ترى أ. أ موظفة، ان المرأة كمخلوق ضعيف تحتاج بالضرورة الى ظل رجل تحتمي به وتحظى برعايته واهتمامه، ومن ثم فإن زواج الفتاة من رجل متزوج سلفا، يمثل خيارا افضل من العنوسة .
وتوضح ع. ا. موظفة مسؤولة، ان الموافقة على تأدية دور الزوجة الثانية، قرار يحمل سلبيات وإيجابيات، فهو من ناحية يؤدي الى إشعال غيرة المرأة واصابتها بحالات طويلة من الحزن، بسبب شعورها بأنها ليست المحور الرئيسي لاهتمام زوجها، لكنه يوفر قدرا لا بأس به من الاستقرار والشعور بالأمان لوجودها تحت رعاية وفي كنف رجل، بالإضافة الى تلبية لأهم حاجاتها، وهي أن تحظى بأطفال وتمارس فطرة الأمومة. ورغم السلبيات الا انني اعتقد بان الزواج من متزوج، إذا لم يكن هناك بديل آخر مطروحا، قرار افضل من العنوسة وصقيع الوحدة والمضي على درب الحياة بلا سند .
تقول (س ) في مقالتها لا تضخموا الأمور : تعدد الزوجات نعمة ورحمة لم ولن يدركهما البعض فالكل يعلم ويعرف حق المعرفة ما الهدف وما الحكمة البالغة من تعدد الزوجات، فالزوج ليس بملكية خاصة لأي زوجة مهم كانت هذه الزوجة، فكما يحق لهذه الزوجة أن يكون لها بيت وابناء فهناك بعض النسوة والأخوات اللأتي يحق لهن مثل هذه المملكة وأن ينعمن بإحساس الأمومة ولكن عندما رفضت فئة من الناس، وخاصة النساء هذا الحق المشروع، زادت لدينا نسبة العنوسة، وعندما تعنتت بعض الزوجات وأخذن يتشدقن بحجة كرامتهن التي امتهنت بعد زواج أزواجهن من اخريات وطالبن بالطلاق كحق شرعي لهن كي يثأرن من كرامتهن المجروحة ابتلينا بآفة الطلاق وتشتت الأطفال والنشئ بآثار سلبية كثيرة قد تظهر أيضا على المدى البعيد. أين المساس بالكرامة؟ لا أعلم ؟ ما المانع من تعدد الزوجات، وخاصة ان هذا أمر محلل ومشروع، أين المشكلة ؟ أليس التعدد أرحم من العنوسة وشبحها الذي أصبح يهدد كثيرا من فتياتنا. أليس في التعدد درء للفتنة وأرحم من تفشي بعض العادات الخاطئة التي تفاقمت…
وبالنسبة لبعض بناتنا اللأتي يرفضن الأقتران برجل متزوج من فئة المتعلمات والمثقفات وهن على علم بأن هذا الرجل قادر على التكفل بزوجة وبيت ومسؤولية أخرى، أليس الأقتران برجل متزوج يريد علاقة سوية وشرعية وشريفة أفضل من الانتظار والبكاء والأحلام الكبيرة والكثيرة بفارس مغوار ذي منصب وجاه وحصان أبيض و.. إلخ..
.. أتمنى أن تفكر الواحدة منكن بعقلها، فهناك أمور لا تحتاج ولاتحتمل تضخيمها ونفخها وتهويلها، بعض الآباء والأمهات عندما يتم رفض الرجل المتقدم للزواج من الفتاة تكون الحجة اليتيمة والمأثورة لا نريد أن نبني سعادة بنتنا على أنقاض بيت وسعادة أخرى. فالزواج قد أحله الله وفي التعدد حكمة لا تدركها عقولنا المحدودة ولا ندرك أهمية هذا التعدد الا بعد وقوع الفأس بالرأس وعندها لا ينفع الصوت و لا ندم، فمن جاءكم طالبا لبناتكم اسألوا يا جماعة الخير عن دينه وأخلاقه وشمائله ولا ترفضوه لأنه فقط متزوج وسبق له الزواج، والعنوسة مرض من اللازم القضاء عليه بتكاتف جميع الجهود لانه بصراحة يد واحدة من الاستحالة أن تصفق، وبقليل من المنطق وقليل من الصراحة والصبر والتضحية يكون مجتمعنا أروع بكثير من ذلك.
رمشة
متى يبلغ البنيان تمامة : أن كنت تبني وغيرك يهدم .
