رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
قول الله سبحانه : ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )
هو تقرير و توضيح لحقيقة بحث عنها الانسان منذ القدم و تكلم فيها رواد الفلسفة
الذين حاولوا فهم كيفية معرفة الإنسان للخير و معرفته للشر ..
كما هو معروف أن افلاطون فلسف معرفة الانسان للخير و الشر
بأن الناس كانوا يعيشون في مدينة فاضلة ..
لذلك مازلوا يستشعرون هذه المعرفة في نفوسهم .
بينما استاذه سقراط فلسفها على أن الناس عرفوا الخير و الشر بالاستقراء
أي شاهدوا بالتكرار نتائج الخير فعرفوا أنه خير و شاهدوا بالتكرار نتائج الشر فعرفوا أنه شر .
و الناس إلى يومنا هذا إما متبنياً لنظرية سقراط أو نظرية أفلاطون - إلا من رحم الله -
حتى اننا نجد من المسلمين من يتبنى هذه النظريات .. رغم أن القرآن الكريم أبطلها ..
فقد أخبرنا الله تعالى الحقيقة التي لا ريب فيها
من أن كل انسان فطره الله تعالى على الفطرة الربانية
و كل انسان يعرف الخير و يعرف الشر بفطرته التي ألهمه الله تعالى إياها .
فهذه الفطرة أمر ثابت في جميع البشر بلا استثناء ..
قال تعالى : ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ)
سورة الروم : 30
ومن ذلك أننا نرى حتى في الغرب رغم مناداتهم بالحرية و اللبرالية و عدم تجريم الزنا مثلاً
إلا أنهم يعتبرونه من الفضائح الأخلاقية .
و كذلك في الشرق نرى الصينيين و اليابانيين من أكثر الشعوب محافظة
على القيم و الأخلاق .
و ماذلك إلى لأنها فطرة في الانسان و كلما اقترب هذا الإنسان من فطرته شعر بالراحة
و كلما ابتعد عنها شعر بالألم .
.
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
التعديل الأخير تم بواسطة هند (أمة الله) ; 31-03-2016 الساعة 10:47 AM