قصة وردة.. وهجمة مرتدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
دخل على مكتبي زميل يشتكي جفاف بيته عاطفياً وبعد الحوار معه تبين أنه عنصر رئيس في سبب هذا الجفاف فطلبت منه أن يأخذ وردة واحدة (وليست باقة ) وهدفي تذكيره ببساطة الإنعاش العاطفي لأسرته وقلت له إذا قابلت زوجتك أنظر لسواد عينيها وقل خوذي هالوردة يا حبيبتي ) واعذريني تراي (جلف ) أي خشن لا أجيد بيان عواطفي.
وبعد أداء ذلك حضر لي وقال لي لن تصدق ما فعلت تلك الوردة وكان الوقت رمضان لقد بالغت في كل ما يسرني ولم أصدق أن حياتنا الروتينية ستنقلب همذا للأفضل بوردة.
وبعد يومين اتصل بي وقال (الله يسامحك أنت ووردتك تهاوشنا وراحت بيت أهلها) خير وش صار قال لها أخت كبيرة هي بمثابة أمها فأمها متوفاة رحمها الله وقالت لزوجتي (هههه لعب عليك بوردة أكيد مسوي مصيبة أو ناوي مصيبة وجاي يرضيك بوردة ولم تترك من ألفاظ الاستغباء إلا وصفت بها زوجتي ولم تدع من قوة الادعاءبالنباهة إلا وصفت به نفسها وجاءت زوجتي لبيتي ورأسها مليانة غضب وشعور بالكره حيث تمت محاكمتي والحكم علي غيابيا ولم تحاورني أو تطلب التوضيح حيث أقسمت لها صادقا أنني اتبع نصيحة مستشار لترطيب جفافنا العاطفي.
فقلت له زوجتك هي الأولى التي استجابت لمبادرتك
والتي عادت هي مستنسخة من اختها الناصحة غير الأمينة
ولعلاج الموقف نصته أن يقول لزوجته ما رأيك لو تحدثت لزوج أختك وأغريته ضدها هل ترين هذا حباً له ونصحاً له فقالت لي لا أنت بهذا تريد خراب بيته فقلت وهكذا تفعل أختك
لا تسلمي رأسك لغيرك وثقي بنفسك وليس كل ناصحٍ أمين.
وسألته بعد يومين كيف الأمور فقال وصلت رسالتي لأختها وقالت (بكيفك أنتي ورجلك بس أبعدوا عن رجلي ههههه.
نستفيدمن هذه الحادثة (حقيقية)
أن محبتنا لأقاربنا وأصدقائنا وقريباتنا وصديقاتنا لا تعطينا الحق بوضع فرضيات لا أساس لها من الصحة ثم نبني عليها حكم ثم نهمش عقولهم ونحركهم عن بعد.
اتقوا الله يا من لا تعلمون ولا تنصفون فيمن تنصحون فلو كان الهجر والطلاق والتفريق يخصكم لما عملتم بنصائحكم.
دامت أوقاتكم سعادة.