رد: اريد نصائح عن الحب بين الطرفين
السلام عليكم
لم يتوضح لي ان كنت متزوجة أو مقبلة على الزواج و لكن من خلال نظرتي المتواضعة ومن خلال البحث اقتنعت بأن السعادة الزوجية لها 3 مقومات:
-المحبة القلبية
-التناغم الفكري
-التناغم الجسدي المتمثل في الاستمتاع و الإشباع
الحبّ وحده لا يكفي في ظلّ غياب الانسجام والتقارب الفكري أو الإشباع والإمتاع الجسدي لأنه أي الحبّ يضمر في غياب التناغم الجسدي وإشباع الرغبة.
كذلك العلاقة الحميمة في غياب الحبّ كالجسد بلا روح لا يتحقّق معها الاستمتاع والإشباع الذي ينشده الزّوجان. وبالمثل اتّساع البون الفكري بين الزّوجين يخلق التّباعد والجفاء والنّفور وينمّي الخلافات ويهدّد الحبّ .هكذا هي حلقات مترابطة تنسج السّعادة الزّوجيّة
بفضل الله جمعت بعض النصائح و التوجيهات لتغذية كلّ من هذه العناصر الثلاث في بحث موجز قمت به منذ فترة حول الزواج الناجح من مرحلة الاختيار إلى مرحلة الاستقرار
و بما أن سؤالك يختص بالمحبة القلبية فكيفية تغذيتها سأجمله لك في نقاط هي ملخّص ما تيسّر لي في بحثي
أبدأ بنصائح عامّة لكلا الزوجين و ما توفيقي إلّا بالله:
- الأهم طاعة الله فبإصلاح ما بينك وبين الله تكونين قد بذلت أسباب امتلاك مفاتيح حبّ الطرف الآخر. إذ أنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الرّحمن يقلّبها كيف يشاء وهو وحده القادر على تصريفها وتأليفها مصداقا لقوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). كما أنّ طاعة الله هي أيضا من أسباب صلاح الزوجة مصداقا لقوله تعالى (أصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين)
طاعته في الصغيرة و الكبيرة بدءا باختيار الشريك و في حفل الزفاف وصولا إلى حياتكما المشتركة
-الدّعاء :وعد الله الحق له مفعول السحر إذا ما رافقه اليقين و من لزم الدعاء ايقن عظيم أثره
-حفظ الخصوصية والأسرار الزّوجيّة: كوّنا لعلاقتكما حصانة تحفظها من تدخّل المتطفّلين إلّا لضرورة ملحّة وبمقدار. ويفضّل مع توفّر الإمكانيات الماديّة أن يستقرّ الزّوجان في سكن مستقلّ عن الأهل لأنّ ذلك ممّا يحفظ لهما خصوصيّتها ويوفّر لهما مساحة من الحريّة كما ويتيح بيئة أسلم لتربية الأبناء ويختزل الكثير من المشاكل.
-فهم كل من الرجل والمرأة طبيعة الطرف الآخر والوعي بالاختلافات الفيزيولوجية والنفسية فذلك يختصر كثيرا من الخلافات الناتجة عن عدم وعي طرف من الأطراف بشيء من تلك الاختلافات. فالوعي يسهّل على الزوجين استيعاب بعضهما البعض ويكسبهما مرونة وتفهّما في التعامل وهذه الثّقافة تنتهل من مصادرها العلميّة الموثوقة التي تراعي الأمانة وتحفظ حقوق ربّ العباد وحقوق العباد.
