العلاج بالإبر الصينية - Acupuncture
وهي الطريقة العلاجية المعتمدة على إدخال إبر ذات هيئة معينة في نقاط معينة على جسم المريض لمدة زمنية قصيرة في الجلسات العلاجية.
الأصل :
لا يعرف وقت بداية العلاج بالإبر بالتحديد الدقيق، إلا أن أول كتاب كتب في هذا الموضوع يعود إلى أيام الإمبراطور الأصفر هوانغ تاي الذي عاش في وقت الولايات الحربية في الصين في الفترة بين 475 و221 قبل الميلاد. في هذا الكتاب أمر الإمبراطور بعدم استعمال أي علاج عدا الإبر وأن يتم تدريسها وممارستها بحيث يصعب نسيانها أو العزف عنها مستقبلاً. وهناك كتاب آخر اسمه كتاب الجبال والبحار كتب قبل أكثر من 2.000 سنة يشير إلى وجود صخور تنفع في صنع الإبر. على أن هناك من يعتقد بأن أولى الكتابات في هذا الموضوع كانت قد بدأت قبل 4.500 سنة واستمرت لمدة 1.500 سنة بحيث كتب آخر فصل منها قبل 3.000 سنة.
وفي الحقيقة فإن تاريخ العلاج بالإبر هو تاريخ تطور الإبر نفسها. ويبدو أن الإبر المصنوعة من الأحجار كانت هي الإبر المستعملة في هذا العلاج. بعد ذلك استعمل الخزف والعظام والخشب لعملها. وعندما تطورت الحرفة المعدنية تم عمل الإبر من المعادن. وشيئا فشيئا أصبحت الإبر البرونزية بديلة عن الإبر الخزفية وذلك في أيام مملكة شانغ في 1558 قبل الميلاد أي قبل 3.500 سنة ، ثم صنعت الإبر الحديدية والفضية والذهبية.
وقد تطور العلاج بالإبر في الصين بسرعة حيث كتبت كتب تحدد قنوات الطاقة ونقاط إدخال الإبر، إلى أن تم تحديد 657 نقطة علاج. بعدها أمر الإمبراطور واي تي وانغ بعمل تمثالين من البرونز بحجم الإنسان الطبيعي وتوضيح إدخال الإبر ومسارات الطاقة عليها ثم صنعت تماثيل أصغر حجما لاستعمالها في التدريس والامتحانات.
وتوسعت طريقة المعالجة هذه على عهد عائلة منغ من 1368 إلى 1644 م، إلا 1911م إلا أنها بدأت بالتراجع لأسباب سياسية مختلفة حيث حاول الحكام من عائلة تشنغ من 1644 إلى 1911 م أن يمنعوها إلا أنها لم تختف نهائياً. وفي هذه الفترة وصل العلاج بالإبر إلى أوروبا، أولا إلى ألمانيا في القرن السابع عشر ثم إلى فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر. وفي عام 1929م منعت الحكومة الصينية الطب الشعبي ولكنها فشلت في القضاء عليه كلياً.
ولكن بعد انتصار جيش ماوتسي تونغ عاد العلاج بالإبر إلى موقع متقدم هناك بعد أن لعب دوراً هاماً في علاج جنود ماو في أثناء ما يسمى بالمسيرة الطويلة.