بسم الله الرحمن الرحيم
لاشكّ أنّ موضوع الخيانة الزوجية أمر ليس بهيّن، ولاشكّ أنّ لفظ الخيانة نفسه يشعرنا بالكثير من الشؤم والتقزّز ، نسأل الله السلامة والعافية في الدين والدنيا.
هذه بعض الوقفات حول هذا الموضوع ، واسأل الله أن يلهمني السداد فيما سأقول.
-(قبل الزواج) :
-هناك من يرتكب مايشاء من المعاصي ويُقيم من العلاقات ما تشتهي نفسه- بحسب درجاتها وتنوّعها- والحجة : أنه أو أنها لم يتزوجوا بعد .
تعقيب:
-الله عزوجل موجود قبل الزواج وبعد الزواج ، والملائكة تَكْتُب ، والله عزوجل لم يبيح لالرجل ولا لامرأة أن يسلكان هذا الطريق لاقبل ولابعد الزواج.
-اذا أردتَ امرأة طيبة طاهرة نقيّة فاعمد الى ذلك أنت اولاً حتى تُرزق بطيبة مثلك ، ونفس الأمر يقال للفتاة كوني كما تريدين أن يكون زوجك المستقبلي.
-قد تفعل ماتفعل ، وقد تفعلي ماتفعلي ، ويستر الله عليكما ، ولكن قد يبتليكما الله بالشكوك والوسوسة في حياتكما المستقبلية بسبب شؤم المعصية التي اُرْتِكبت في الماضي.
- قد ترى أو ترين أو تسمع أو تسمعين عن الكثير من الخيانات قبل الزواج ، نظّفا أفكاركما تماماً ، ولاتجعلان ذلك يؤثّر سلبياً على حياتكما القادمة ، فمن الظلم أن نعاقب شريك حياتنا القادم على أمور هو لم يرتكبها ، ونجعله تحت مجهر المراقبة والتجسّس تحسّباً لأي خطأ ؛ بسبب مارأيناه وسمعنا عنه .
(بعد الزواج) :
- تأكّدا أنّكما في نعمة عظيمة لم تُتَاح للكثير من الخلق( نعمة التَّحْصِين والمودّة والرحمة)، فحافظا على هذه النّعمة .
-الجهل بالثقافة الزوجية ليس مُبرّر للخيانة لا لِزَوْجٍ ولالزوجة ، من يريد الحرام والخطيئة سيبحث عنها عند أول تقصير يقع من الطرف الآخر.
-خيانة الرجل هي بنفس المكانة لخيانة المرأة ، والحدّ في الاسلام واحد للرجل وللمرأة ، ولكن لأن مجتمعاتنا منذ الخليقة تلتمس العذر للذكر حتى في اخطائه ، فقد أصبح ذنب الذكر وان كان زنا (نزوة) بحسب زعمهم ، بل قد يحمّلون المرأة سبب ذلك ، ويقولون لها : بالتأكيد أنتي مقصّرة لذلك أخطأ ، قومي بتدليله وأشعلي له الشموع وأغرقيه بالرومانسية حتى لايذهب للحرام، هذا كلام الجاهليّة الأولى ، وأقول لكم : سمّوها بماتشتهون لكنها عند الله كبيرة وذنب ومعصية وليست نزوة كماتزعمون.
للرجل : -من يزنِ يُزنى بهِ ولو بجدار بيته : حافظ على أعراض الناس لكي يحافظ الله على عرضك ، واعلم أنّك تنتهك اعراض النّاس من خلفهم، فلكل امرأة زوج وأخ وأب تحرقهم الخيانة ، كماأنّها تحرقك في أهلك ان فعلوها .
خِتاماً: الحافظ هو الله ، وقلوبنا بين اصبعين من أصابع الرحمن ، فلا يأتي أحد ويقذف الناس ، وينتهك سترهم ، ويقول مستحيل أن أقع في مثل هذا ، فكم من شخص وقع في كبيرة ، بسبب الشماتة بمسلم وقع في كبيرة ، أو بسبب فضحه لأخيه المسلم بين الخلائق، أو بسبب العُجْب بالنّفس و الاعتقاد بأنّنا يستحيل أن نفعل ذلك ، مادمنا أحياء كلنا عُرْضة للزلات والأخطاء نسأل الله أن يحفظنا ويعصمنا من الزّلل .
"اللهمّ انّا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا ، وأهلنا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ، واحفظنا من بين يدينا وخلفنا وعن يميننا وشمالنا".
َ