ومن منطق رفض العنوسة اقدمت م. م. ( 25 سنة ) على الزواج من رجل سبق له الزواج .. تقول : لأن زوجي لا يرغب في إثارة المشكلات والقلاقل، فقد جمع بيني وبين زوجته الاولى في فيلا واحدة وعاملنا بعدل ومودة. وهو يحافظ على مشاعرنا كمحافظته على عينيه، وفي حال حدوث أي سوء تفاهم يتدخل بحسن نية ووعي ليصلح الامر. وهكذا وجدنا انفسنا بعد فترة من الزمن صديقتين حميمتين، نذهب الى دورة تعليم الكبار سوية ونساعد بعضنا بكل محبة وقناعة. أحيانا اساعدها في الدراسة كوني أعلى منها بصف دراسي، وأحيانا تساعدني في كيفية استمالته الى جانبي ومصالحته.. كونها اكثر تجربة مني .
وبعض النساء يقلن : أنتم يا مطاوعة لا تريدون أن تحيوا إلا هذه السنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فسننه كثيرة مثل زيارة المرضى وحق الجار وصلة الرحم، والصدقة على الأرامل والفقراء، والعطف عليهم، فلماذا تقتصرون على سنة واحدة وتتركون بقية السنن التي لا تقل أهمية عن السنة التي تتحدثون عنها في مجالسكم وندواتكم ؟ .
.. هذا الكلام نسمعه كثيرا من النساء المتزوجات وغيرهن، وقد مللنا من سماعه، والمرأة العاقلة هي التي تتحكم في عواطفها وشهواتها وترضي بنصف زوج أو ثلثه او ربعه فإن لم ترض بهذا المبدأ تندم كثيرا على شبابها وماضيها ولكن حين لا ينفع الندم.
تقول إ. ( 48 سنة ) : بشكل ما، عرفت انه فعلها .. تزوج مرة ثانية، لماذا ؟ قالت لي جارتي : لأنك طرقت أبواب سن اليأس. فحملت سنوات عمري وذهبت الى زوجته الثانية بعد ان سألت عن عنوانها. في البداية تشاجرت معها، ثم.. توددت اليها وأقمت علاقة معها كنوع من الإزعاج له – وإن من بعيد – لأنه رفض تطليقي بعد ان صرت انفر منه نفورا أوصلني الى عيادات الأطباء…
المهم أنني في ما بعد، فؤجئت بأخلاقها العالية حين أطلعتني على كل ظروفها، وأسرني احترامها وتكريمها لي حينما اعتبرتني أما حنونة ورمزا للمرأة المكافحة الصابرة. وصرت انتظر زيارتها لي على أحر من الجمر واستقبلها بالود والترحاب، شريطة ان تحضر الى بيتي من دون زوجنا
سيدتين خليجيتين، هما زوجتان لرجل واحد، الاولى عمرها ثلاثون عاما، اما الثانية عمرها عشرون عاما ورفضت الكلام بحجة انها متعبة من الولادة..
.. الزوجة الاولى قالت بكل جرأة : لقد اتفقنا انا و ضرتي على ان نستسلم للواقع ونتماشى معه لنعيش بسلام..، فلماذا نقهر بعضنا اكثر؟ ثم إن الشرع والدين يسمحان للرجل بالزواج مرة وثانية وثالثة ورابعة.. إذن لماذا لا نحيا في وئام كي لا يتأثر أولادنا بالمهاترات والمشاحنات ؟
رسالة من قارئة بعنوان : نريد تطبيق التعدد..
تقول ف. ع. في رسالتها :
تحية طيبة وبعد..
.. كثر في الآونة الأخيرة في الساحات الإعلامية والقنوات الفضائية وفي الإذاعات الجد حول زواج المسيار بين مؤيد ومعارض وبعضهم أباحه. ونحن قررنا بأن نكون طرفا في هذه القضية التي نحن طرف رئيسي فيها.. أصلا. وبعد دراسة وتفكير وأخذ أقوال بعض أهل العلم وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ( رحمه الله ) رأينا أن ألاصل والحل في التعدد الذي يحاربه الآن بعض المفكرين وأكثر النساء ولا يبيجونه إلا بشروط، ويا ليتها كانت الشروط الشرعية كالعدل والمبيت والنفقة والقدرة الجسدية، وانما يرون الإباحة في حالة عقم المرأة الاولى او مرضها ولا غير ذلك!..
.. نقول إن الرجل له أن يعدد ولو كانت الأولى سليمة ومعافاة وتنجب ما دام هو لا تكفيه المرأة الواحدة، وهو قادر على المبيت والنفقة، وكل هذا يدخل في باب العدل. والصراحة ان ما يرى في مجتمعاتنا العربية بصفة عامة والخليجية بصفة خاصة من كثرة المطلقات والأرامل والعوانس لهو دليل على عدم تطبيق التعدد بالشروط التي ذكرناها، فإذا طبق هذا الشيء المباح فسترون بلا مبالغة حلا لهذا المشاكل، أو التقليل منها، الى ان نقضي على ظاهرة كثرة النساء على الرجال بتطبيق التعدد.. والله ولي التوفيق
تقول عفاف الراشدي المتخصصة في علم الاجتماع : ان الزوجة الثانية ليست مذنبة في كل الأحوال وخاصة في مسألة الاختيار، لأن الزوج هو الذي يختار شريكة حياته، وبالتالي هي لم تساهم في صنع ظروفه الخاصة التي أملت هذا الاختيار، إذ هي لم تكن تعرفه قبل الزواج.
