قبل الأذان بربع ساعة.. تخرج من المطبخ .. تستحم سريعا .. ترتدي ملابسا جميلة .. تجمل اصابع يدها بخاتم ذهب....
حينما يرتفع صوت الحق " الله أكبر " ألمحها تردد الأذان وتدعو...
- أمي .. أمي .. أمي .. ماماااااا
يعلو صوتي اخالها لا تسمعني! بلى تسمع بل وترمقني بنظرة تدعوني فيها للسكوت فأسكت!
مع الوقت اصبحت لا احدثها وقت الأذان مهما كان الأمر مهما...
اقف معها وهي تتوضأ ، كأنها تتأمل ، تغسل يدها اليمين فتقول : اللهم اعطني كتابي بيميني...
أرى على وجهها الخشوع...
تفرش سجادتها وترتدي ثوب الصلاة...
انتظرها لكي تشرع في الصلاة فلا تبدأ!
اراها تقف أمام المرآة ..
- أمي... ماذا تفعلين
بصوتي الطفولي وكلماتي المتعثرة اسألها .. فتقول لي : اتعطر!
- اتسائل لم تتعطر ونحن لن نخرج الآن!
فتقف على سجادتها وتبدأ بالصلاة
اجلس امامها .. واحيانا اقلد حركاتها..
تخرج منها الكلمات بطيئة ، وكأنها تتأملها...
حينما كبرت قليلا سألتها..
- لم تتعطرين وقت الصلاة ؟
اجلستني في حجرها واحتضنتني ...
- حينما تدعوني صديقتي " خديجة " لمنزلها ماذا افعل ؟
ارتدي أجمل ملابسي .. وانتقي أجمل عطوري ..
واذهب والفرح يزين قلبي وتعلو وجهي إبتسامة
اتحضر للذهاب لها مبكرا ..
فمن هو الأغلى صديقتي أم ربي ؟
لم حينما اقف لأصلي بين يدي ربي اقف بملابسي التي تغمرها رائحة البصل والأكل! لم حين يدعوني ربي اذهب إليه متململه .. يكسو صدري الضيق !
لم اقابل ربي بوجه عابس!
ومنذ ذلك اليوم .. لا اقف للصلاة حتى اتعطر....