أما التوجيهات الخاصة بتغذية المحبة بينهما:
أوّلا:
مفاتيح امتلاك قلب الزوجة :
-الابتسامة
-افشاء السلام وصية خير الأنام
-الكلمة الطيبة : و فيها مخاطبة الزوجة بما تحبّ من كُنى أو ألقاب أو ترقيق اسمها أو ترخيمه أو تدليله
التعبير عن صريح الحبّ، الاشتياق، مقدار السعادة باللقاء و التواصل ،
الحزن للبعد و الافتراق حال السفر مثلا
تعداد صفاتها الحسنة الخَلْقِية والخُلُقية، أو غير ذلك من السلوكيات والمهارات؛ كجميل لبسها، جودة طعامها، حسن تنظيمها وعنايتها بمنزلها، حسن تربية الأطفال
-حسن المعشر والاحترام وتقدير حاجة المرأة إلى أن تشعر بأنّها محور اهتمام زوجها الأوّل لتسكن وتطمئن
-العدل في الرضا والغضب وفنّ التغافل والاحتواء واستحضار الحسنات لا فقط النواقص حال الكدر والخلاف وهي تربية نبويّة ترشد الزوج إلى تلمّس خصال الزوجة الحسنة إذا ما ساءه منها أمر قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ)
- الرفق مراعاتها في مرضها وفي تعبها وفي فترات تقلباتها المزاجية كفترة الحيض والنفاس ومحاولة تخفيف الأعباء عليها ومعاملتها بأسلوب هين لين لطيف
-الهدية (تهادوا تحابوا)
مفاتيح امتلاك قلب الزّوج:
*إشعار الزّوج بهيبته وقوامته واحترامه والبعد عن معاندته يغذّي رصيد حبّ الزّوجة عنده
*التودد وحسن التبعل من زينة وطيب رائحة وحسن كلام وتنويع في اللباس و إظهار الأنوثة و الابتعاد عن كلّ ما تغيب معه تلك الانوثة من مظهر رجالي أو تصرّفات توحي بمزاحمة الرّجال فبالإضافة إلى كونه مذموما بنصوص الشرع فهو ممّا ينفر منه الرّجل صاحب الفطرة السّليمة.
*الاعتراف بالفضل وعدم النكران وهذا ممّا حذّر منه الشرع ولفت إلى أنّه من أعظم مسبّبات دخول النّساء النّارو أيضا عدم مقارنته مع غيره من الرجال
*الابتسامة و البشاشة و كلمات الشوق والحبّ والتقدير والإعجاب
هناك أمورلا نلقي لها بالا تجمع رصيدا لا يستهان به من الألفة والمودّة في ذاكرة الزوج كمرافقته للباب كل صباح و تقبيله عند خروجه للعمل مع دعوة طيّبة. على بساطتها فإنّ هذه الأمور تبني بين الزوجين جسور المودّة بأبسط إشارة وأقلّ عبارة وترسّخ على مرّ الأيّام حبّهما وتزرع الألفة بينهما.
*عندما يبدي الزوج انزعاجا من ضغوط العمل أو لأمر ما تجهلينه فلا تلحّي عليه بالأسئلة حتّى يهدأ ويخبرك بنفسه مع إشعاره بأنّك مهتمّة لأمره وقلقة من أجله ومستعدّة لمساعدته إذا طلب
* إذا أخطأت فلا تكابري وسارعي بالاعتذار وكوني سريعة الفيء روى ابن حزم في المحلى بسنده عن عبد الله بن عبّاس أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنّة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتّى تأخذ بيد زوجها ثمّ تقول والله لا أذوق غمضا حتّى ترضى)
هذا و يجدر التذكير بما أوردته في البداية أن الحب يُحفًظُ و ينمو في ظل
التناغم الفكري و التناغم الجسدي و قد يتأثر بغياب أحدهما
و كما أن هناك أمورا تغذي الحب القلبي بين الزوجين فهناك أمورا تغذي التناغم الفكري و التناغم الجسدي و إهمالها قد ينتج عنه قصور أو خلل
إذا كنت مهتمة بمزيد من التفصيل بهذا الصدد أخبريني أرسل لك النص كاملا عبر الإدارة لأني تنازلت لجهة عن الحقوق و التزمت بعدم النشر الا مع ذكر المصدرو هذا مخالف لقوانين هذا المنتدى على ما أعتقد
أرجو لك الفائدة من مشاركتي
هذا و الله تبارك و تعالى أعلم
__________________
اشتدت هزات الغربلة و كثر عدد المتساقطين اعقد الحبل و عض بالنواجذ
اللهم انا نسألك ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد
التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحمن* ; 03-05-2016 الساعة 05:33 PM