أختي الفاضلة بارك الله فيكِ
يجب عليك التعامل مع المشكلة التي تعانين منها على أنها عارض وستزول بإذن الله وهذا من أعظم وأقوى الأساليب في تعامل الإنسان مع مشكلاته النفسية (الشخصية) ذلك أن الإستسلام للمشكلة يرسخها بشكل أكبر مما يجعلها تكبر ويصعب حلها ، ولكن بالطبع لايكفي عدم الإستسلام للمشكلة بل لابد من مقاومتها وعلاجها والإستفادة منها لتحقيق جانب ايجابي على المستوى الشخصي
في بعض الاحيان تكون البيئة محبطة ومخذلة ترسخ في هذا الشخص ضعفه في جانب معين أو في قدراته بشكل عام سواءً كانت البيئة قريبة جداً مثل الأسرة أو عامة كالصحبة
فتتكون حساسية مفرطة لدى الشخص تجاه الأخطاء وتضخيمها وطلب المثالية دائماً وارتفاع مستوى الطموح بشكل كبير ، وهذا وإن كان في ظاهره ايجابياً ولكنه مع الإفراط فيه يسبب شيئاً من الإحباط وضعف الثقة
أنت تشعرين بالحزن وضعف الثقة بعد الذي وقع لك من زوجك وقد يكون لديك خوف من تكراره أو حصول مشكلة اجتماعية لنظرة من حولك للذي وقع عليك من زوجك وتلجأين إلى الإنطواء والبعد وربما فكرت بالهروب من كل ذلك بالطلاق وهنا مربط الفرس فأنت أختي الفاضلة تضخمين جداً حجم الأخطاء وتفكرين بها بشكل دائم حتى تأسرك وتصيبك بالإحباط وضعف الثقة وأكبر دليل على ذلك بأن من حولك يتعاملون معها بشكل طبيعي على مأعتقد فلماذا تضخمينها أنت ؟؟
الوقوع في الخطأ يؤثر في النفس لاشك ولكن لابد أن تعلمي أن كل إنسان معرض للخطأ وأن الأخطاء مستويات فليس كل خطأ يعني النهاية وليس كل خطأ يستحق أن نقف أمامه لنعالجه ، وبعض الأخطاء يمكن علاجها بالصبر وتدريب النفس على الخروج منها وبعضها خارجة عن سيطرتنا فلانستطيع إلا أن نتعايش معها ونتحملها
انصحكِ إذا عرض لك عارض الإحباط أو ضعف الثقة فتذكري المواقف الجميلة التي كان لك بروز فيها فهذا يساعد على تذويب هذه الخواطر السيئة في بحر الخواطر الإيجابية
كذلك اللجوء للحزن والإنطواء ليس حلاً وخصوصاً في مجال العلاقات الأسرية , ولكن المواجهة والتحمل والصبر هو الحل وإذا أصابك هم أوحزن فقاومي هذا الشعور وأذكري الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذه الأدعية والأذكار تقال عند الهم والغم والحزن والكرب ، فتكشف ذلك كله ، وتفرح القلب وتضيئه بنور الإيمان والرضا وتعزز الثقة بالنفس وتعطي شعور أنها تستند على ركن شديد ألا وهو الله جل شأنه وعلا سبحانه
( لا إله إلا الله العظيم الحليم .. لا إله إلا الله رب العرش العظيم .. لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ، رب العرش الكريم ) متفق عليه
( اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا انت ) رواه أحمد و أبو داود
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) رواه أحمد والترمذي
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ) رواه أبو داود
اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله ، لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ) رواه أبو داود ... وقد ذكر النبي عليه الصلاه والسلام أن من دعا بهذا الدعاء والذي قبله فقد دعا باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى
( حسبنا الله ونعم الوكيل ) رواه البخاري تقال عند الأمور العظام
بالأخير لابد أن تعلمي أن الإنسان أمير نفسه وهو من يطور نفسه أو يهملها وإنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم فلابد من دافع نفسي قوي وهمة جبارة وصبر وقبل ذلك كله طلب العون من الله واللجوء إليه والإستعانة به وأداء مافترض والابتعاد عما نهى
أسأل الله لك التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة .
__________________
❤سبحان الله وبحمده ❤
عدد خلقه • ورضا نفسهِ • وزِنةَ عرشهِ • ومِدادَ كلماته