بدايةً أرجو منكم أن تعذورا لهجتي في هذا الموضوع فلم استطع صياغة بعض الجمل باللغة العربية الفصحى ...
موقف طريف يرويه لي أحد الأصدقاء؛
هذا الرجل "منخّم" فيني على قولتنا، يعني من جد مصدق اني مستشار خطير في العلاقات الاجتماعية.
يقول الرجل:
كنت يوم عازمن نسيبي عندي – هو ونسيبه ماخذين خوات بعض – يقول الرجل وانا والمدام جالسين نحتريهم ، بعد ما جهزنا بعض الشغلات للعزيمة ،،
تأخروا علينا شوي بس الحمد لله وصلوا بالسلامة أخيراً
لمن وصلوا حبيت أسوي فيها خفيف دم وسألت النسيب:
تأخرتوا علينا يا ابو سعد عسى ما شر؟
إلا رد علي النسيب: والله يا ..
وقبل يبتدي كلامة المسكين إلا أم سعد ناقزتن بحلقه:
مدري من اللي أخرنا ،، نايمن لك ساعة ثم غطست بالحمام زين رديت علينا وطلعت بعدها للسيارة تسن لاحقك أحد وتدق لنا بواري وتصربعنا ووووو
إلا يرد عليها ابوسعد ويقول :
الحين أنا صربعتك وأنتي اللي لتس ساعة واتسفتن قبال المنظرة، بعد ما اشتكى الدولاب من وقفتس قدامه ،
أقول من زين خشتك تناظرين به كل هالوقت، وإلا وين بتروحين حضرتتس،،
أنتي جايتن عند أخيتس،،، وحرمته اللي هي وخيتي وهم عارفين حلاياتس ومهما صبغتي وزينتي يدرون بالمغطى،،
المهم الرجال يقول إنّا عازمينهم على حفلة شوي هاك الليلة بس الظاهر هم شوو بعض من أولها.
ما بكمل لكم السالفة ولا أيش صار لأن هذا المشهد هو اللي يهمني في مسرحية أبو سعد وأم سعد.
الرجال ذكر لي القصة وقال لي تكفي يا ابومحمد شف لي حل ترى اختي ورجلها اذبحوني على طول كذا مناقر وحط في بعض وتاليها ألاقي بوز كل واحد فيهم شبرين ...
قلت له بس شكلهم رهيبين يحبون المزح مره وماخذين الدنيا طرب، نفسي أشوف مشهد فكاهي لهم مع بعض ،، عساكم بس صورتوهم ....
قال لي أي مزح الله يهديك ، (وجهه كان مثل عصير الكوكتيل ساعتها يعطي عدة ألوان)
طبعاً أنا تعمدت اقول انه مزح عشان اخفف المصيبة عليه، المهم إني وعدته خير وقلت عطني فرصة بس أشوف لك طريقة وبإذن الله تعالى نلاقي حل.
تركني الرجل وذهب إلا أنه أبقى سؤالين يعملان في ذهني:
1. لماذا يتصرف أي زوجين بهذه الطريقة؟
2. كيف يمكن تغييرهما للأفضل طبعاً؟
لماذا يكون الزوجين قاسيين مع بعضهما البعض؟
في الحقيقة أمثال أبوسعد كثيرون ، فواحدهم في كل مرة يتحدث مع أو عن زوجته تكون طريقة حديثه كلها سخرية وتهكم، ربما يبدو للبعض أنها طريقة فكاهية أو مرحة للتعبير عن العاطفة، إلا أنني واثق من أن هناك تفسيرات منطقية وأسباب معقولة لمثل هذا التصرف، وهي بالطبع لا يمكن أن نعتبرها أعذار للاستمرار فيه.
فبدأت الرحلة من خلال هذين السؤالين أو بالأحرى السؤال الأول، فقرأت الكثير من المقالات، واستشرت بعض المتخصصين في مجال العلاقات الأسرية،
من بين من اتصلت بهم الدكتور لويس ماك بورني، مستشار علاقات زوجية في ماربل بالولايات المتحدة الأمريكية وهو مؤسس ومدير مركز ماربل لإعادة التأهيل، وحقيقة فقد أذهلني هذا الأخير بكم المعلومات الغزير الذي أخذته منه فيما يتعلق بهذا المجال.
فإليكم ما تحصلت عليه من خلال التواصل مع هذا الرجل:
للإجابة على السؤال الذي ذكرته أعلاه علينا أن نعي التالي:
القسوة تتم نمذجتها في مرحلة الطفولة:
عندما يكون أحد الزوجين قد تربي في أسرة تستخدم أساليب التهبيط والسخرية والانتقاد اللاذع كأسلوب يومي معتاد في التخاطب فيما بينها، فمن الطبيعي ألاّ يشعر هذا الشخص بمدى التأثير التدميري له على المدى الطويل.
قد تكون من طبيعته الانتقاد وإذا حصل وارتبط هذا الشخص بزوج أو زوجة مرت بنفس التجربة أي أن هذه اللغة أمر شبه قياسي لديه/لديها، فيصبح من الطبيعي أن يحاكي كل منهما نموذج الآخر عوضاً عن محاولة التغيير، أو ربما يتطور الأمر لتنافر القطبين المتشابهين.
