديق كان يعاني كثيراً من قلة استجابة زوجته له كلما دعاها إلى معاشرته.
وفجعت زوجته صباح أحد الأيام بوفاة عمها.. وكان عمها عزيزاً عليها كثيراً، وأدرك صاحبنا أنه سيحرم من زوجته عدة أيام، ريثما يخف حزنها على عمها الذي كانت شديدة الحب له.
وأبدى صديقنا تعاطفه مع زوجته، وصار يخفف عنها مصابها بعمها، يذكر فضائله وخلقه، وأنه انتقل إلى من هو أرحم به من جميع من حوله، وكلما سالت دموع زوجته مسحها بلطف وحنان وود، وكلما لعب أطفاله وأثاروا الصخب أبعدهم عنها وهو يقول: أمكم متعبة.. اذهبوا والعبوا بعيداً عنها.
يقول هذا الصديق: في مساء ذلك اليوم نفسه، حينما أوينا إلى فراشنا، واسيت زوجتي مواساة أخيرة قبل النوم، وقبلتها على رأسها، وضممتها إلى صدري قبل أن أتركها لتنام في هدوء.. فإذا بي أفاجأ برغبتها في صلة حميمة..
يواصل هذا الصديق كلامه قائلاً: كانت مفاجأة حقيقية لي، فقد كانت زوجتي تصدني في حال الاطمئنان والفرح .. فكيف تستجيب لي وهي حزينة ؟
وفكرت قليلاً، فعرفت السر، لقد كان تعاطفي معها طوال النهار، وما أبديته من مودة ومواساة لها بعد أن تلقت خبر وفاة عمها، سبباً في ميلها إليَّ، وحبها لي، وتعلقها بي.. وكأنما أرادت أن تبادلني حباً بحب، ومودة وبمودة، فكانت استجابتها الرائعة.
قال: لقد تعلمت منك اليوم شيئاً هاماً.. وأرجو أن تنشر ما دار بيننا من حوار ليستفيد منه آلاف الأزواج.
قلت: أفعل إن شاء الله.
قال: وماذا بعد الأُذن من أعضاء المرأة ؟
قلت: هذا يحتاج إلى لقاء آخر.