الكثير من الناس يسعى إلى أن يتصدق عن الميت، كأن يبني له مسجداً أو يحفر له بئراً أو يغرس له برادة، أو يضع مياه في مسار المشاة باسم ذلك الميت (وعلى فكرة ياليت يخلونها باردة
)
، طبعاً كلنا يعرف أن المرء لايخدمه إلا علمه كما تعلمنا من ديننا، فمن يعمل مثقال ذرةً خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةً شر يره، ولن ندخل الجنة إلا برحمته، رحمني الله وأياكم.
وكنتُ دائماً أتسائل حين يهم أحدهم بعمل ذلك ويتصدق به على ميت، هل هذا فعلاً ينفع الميت، إذا ما اعتبرنا أن من شروط صحة العمل النية، والميت لم ينوي ذلك، كم أن ذلك يتعارض مع أن المرء لاينفعه سوى عمله، فكيف تأتيه الحسنات والأجر باعمال الأخرين المسماه بنفسه، ثم أن ذلك الامتياز سيكون للقادرين من أقاربه أو أصدقاءه أو أحبائه، فهل هذا يعني أن الفقير مسكين مش حيلقى من يضبطه!؟
كنت ولا زلت غير مؤمن أو على الأقل متوقف عند هذه الفكرة وهذا السلوك الذي يعمله الناس لموتاهم، وكنتُ لا أصرح بذلك كثيراً، وقبل مدة قريبة جداً قرأت في تويتر لأحد أقاربي ممن يقال له (ياشيخ) اقتباساً من الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله، حيث يقول ابن عثيمين ما مافاده (ليس من الفقه الإكثار من إهداء الطاعات إلى الأموات على حساب تعبدك لذاتك، وأفضل ماتقدمه للميت هو الدعاء، وذكر حديث إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث... وذكر أو ولد صالح يدعو له) ولم ذكر يعمل عنه.
مثل ما أنتم شايفين، هناك الكثير من الأمور التي تحتاج مراجعة وتفكير وعدم الإيمان بها إيماناً جازماً، حتى التأكد من صدقها وحقيقتها، وغفر الله لي ولكم.