موجات الغضب المتراكمة تتدفق حولك:
تعلُّم كيفية التعامل بكفاءة مع الاختلافات ليس بالأمر السهل، بل إن الكثير من الاشخاص لم يتعلم أصلاً كيف يفعل ذلك، كما أن البعض يعتبر الغضب والتعبير عنه أمر مخل أو ربما غير مقبول دينياً أو أخلاقياً.
رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يرشدنا إلى أن الغضب شعور فطري في الانسان ويدلنا صلى الله عليه وسلم كيف نتخلص منه بتفريغه، فهو صلى الله عليه وسلم حين يقول لا تغضب فهو يعني أن لا تجعل شعور الغضب يتحكم في سلوكك، وهو صلى الله عليه وسلم يدلك على سلوكيات تنفس فيها هذا الغضب وتلغيه تماماً.
فتغيير الهيئة التي أنت عليها وقت الغضب، ترك المكان، الوضوء والصلاة ؛ كلها سلوكيات ننفس فيها هذا الشعور حتى يرجع مستوى الاحساس لدنيا للمستوى الطبيعي من غير أي تراكمات سلبية نتيجة هذا الغضب المكبوت.
ترك الغضب يتراكم دونما أي تنفيس له أو حل الخلاف الذي تسبب فيه أصلاً سيؤدي حتماً إلى ضغط شديد في داخل الشخص فينفجر البالون في أي لحظة وقد لا يكون السبب الذي أدى إلى انفجاره يستحق ردة الفعل التي صدرت إنما هي القشة التي قصمت ظهر البعير.
عدم الاحساس بالأمان يفرّخ القسوة:
عندما يجاهد الشخص مع أحاسيس الاختلاف أو عدم التوافق، فإنه (سواء كان رجل أو امرأه) قد يتسبب في احباط أو خذلان الآخرين حوله نتيجة لهذه المشاعر.
عندما تشعر بالرضا والثقة في نفسك ومن تكون فإنك لن تبحث مطلقاً عمن تلقي اللوم عليه، بل أنك تبحث دوماً عمّا يمكنك أنت فعله أو تجنبه.
الشعور بالذنب اللامباشر قد يصدر ردود افعال غاضبة:
التنغيز، أو الوخزات الكلامية تتسبب في اغضاب الآخرين وتجعلهم يستجيبون لها بطريقة قد لا تكون لائقة في بعض الأحيان إن لم يكن في أغلبها.
قد تكون الكلمات في ظاهرها مضحكة ومسلية وممتعة إلا أنها ترسل رسالة من تحت الطاولة لمتلقيها تشعره بالازدراء وتدفعه للغضب الذي قد لا يملك القدرة على السيطرة عليه فتحصل حينها ردة فعل غير متوقعه مطلقاً.
الخوف من العاطفة المكبوتة يستهلك السعادة والراحة:
الصلات العاطفية والعلاقات الحميمة قد تخلق القابلية للجرح لدى الانسان.
لتشارك أعمق أحاسيسك بالحب والرغبة في أن تُحب قد يبدو الأمر لك مخيفاً بعض الشئ، وهذا بالطبع صحيح إن أنت رُفضت في نهاية المطاف.
هل سبق وأن حاولت الاعتذار إلا أن محاولتك هذه تم تجاهلها؟ وبناء عليه آثرت السكوت أو كما نقول بالعامية "طفيت" ،،
إن حقيقة الانسجام هي أن تملك الثقة الكافية للمغامرة والتعرض للجرح وتبقى محتفظاً بشعورك بالأمان الداخلي.
بالنسبة لبعض الأشخاص فالألفة ربما تعتبر أمر خارجي غريب، فإنهم يعيشون أو يتعايشون بأن يبقوا بينهم وبين الآخرين مسافة ولا يجرأون أبداً على تخطي الحاجز الوهمي الذي رسموه لأنفسهم فيبقى هذا الحاجز لما بعد الزواج بل ينمو بعد الزواج اكثر.
إن كنت ترى نفسك أخي في هذا الاطار أو ترين نفسك اختي في هذا الاطار من الاحباط والتعرض لقسوة الطرف الآخر ، فإن عليك أن تدرك أثرها التدميري عليك؛ إنها تمزق ثقتك بالطرف الآخر وتمزق ثقته بك تماماً،
إنها تضعك وإياه في إطار مظلم أمام نفسيكما وأمام الآخرين
كما أنها تقف حجر عثر أمام التصافي والألفة الحقيقية بين أي زوجين،
إنها تجعل روحك المعنوية تتآكل كما أنها تعلّم أطفالك أن يكونوا غير حذرين وغير مبالين بعواطف الآخرين نتيجة للوضع الذي يعيشونه.
لحسن الحظ فإن هذا لن يكون معك بصفة مستمرة ، أي أنك لن تبقى "خارج نطاق التغطية" لفترة طويلة، فبإكانك أن تأخذ خطوات مثمرة وفاعلة تجاه التحرر من هذا الوثاق الذي يقيد عاطفتك الفطرية، ومن ثم تغير الاطار الذي وضعت نفسك فيه حتى لا تتواصل السلسلة فيقع أطفالك وربما أطفالهم في نفس المأزق.