.. وتستطرد : اما في ما يتصل بعلاقتهما بزوجته الأولى وابنائه فهذه تتوقف على شخصية الزوج نفسه ومقدرته على العدل بين الزوجتين وابنائهما مع صنع جو من الألفة والوفاق. وفي ما يتعلق بالوصف الشائع للزوجة الثانية بأنها ( خطافة رجالة ) أود الإشارة الى ان هذا التعميم ليس صحيحا، فالكل يعرف ان مسألة الزواج من شخص متزوج ليست بالأمر السهل على المرأة، ولابد أن تكون هناك ظروف خاصة اجبرتها على الموافقة، وهذه الظروف بالتأكيد تضعها في مواقف صعب جدا. وهو انها زوجته ثانية وليست أولى، وربما يتركها الزوج أو يميل الى زوجته الأولى اكثر منها لأن المثل الشعبي يقول : ( القديمة تحلى ).. فالعشرة تلعب دورا كبيرا في علاقة الزوج بزوجته.. كل هذه الأشياء تجعل الزوجة الثانية تعيش ظروفا نفسية تحاول التغلب عليها بشتى الصور، ويدفعها الخوف من المجهول الى أن تتفهم ظروف الزوج وان تتعايش في سلام مع زوجته الأولى بقدر الإمكان.
.. وإذا كانت الزوجة الثانية تعيش كل هذه الظروف الصعبة، فالمطلوب من الزوج ان يتفهم وضعها وظروفها النفسية.. هذا بالنسبة لوضع الزوجة الثانية في المجتمع العربي بصفة عامة. أما المرأة الخليجية فلا أعتقد أنها تواجه هذه المشكلة بنفس الحدة، لأن المجتمع الخليجي لا يعتبر الزواج الثاني جريمة بل أمر عادي لا يفترض به أن يؤدي الى تفكك الأسرة، سيما أن الرجل الخليجي لا يعاني من انخفاض في الدخل ويستطيع ان يفتح اكثر من بيت.
وتشير الدكتورة سهير عبدالعزيز، المتخصصة في علم الاجتماع الى:
ان الزواج الثاني ارتباط علني، يعني وجود امرأة أخرى لها الحقوق ذاتها وتشاركها المكانة ذاتها، بل قد تكون أفضل منها في عيني زوجها، بدليل اختياره لها وهو المتزوج.
.. وتواصل : ان تفضل الا تعلم إذا تزوج زوجها، لأن حدوث الزواج،ومعرفتها به أيضا، يشكلان حرجا لكرامتها وامتهانا لأنوثتها ودليلا على فشلها وعدم قدرتها على الحفاظ على حياتها الزوجية. وهي تفقد بالزواج الثاني تربعها على عرش مملكتها وفي عقل وقلب زوجها.
.. وترى الدكتورة سهير ان بعض الرجال يلجأ للخيانة هروبا من تحكم المرأة وسيطرتها، أو بسبب تقصيرها أو رغبة في التجديد لشعورهم بالملل والرتابة، او لفقدان الدفء العاطفي مع الزوجة ( مع عدم الخوف من الله وعقابه طبعا )
.. اما الدكتورة فتحية النبراوي أستاذة الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر فتقول: النساء بطبيعتهن ينفرن من التعدد إذا كان فيه مساس بهن او بحياة أقاربهن فهذا من الغيرة التي كانت موجودة حتى بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم.. ولكن استقر الوضع وقبل المجتمع بهذا التعدد لأنه من الدين الذي هو من عند الله.. ولا يحق للمرأة المسلمة ان تعترض على التعدد طالما كان زوجها قادرا على الانفاق عليها وعلى أولادها وحمايتهم والعدل بينها وبين الزوجة الجديدة، فهل من الأفضل ان نقبل التعدد ام نسد هذا الطريق أمام الرجل ونجبره على الحرام. إننا يجب ان نحترم الرجل الذي يلجا للتعدد لأنه مسلم يخاف الله. ولكن ما آخذه على كثير من الرجال الذين تزوجوا زوجة ثانية هو انهم يجعلون هذا الأمر في السر رغم ان زواجهم كان شرعيا ويتحرجون من ذلك أمام الناس.. والسبب في ذلك أن التنشئة والتربية في مجتمعنا تصفـان الزوجة الثانيـة بأنها ( ضرة ).. وكارثة على الأسرة والزوجة الأولى وساعدت على ذلك وسائل الإعلام وغلبة بعض الأنماط الفكرية المستوردة من الخارج.
منقول / وقريبا الجزء الثاني بإذن الله