رد: شروط وقوع الطلاق
وعليكم السلام
صحيح أن من شروط وقوع الطلاق، أن يكون في طهر لم يجامعها فيه.
والطلاق أكثر من واحدة في مجلس واحد يعتبر طلاقا بدعيا، أي لا يجوز.
والطلاق لو أخطأ فيه كتابته إملائيا فلا فرق، المهم هنا النية.
أما حكم الطلاق عند الغضب، والحالة النفسية، وعدد الطلقات في المجلس الواحد بلفظ واحد أو بألفاظ متعددة، فيرجع فيها للقضاء أو للإفتاء، ويحضر الزوجان ويستفسر منهما، ثم يحكم بينهما.
وينبغي على كل زوج أن يعلم أن الله تعالى قد جعل الطلاق في عصمته، وهو أقدر على التحكم في تصرفاته وألفاظه، لذا ينبغي له أن يقدر هذه المسؤولية قدرها، ويحترم هذا العقد المقدس، فلا يتلاعب بألفاظ الطلاق، أو يجعلها للمزاح، أو للتهديد، بل يجعلها حلا نهائيا لحياة يستحيل أن تستمر، بعد استنفاد الحلول، واستشارة من يثق به، وتقدير الأمور حاضرها ومستقبلها وقراءة ماضيها، وعدم التسرع، فرب طليقين ندما أشد الندامة على لفظة خرجت في لحظة غضب.
وقد تكون بينهما عشرة سنوات وحب، فحدث بينهما شجار مرة أو مرات، فظن الزوج أن هذه اللفظة ستحل مشاكله، أو يجعل هذه الكلمة سوطا يرفعه على زوجته، أو ظنت الزوجة أنها إن طلبت الطلاق من زوجها أنها تهدده، وهذا قصور في التصور.
وقد يكون الزوجان حديثي عهد بعرس، فيحدث بينهما خلاف بسبب اختلاف التربية والبيئة، فيظنان ألا تلاقي في الفكر، ولو تعقلا ودرسا الأمور لوجدا أنهما مع مرور الوقت سيتعودان على بعضهما ويفهمان بعضهما، وربما كان السبب أن الزوجة قد توحمت بزوجها، وفي بداية حمل، ولا تعرف ذلك، فتكره زوجها والاقتراب منه، فيظنان أن الحياة بينهما مستحيلة.
وقد يكون بينهما ذرية يضيعون بافتراق الزوجين.
وقد يكون الحل أحيانا بزواج الزوج بزوجة ثانية، مع بقاء زوجته الأولى معه، لا سيما إذا كانا متزوجين قديما، وبينهما أولاد، فيتزوج، وربما اضطرا أن يكون الزواج صوريا بحسب ما يتفقان عليه، بحيث يدخل عليها، ولا ينام معها، وإنما يدخل بيته ويجلس مع الأولاد، وربما يجلس مع زوجته دون أن ينام معها، إذا استحالت الحياة بينهما على نحو كامل، وقد وهبت سودة رضي الله عنها يومها لعائشة رضي الله عنها، لما خشيت أن يطلقها النبي صلى الله عليه وسلم، فبقيت في عصمته، ولم يكن لها يوم خاص بها، قال الله تعالى: ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير)
وهكذا تستقيم الحياة وتستمر، فليست الحياة مع الآخرين بيضاء نقية، أو سوداء كالحة، لكن ثمة ألوان وحلول مختلفة يمكن التعامل بها.
وهذا الكلام ليس موجها لك ولزوجك فقط -أختي المباركة- وإنما هو موجه لكل زوجين يقرآن كلامي هذا، وإنما كتبته لما رأيت من كثرة حالات الطلاق على أمور تافهة، وعدم تقدير المسؤولية، والله تعالى أعلم وأحكم.
والحمد لله رب العالمين.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.