جاء دور السؤال الثاني الان:
كيف يمكن للزوجين أن يتغيرا للأفضل؟
كونا على علم بكيفية معاملتكما لبعضكما البعض:
معظم الازواج يقحمون أنفسهم في صراع مميت يستخدمون فيه أسلحة كلامية خفيفة وثقيلة حتى يصلوا لمرحلة تجعلهم يعمَون فعلاً عن مدى تأثير هذه الأسلحة على حياتهم الزوجية.
إن كلاً منهما يرى الطرف الآخر مهاجماً ويعتبر ما يصدر منه ليس سوى حركة دفاعية فطرية يقوم بها إزاء هذا الهجوم الذي يتلقاه،
لكي يكتشف الزوجان ما يحصل فإن هذا ليس بالأمر السهل وفي أغلب الحالات يحتاج الزوجين إلى مساعدة حتى يتمكنان من رؤية الحقيقة.
الأصدقاء المقربين قد يمكنهم المساعدة في هذا الأمر إلا أن الأفضل في هذه الحال هو استشارة أحد المختصين في هذا المجال من الجنسين.
ليحترم كل طرف الآخر:
الزوج والزوجة كلاهما يستحق الاحترام بل ويحتاجه، لا أخفي عليكم أنني أشعر بالخوف وعدم الأمان حين أشعر أن زوجتي لا تحترمني كرجل، وهذا الخوف قد يصل إلى مرحلة الرعب إن أنا أحسست انه قد ينتج منها سلوك يعبر عن عدم الاحترام أمام الآخرين،
حتماً سأشعر بالأذى، الألم، الرفض، الغضب، وفقد الاحترام تجاهها.
ان احترامك للطرف الآخر ليس بالأمر السهل في كل الاوقات، فلن أحدثكم كم مرة نسفت أنا فيها البالون، إلا أنني متأكد من احترام زوجتي لي ليس مبنياً على سلوكي 100% إلا أن سلوكي يؤثر فيه تأثيراً فاعلاً.
كما انني وفي نفس الوقت أعرف أنني حين أرغب في التعبير عن حبي لها فإنني أجيد ذلك وأستخدم أفضل ما لدي من قدرات تعبيريه كلاميه وحركية أيضاً وفي بعض الأحيان أجعل تعبيري من خلال أفعالي.
كن شريكاً إيجابياً، واثقاً ومؤثراً:
من الممتع والمسلّي جداً أن تتنزه في ترهات هذه الحياة وانت تحتضن كف شخص إيجابي، واثق ومؤثر، أليس من الأفضل أن تبني احترام الذات لدى شريكك عوضاً عن تمزيقها؟ حتى تحظى أنت منه بالمثل ،،،
التصيد والانتقاد ومحاولة اظهار الطرف الآخر مخطئ بالتأكيد ستجعل من شريك حياتك شخصاً لا يشعر بالأمان ولا الثقة بالنفس.
طوّرا معاً المودة الحقيقية:
الحميمية بين الزوجين أمر مهم للغاية لخلق مودة حقيقية بينهما، حيث تجعل منهما شخصين يتصلان ببعضهما البعض عبر ميثاق أكثر من رائع ومذهل.
من دون المودة الحقيقية، فإن تطوير الاتصال الروحي والعاطفي يصبح أمراً صعباً للغاية.
بداية جديدة:
أثناء عملية التغير امنحا نفسيكما بعضاً من الموافقة والقبول، فإن أياً منكما لم يخطط لاغتتيال شخصية الآخر، أو يرغب في أن تصبحا زوجين لا يشعران بالراحة والأمان بقرب بعضهما البعض.
فعوضاً عن البقاء في لعبة الملامة انظرا للأسفل قليلاً حتى تتعرفا معا على سبب الاختلاف أصلاً.
ربما تمكنتما الآن من تحديد عنصر واحد أو اكثر له دور في تكوين شخصيتكما الغير مؤثرة.
فهذه حقيقة هي الخطوة الأولى، بعدها؛
خذا وقتكما في تطوير سلوكيات لرفع مستوى المودة بينكما،
تعلم كيفية التعبير عن الحب،
كيفية تسوية أي اختلاف يحصل بينكما
وكيف تكون ملاذ الطرف الآخر الذي يؤي إليه في حالة شعوره أو رغبته في ؛ النصرة، الاعجاب، الترويح، الاثارة أو البهجة.
تخيلا نفسيكما في حفلة شواء وأن كل واحد منكما مروحة الآخر التي تهيج رغبته في الاقتراب من الآخر وحبه أكثر إنما احذرا أشد الحذر من ذر الشرار تجاه بعضكما البعض.
جمــــيل ما سطــرة اخي المبدع دائما
بارك اللـــه فيك {{ بس سؤال صغير معلش
ايش معنى كلمة {{{ صربعتك }} اسفة كتير لسؤال ــ بس ما فهمتها
تحياتي لك
اختك حنان