بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
المعاق كلمة تعنى من منع من أداء ما يريد أو أداءما يجب عليه. وتعني يوجد عائق يعيقه من هذا الأداء.
وتعريفه وتفاصيل ما يخصه مفصل في علمه الخاص به وليس هنا مجال بسطه ولا أتطفل عليه.
ولكن مما تيسر لي أوضح ما يخص الزوج المعاق
فالزواج مطلوب منه أداء واجب الزوجية وليس ما يتبادر للذهن مما يخص الفراش فقط بل كل ما تحتاجه الأسرة من الزوج.
والإعاقة إما بفقد حاسة مؤثرة كفقد السمع أو البصر أو إعاقة تمنع الحركة جزئياً أو كلياً.
وهي إما سابقة للزواج أو طرأت بعده.
الزوج المعاق عليه تكليف شرعي كالصحيح والتكليف الشرعي فيما يخصه لله وفيما يخصه لله وفيه حق لخلق الله كالتعامل مع الناس وأولهم الزوجة.
وهو كالبقية قد ينعم الله عليه بحسن الخلق أو يحرمه من ذلك فيكون سيء الخلق.
وكذلك قد تكون نشأته الأسرية سليمة متوازنة نفسياً فيخرج سليماً نفسياً خالٍ من العقد أو تكون نشأته الأسرية قد تعرضت لما جعلها تفرز في نفسيته عقدة أو أكثر.
فمن المعاقين من جعلت أسرته هذه الإعاقة دافعاً للطموح ومنهم العكس.
فإذا كانت الزوجة قد تزوجت هذا الرجل المعاق وهو بهذه الحالة فهي تدرك ما سيترتب على ذلك وترتب نفسها عليه ولكن لا تعلم عن عقد هذا الرجل كغيرها من الزوجات إلا بعد المعاشرة.
وإذا طرأت الإعاقة بعد الزواج فتدخل معه في تجربة جديدة وتفاعلات نفسية بينهم تتردد بين القلب والعقل ويؤطرها الواقع.
تتجاوز النفوس البشرية التي لم تعاشر المعاق في تحمل سلوكه وتتعاطف معه ولا تدقق عليه فيما يصدر عنه مما تحاسب عليه مع غيره.
ولكن من تعاشر هذا المعاق تعرف حقيقة ما يصدر عنه وتتفاعل بواقعية قد لا ترضي من حولهما ممن لا يعلمون ويتعاطفون.
من هنا نصل للدرس
المعاق لا يجب أن يكون مثالياً في نفسيته وسلوكه وملاك طاهر ولا كذلك يحق له أن يفرغ عقده على زوجته بغير وجه حق
الزوج المعاق يقارن نفسه في كل شيء مع غيره في الغالب ويتصور ذلك في عين زوجته كيف ستكون مقارتها بينه وبين غيره من غير المعاقين
والزوجة ترى حجم ما تبذله له وتنتظر العرفان والأجر على الصبر على الحرمان ولكن يقابلها بعض الأزواج المعاقين بالتغطية على عقده بالصوت والضرب وجعلها ملتهبة النفسية باستمرار لتستمر بالدوران في فلكه ليشغلها عن غيرها كما يتصور أنها تتطلع لغيره.
وهذا باب كبير من وسوسة إبليس للتفريق بينهما فهي حريصة على أداء حق الله في زوجها وليست كما يوسوس له إبليس.
شخصية المعاق كالبقية قد تكون شكاكة أو موسوسة أو غيورة بأنواع الغيرة أو مترددة أو قوية أو ضعيفة إلى آخر ذلك مع ما تؤثره الإعاقة في هذه النفسية حسب نوع الشخصية وهنا تتضاعف المعاناة.
لذلك من أجل صحتك النفسية عزيزتي الزوجة إعرفي شخصية زوجك ونفسيته وظروف نشأته وصفاته المتوارثة من أصوله وصارحي زوجك المعاق بشكل واضح مباشر وبسيط بكل الملاحظات التي ترين أن عليه واجب تعديلها والتعامل مع الإعاقة من الجانب النفسي بحجمها فقط وليس أكبر من ذلك وتجنبي التفاعل العاطفي الحاد فهذا ضرره أكثر من نفعه.
وليست مسؤوليتك علاجه نفسيا أو أن توازني حياتك وفق عقده بل يجب عليه وعليك التفاهم لأداء حقوق بعضكما البعض كما يجب والمصارحة في كل ما يبعدكما عن الوصول للتكامل الزوجي.
بعض الإعاقات الطارئة بعد الزواج قد تفقد الزوج قدرته على أداءحق الزوجة في الفراش وهنا تبدأ التضادات النفسية بين الزوجية الأمومة وبين التضحية وحق النفس في الحياة الفطرية
وهنا تجب المصارحة التامة والتفاعل العقلاني المجرد من العواطف فهذه القرارات صعبة وليس من السهل التفاعل معها عاطفياً وعند الاحتساب لله في ذلك يجب أن تعرف الزوجة قدرتها على مجاهدة النفس في الصبر على ما اختارت.
بقي من الموضوع فقرات كثيرة منها الجانب الديني والجانب العلاجي التعويضي كتعديل الإعاقة بأجهزة طبية تعويضية أو العناية الطبية البدنية أو السريرية ولكن طرحت ما كتبت لعل فيه فائدة للجميع.
ويمر على الزوجة المعاقة مع زوجها الصحيح مثل ما سبق غير أنها عاطفياً بعمق أكثر وكذلك حالة إذا كان الزوجان معاقين بدرجة متساوية أو متفاوتة وهذا بحث آخر وكذلك الإعاقة العقلية
تلميحة:
من الأدب مع الله الشكر والحمد كل وقت على نعمة الصحة والسلامة وبضدها تتميز الأشياء.
دمتم بصحة وسلامة.